رأيتُ لون خوفه
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

رأيتُ لون خوفه

 فلسطين اليوم -

رأيتُ لون خوفه

بقلم: حسن البطل

مشهد شبه سينمائي استحال مشهداً شبه بيروتي خلال دقائق، من ظهيرة يوم الثلاثاء، في ذلك الشارع الذي أكرموه «شارع الأيام».. 

وأسميه «شارع الهاينكين والمكابي». لأن زوار الليل يتركونها فارغة على قارعتيه. ..غير أنني غبت، فقط، عن لحظة التحول من سينما بوليسية على الشاشة الى مسرح بيروتي.. في شوارع أذكر أسماءها، وأتذكر تفاصيلها.. 

وأكاد أشم رائحة البارود، وعجلات السيارات المحترقة. هناك، في بيروت، أجزم أنني نجوت (من كان هناك ولا يجزم؟) من موت رُبع محقق، نصف محقق.. أو على شفا حفرة من الموت. هنا، في «شارع الأيام» الذي أدعوه «شارع الهاينكين والمكابي» لا أجزم، ربما لأن القتيل الذي حاذاني عشرة أمتار أو أكثر (قبل أن يسقط قتيلاً) خانته فطنته، وإلا لعاد الى السيارة البنية مستريباً مما أرابني، لكنه استراب بي.. 

فأبطأت خطواتي (وهي غير عجولة عادة) فسبقني الى تلك السيارة البيضاء. «يكاد المريب أن ..» لكنه استراب بي، فأثار ريبتي بـ «مشهد سينمائي» تفاصيله كالتالي: لحظة محاذاتي السيارة البنية، خرج منها ذلك الشاب (الذي سأراه ممدداً، هامداً بعد دقائق) يصيح، ويلوح.. 

فنظرت الى حيث يصيح ويلوح، فكانت سيارة بيضاء تصعد تلك الطلعة، قادمة من ذلك المنعطف الصعب (حصل لنا به حادث سير عندما كنت مع زميلي سميح في سيارته). تمهلت البيضاء. استدارت. توقفت. نزل منها رجل بدين، ستيني تقريباً، أشيب الشعر، يردّ ما يستطيع من شعر رأسه ليخفي صلعته. بدآ جدالاً. 

الشاب (الذي مشى نحو حتفه) كان أسرع مني، وأنا التقطتني سيارة صديق، فلما حاذينا السيارة البيضاء (بقي فيها شاب) انفجر ارتيابي: «لعلهم يتبادلون مخدرات» قلت للصديق، الذي لم يأبه بشيء. قبل أن أدلف مبنى «الأيام» ألقيت نظرة.. وكانا ما زالا يتجادلان. 

وقت يكفي لتسكب ماء ساخناً في الفنجان، و»طابع» شاي.  يقولون في الإنشاء المدرسي: «هرعت الناس» وأنا هرعت.. الى ذلك «المشهد البيروتي». العجلات التي لن تدور. والأقدام التي لن تسير (بانت من تحت الغطاء)، لكن الفارق بين مشهدين: سينمائي وبيروتي يظل لون وجه الشاب الممتقع، نظراته المستريبة بي (وكان عليه أن يستريب بما يريب فعلاً).. ويعود القهقرى. 

ما الذي يجعل لوجه الانسان لون الفخر والحبور؟ عندما يحلق فرح سري من أعماقه ليصدم قفص جسمه. ما الذي يجعل لوجه الانسان لون الموت قبل الموت؟ عندما ينكمش خوفه الغريزي ويلوذ بدمه الى حشاياه. لا في السينما وميتاتها السينمائية، ولا في شوارع بيروت، رأيت لون الخوف من الموت كما رأيته، من طرف عينين مستريبتين لوجه يسربله خوف كان أضعف من الإقدام نحو المخاطرة. 

في السينما رأيت حذراً أكثر، حبكة أمتن، وفي شوارع بيروت رأيت الموت معجوناً بخبث الفاعل وبراءة المارّة المفعول بحياتهم فعل الموت الخاطف. لكن في ذلك «المشهد البيروتي» في «شارع الأيام» رأيت السذاجة، لأنه لو كانت للشباب (وهم من شعبي، وبعض لحمي ودمي) فطنة لاسترابوا في «جدال الإشارات». 

عادة، يلتقي صديقان في سيارتين، ويغلقان الشارع.. ويعطِّلان حركة السير. وعندما تستدير «البيضاء» قبل مائة متر، وتدور على أعقابها، ففي الأمر ما يريب (ظننت الأمر تجارة غير مشروعة، فإذا به صفقة موت غير مشروع). 

حتى في الكتب. حتى في السينما. حتى في الجيوش، لا يقعون في غلطات قاتلة كالتي يقع فيها عناصر «حماس»، لأن قاعدة الأمن الأولى هي: لا تكن مع شقيقك في كتيبة نظامية واحدة. لا تكن معه في خلية سرية واحدة.. ولا تذهب معه الى مهمة سرية واحدة. 

لكن عماد وعادل وقعا في الغلطة، التي وقع فيها سليم وسلمان.. فأي تهافت أمني هذا الذي هبطت اليه أولويات الحذر الأمني لدى عناصر «حماس»؟! بين مشهد سينمائي رديء، ومشهد بيروتي أقل فداحة، يظل في البال لون وجه الشاب. وأما في المتخيل، فقد رأيت أطفالاً ورجالاً، نساء ومقاتلين يبكون: أستطيع أن أتصور كيف يبكي أطفال الشاب زهران وزوجته.. وأبكي معهم. .. وقرب «المشهد البيروتي» في «شارع الأيام» لا تزال «الآرمة « على ذلك المحل Roller Star ففي ذلك المكان صعدت روح شاب فلسطيني الى السماء. لماذا نركض هكذا الى «الجنة؟.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رأيتُ لون خوفه رأيتُ لون خوفه



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيدة

GMT 14:19 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 08:30 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"العقرب" في كانون الأول 2019

GMT 11:41 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 11:54 2018 السبت ,17 شباط / فبراير

حقائق مثيرة عن العضلة الأهم في جسم الإنسان

GMT 21:54 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

"خريف" يحصد جائزة أفضل عمل في مهرجان "المسرح العربي"

GMT 14:18 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

روسيا توصلنا لاتفاق يرضي جميع الأطراف

GMT 11:52 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

صلاح يصارع من أجل الفوز بالحذاء الذهبي

GMT 17:07 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تامر حسني يبدأ تصوير الملصق الدعائي لبرنامج "ذا فويس كيدز"

GMT 13:49 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

كشف حقيقة صور هيفاء وهبي المفبركة على مواقع التواصل

GMT 06:09 2016 الجمعة ,02 كانون الأول / ديسمبر

مركبة "UFO 2.0" يخت مستقبلي بمثابة فيلا إنيقة

GMT 18:51 2016 السبت ,18 حزيران / يونيو

أسباب وفوائد كثيرة للشروع في الدراسات العليا
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday