حالة سُعار
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

حالة سُعار

 فلسطين اليوم -

حالة سُعار

بقلم : حسن البطل

فقط، ثلاثة أيام مرت بين قرار اللجنة الوزارية لشؤون التشريع، بالإجماع، شرعنة بؤرة «عمونا» وسائر البؤر، وإقرار الكنيست، بالغالبية، المشروع بقراءة أولى.

يعني، خلال هذه الأيام، غيّر رئيس الحكومة موقفه من معارضة قرار لجنة وزارية للتشريع، إلى تصويت لصالحه في الكنيست. أما وزير المالية، موشي كحلون، زعيم قائمة «كلنا ـ كولانو» فقد «طنّش» عن حضور جلسة اللجنة، ثمّ وافق على التصويت في الكنيست، التي أقرّته بغالبية 58 ضد 50.

اسمه في القانون الإسرائيلي هو «تسوية»، وفي القانون الدولي هو «شرعنة» البؤر غير الشرعية، حسب القانون الإسرائيلي؛ أما اسمه الصحيح فهو «السلب» في تعبير النائب الليكودي المعارض، بني بيغن.

أيّاً كان الاسم، فإن وزيرة العدل، أيليت شكيد، من حزب «البيت اليهودي» هي التي عملت ووقفت وراء قرار اللجنة الحكومية للتشريع، وأفصحت عن أخطر أبعاده، التي هي إنفاذ مصادرة أملاك الغائبين في الضفة، كما صادرت إسرائيل وتصادر أملاك الغائبين في نطاق دولة إسرائيل!

لماذا، وحده، عارض ما يوصف بأحد «أمراء» الليكود قرار «التسوية» و»الشرعنة» والمصادرة؟ ولماذا «لحس» كحلون ممانعته للقرار، ثم تصويته في الكنيست لصالحه؟

سنعود القهقرى إلى قرارات محكمة العدل العليا الإسرائيلية لصالح عودة سكان قريتي إقرث وكفر برعم لأراضيهما، وامتناع حكومة بن غوريون عن تنفيذها، حتى لا تكون هناك «سابقة» عودة «غائبين» إلى قراهم، رغم أن سكان القريتين كانوا غائبين ـ حاضرين في نطاق دولة إسرائيل بطلب من جيشها.

فإلى قصة مستوطنة «آلون موريه» شرقي نابلس التي أقيمت «بؤرة» على أراض خاصة لقرية روجيب في العام 1979 بقرار من شمعون بيريس ومعارضة اسحاق رابين.

آنذاك، قررت محكمتهم العليا نقلها إلى أراض غير مملوكة في قرية دير الحطب القريبة ـ تسميها إسرائيل «أراضي دولة» ـ فقال مناحيم بيغن، الذي انصاع لقرار المحكمة: «يوجد «قضاة في القدس»؟!

القضاة في القدس (المحكمة العليا) قررت 2008 وأكدت 2012 على هدم بؤرة «عمونا» العشوائية، المقامة عام 1997، لأنها مقامة على أرض فلسطينية خاصة مع «طابو» قرب مستوطنة «عوفرة»، قرب سلواد، التي أقيمت في معظمها على الأقل، على أراض خاصة.

الحكومة ـ الحكومات الإسرائيلية تلكّأت في تنفيذ الحكم الواجب قبل 25 كانون الأول، وطلبت التأجيل بواسطة نتنياهو سبعة شهور لنقل 200 مستوطن فيها يعيشون في كرافانات، إلى أراضي غائبين، غادروا إلى الأردن بعد حرب 1967، قدم محاموهم إثباتات قانونية للمحكمة بأحقيتهم.

حتى لا يصبح قرار المحكمة «سابقة» تطبق على «هدم» و»نقل» عشرات البؤر من أراض خاصة لأراضي «غائبين ـ حاضرين» قررت لجنة شكيد «تسوية» أي «شرعنة» بؤرة «عمونا» وباقي البؤر، وصوتت الكنيست لصالح قرار اللجنة.

من قراءة أولى حتى القراءة الثالثة، سوف تسابق الحكومة موعد قرار المحكمة، ومن ثم ستضطر المحكمة إلى الموافقة على «التسوية» و»الشرعنة» و»السلب».

ترى الوزيرة شكيد وحزبها أن سلطة التشريع هي قرارات الكنيست، وتسعى إلى تغيير تركيبة قضاة المحكمة العليا، عن طريق إنشاء محكمة خاصة بأراضي الضفة الغربية، وكذا اعتبار المستوطنين سكاناً «محليين» أي تعميم قرار المحكمة عام 1972 باعتبار مستوطني «كريات أربع» محليين، علماً أنها مستوطنة أقيمت بؤرة أولاً، على أراض خاصة جوار مدينة الخليل.

المستشار القانوني للحكومة، أفيخاي مندلبيت، كان نصح الحكومة برفض قرار لجنة شكيد الحكومية، لأن المحكمة العليا سترفضه كما فعلت لاحقاً، ولأنه يتعارض مع القانون الدولي، لكنه وعد بدراسة حماية المستوطنين.

هذا التفاف إسرائيلي على القانون الإسرائيلي والدولي بقوانين جديدة تنسخها، أي التفاف على القانون بقانون، كما هو حال «الطرق الالتفافية» المؤدية للمستوطنات.

نعرف أن المنطقة (ج) تشكل 60% من الضفة، لكن هناك 30% منها تعتبرها إسرائيل «أراضي دولة» وقسم غير معروف آخر تعتبره إسرائيل «أرضا متروكة» أي تخص غائبين، صارت أراضيهم خاضعة لتفتيت وراثتها بعد 50 سنة من الاحتلال، وتريد إسرائيل الاستيلاء عليها «قسيمة» بعد أخرى!

في الأعمال الانتقامية الإسرائيلية من «الارهاب» الفلسطيني هناك «بنك أهداف» وفي تمادي الاستيطان هناك بنك لخطط توسيع الاستيطان، إما بدعاوى استعادة أملاك قديمة لليهود، كما في القدس بشكل خاص، أو الادعاء التوراتي بأن «يهودا والسامرة» تخص اليهود وإسرائيل، ولا حقّ للمقادسة المقيمين في أملاك يهودية بالقدس قبل العام 1948، بمطالبة عودة أملاكهم في القدس الغربية.

تستعد إسرائيل إلى موجة سُعار استيطانية أكبر، بعد فوز ترامب بالرئاسة الأميركية، ومنذ سنوات تترافق الموجة الاستيطانية بموجة غير مسبوقة من تشريعات قوانين عنصرية، تشمل بشكل خاص الفلسطينيين في إسرائيل، ولا توفر منظمات أو شخصيات محسوبة على «اليسار» في إسرائيل، مثل قانون «الجمعيات» غير الحكومية. أما التشريعات ضد الفلسطينيين في إسرائيل فهي عديدة، والآن صارت تشمل «تشريع» و»تسوية» و»سلب» الأراضي الفلسطينية في الضفة.

الفلسطينيون يأملون من المؤتمر الدولي والمحكمة الجنائية أن تلجما بعض هذا السُعار، لكن إسرائيل لن تذهب للمؤتمر الدولي، دون أن توفر اتصالاً من نتنياهو بالرئيس اوباما ليتمنّى عليه أن لا يتخذ موقفاً في وداع ولايته لا يناسب إسرائيل في مسألة «حل الدولتين»، وأن لا يدعم المشروع الفرنسي إذا قدم إلى مجلس الأمن، كما تأمل إسرائيل خيراً من تشكيل طاقم إدارة ترامب من شخصيات يمينية ومؤيدة لإسرائيل في مسألة القدس وحل الدولتين.

وفي حكومة نتنياهو الثالثة المؤلفة بعد 2015 نزاع بين اليمين واليمين، لكن الجميع لن يذهبوا إلى الاحتكام لصناديق الاقتراع بل ستتم تسويات بين هذه الأطراف، ليشكل نتنياهو حكوماته الرابعة والخامسة.. إلخ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حالة سُعار حالة سُعار



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيدة

GMT 14:19 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 08:30 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"العقرب" في كانون الأول 2019

GMT 11:41 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 11:54 2018 السبت ,17 شباط / فبراير

حقائق مثيرة عن العضلة الأهم في جسم الإنسان

GMT 21:54 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

"خريف" يحصد جائزة أفضل عمل في مهرجان "المسرح العربي"

GMT 14:18 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

روسيا توصلنا لاتفاق يرضي جميع الأطراف

GMT 11:52 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

صلاح يصارع من أجل الفوز بالحذاء الذهبي

GMT 17:07 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تامر حسني يبدأ تصوير الملصق الدعائي لبرنامج "ذا فويس كيدز"

GMT 13:49 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

كشف حقيقة صور هيفاء وهبي المفبركة على مواقع التواصل

GMT 06:09 2016 الجمعة ,02 كانون الأول / ديسمبر

مركبة "UFO 2.0" يخت مستقبلي بمثابة فيلا إنيقة

GMT 18:51 2016 السبت ,18 حزيران / يونيو

أسباب وفوائد كثيرة للشروع في الدراسات العليا
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday