يا لها من عربة
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

يا لها من عربة؟

 فلسطين اليوم -

يا لها من عربة

حسن البطل

على جانب باب سيارة الشحن يكتبون، أحياناً، عبارتين: حمولتها فارغة (أي وزنها) وحمولتها القائمة (أي طاقتها على الحمل).
لا أعرف ما الذي كان في بال الشاعر القديم، عندما وصف قافلة من الإبل: "ما للجمال مشيها وئيدا / أجندلاً يحملن أم حديدا" أي هل تحمل قتلى حرب أم تحمل الحديد الثقيل.
هيدروليك وميكانيك؛ كهرباء ومغناطيس يجعل الرافعات في الموانئ البحرية تحمل مستوعبات "كونتينر" ذات اثقال مهولة. محركات صواريخ جبارة ترفع الى الفضاء العالي ما يشبه السخرية من قوانين الجاذبية الأرضية.
لكن السؤال سؤال العضلات، لا سؤال اعصاب من فولاذ، ومنه كم يستطيع بطل العالم (الرّباع) في رفع الأثقال أن "يشقل" وزناً من الحديد قياساً لوزن جسمه وقوة عضلاته؟.
يحكون للأطفال عن سباق غير متكافئ بين الأرنب السريع واللاهي، والسلحفاة الوئيدة والمجدة. أمّا للكبار فيحكون عن بطلة غير الرباعين في حمل الاثقال: إنها النملة ذات الأرجل العديدة، التي تحمل اضعاف وزنها.
أفكرّ أن أحمل كاميرا والتقط بها صوراً لعربات الزبالين. إنها تدبّ، وئيداً، على دولابين، كما يدبّ الانسان على قدمين. بين الدولابين برميلان. ليس لعربة الزبال حمولة قصوى، لكن حمولتها فارغة قياسية مضافاً اليها حمولة المكنسة والمجرفة لرفع القمامة.
ليست طاقة عربة الزبال على الحمل هي المسألة، لكن شكلها العجيب الذي لحمولتها من القمامة، وبالذات هذه الاضافات "الاكسسوارات" الملحقة بها، مثل ربط صناديق الكرتون الفارغة، او تعليق اكياس البلاستيك الكبيرة على جوانبها.
يبدأ الزبال يدفع وعربته في مشوار الشغل كأنها عارية؛ مجرد عربة ذات دولابين وبرميلين ترتفع في احدهما عصاوان للمكنسة والمجرفة .. ثم "تلبس" العربة خليطاً من الالوان، وكذا ما يشبه "ملابس" ملائمة لفصول السنة كلها، فتبدو "كتلة" تحمل ما هب ودب من الحطام، ولا يبدو لها شكلاً هو لعربة الزبال من دولابين وبرميلين ومكنسة ومجرفة!
شعار الزبال في تعامله مع عربة الزبالة هو "الحاجة ام الاختراع" في المقدمة يلتقط علبة كرتون ضخمة وفارغة ويضعها مستوعباً مقدمة لعربته، كأنها "سترة الريح" مثلاً في دبابات جيش اسرائيل، او يضع على جوانبها "معلقات" من أكياس القمامة الكبيرة، بما يذكّر بصفائح حماية المدرعات والدبابات من صواريخ مضادة للدروع.
أحياناً، تعلو أكوام الزبالة على طول قامة الزبال، فيميل بنظره جانبياً ليرى طريقه الى "حاوية" حديدية في طرف الشارع، يُفرغ فيها حمولته من القمامة، وتأتي سيارة جمع القمامة لتحمل حمولة زبالة الحاويات.
كان لبلدية رام الله نظام قديم هو بمثابة صناديق حديدية خفيفة معلقة على الاعمدة لجمع ما يمكن من المهملات والزبالة الخفيفة. لم تعد طاقة هذا النظام تحتمل او تستوعب. هكذا، صار للبلدية نظام جديد هو صناديق من الخشب في جوفها برميل مضلّع من المعدن، لأن شكل الصناديق هو شكل زهرة اللوتس .. وهذا، بدوره، لم يعد يتحمل تخمة من قاذورات متنوعة. الآن، صار على المحلات أن تسلم قمامتها في أكياس او صناديق كرتون في ساعات معينة، لتحملها سيارات القمامة الكبيرة.
يبدو أن نظام مواقف السيارات مسبقة الدفع ينجح قليلاً قليلاً، لكن نظام جمع فوارغ علب الكرتون لإعادة تدويرها لا ينجح جيداً، بالرغم من صناديق عملاقة خاصة بجمع صناديق الكرتون.
شوارع مدينة رام الله ذات مستويين من الوساخة. المستوى الاول لمركز المدينة، حيث يعمل الزبالون بالتناوب على مدار الساعة لرفع قمامة الشوارع، وأمّا في المستوى الثاني للشوارع الجانبية الأخرى، فإن القمامة قليلة وفوارغ المشروبات قليلة، والشغل صباحي فقط.
ما أريد قوله هو بسيط وحقيقي: إن بطل المدينة هو عامل النظافة أي الزبال، الذي يشقى ويتعب في الأعياد والتظاهرات والمسيرات التي تخلّف كثيراً من المهملات والزبالة، تجعل صور عربة الزبالة عجيبة غريبة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يا لها من عربة يا لها من عربة



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

ما كنت تتوقعه من الشريك لن يتحقق مئة في المئة

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 08:15 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

"موديز"تؤكّد أن دول الخليج ستحتاج عامين لتعافي اقتصادها

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 13:29 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

"ساعة رضا" فيلم كوميدي يُقدم معالجة جديدة لآلة الزمان

GMT 04:25 2017 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

الأحمر النابض يبرز أناقة وجرأة الرجل في الربيع

GMT 10:57 2019 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

تعيش أجواء حماسية خلال هذا الأسبوع

GMT 21:48 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

"بورش" تستدعي أكثر 75 ألف سيارة حول العالم
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday