ليســت آخـــر الأحـــزان
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

ليســت آخـــر الأحـــزان !

 فلسطين اليوم -

ليســت آخـــر الأحـــزان

بقلم :طلال عوكل

لم تدم طويلاً حالة التفاؤل المفاجئ الذي طغى على المشهد الفلسطيني الداخلي، قبل أيام قليلة من زيارة الرئيس محمود عباس إلى تركيا. التصريحات المتفائلة جاءت من الاتجاهين، من «فتح» والأكثر منها من قبل «حماس» في الضفة، والأهم ما صدر منها من قطاع غزة. كان مقال الأخ المحترم أحمد يوسف الأشد تفاؤلاً، والأكثر يقينية من سواه، ولكنه ربما أضفى قدراً من صدقيته الوطنية، ورغباته الحقيقية، على ما صدر منه من تفاؤل مفرط. انتهت الزيارة

ولم يصدر عن المؤتمر الصحافي للرئيسين رجب طيب أردوغان والرئيس محمود عباس، ما يفرِّج الكرب ويبرِّد القلوب الملتهبة. من المؤكد أن الرئيسين تداولا بالنقاش موضوع المصالحة، وأراد الرئيس عباس من تركيا أن تقدم يد المساعدة، لإقناع «حماس»، بالموافقة على خارطة الطريق التي تقدم بها ويصر عليها. تركيا تحظى بعلاقة جيدة مع حركة «حماس»، ولكن حسابات «حماس» وخياراتها لا تتطابق بالضرورة مع حسابات الحليف التركي. أحد الكتّاب المقرّبين من حركة «حماس»، كان قد عقّب على ما دار من تكهنات بشأن دور تركيا في المصالحة، فأشار إلى أن الطلب الفلسطيني من تركيا بشأن المصالحة، هدفه تحريض تركيا على «حماس»، ونسف التفاهمات التي تلتزم بها الحركة مع القاهرة والنائب محمد دحلان.

تعرف تركيا، كما تعرف القيادة الفلسطينية طبيعة المشكلات التي تحول دون تحقيق المصالحة، والضمانات المطلوبة، والجهة التي تملك القدرة على الحسم، ولذلك ما كان يمكن لتركيا أن تتعهد بالتزامات لا قبل لها على تنفيذها. تركيا أو غير تركيا يمكن أن تشكل عاملاً مساعداً، ولكن جهة الحسم في مكان آخر. ليس سوى القاهرة، من يستطيع تحمُّل أعباء هذا الملف، سواء من حيث القدرة على التأثير، أو من حيث التعهد بضمان التنفيذ. الكل يدرك هذه الحقيقة، ما يعني أن الذهاب شرقاً وغرباً، لا يفيد في تحريك ملف المصالحة، بل ربما يزيد الأمر تعقيداً من حيث أن ذلك يشكل استفزازاً للنظام في مصر. «حماس» تدرك هذه المسألة ولذلك فإنها لن تفرط بخيار الالتزام بالتفاهمات التي أبرمتها في القاهرة، كخيار لا تجد له بديلاً في الظروف الراهنة. صحيح أن «حماس» تتذمر إزاء تباطؤ السلطات المصرية في تنفيذ ما تعهدت به من التزامات، سواء فيما يتعلق بفتح معبر رفح أو التبادل التجاري، أو فيما يتعلق بتخفيف أزمة الكهرباء، غير ان تؤثر الصبر، وتبدي استعداداً عملياً جدياً لتنفيذ ما يترتب عليها من التزامات دون النظر إلى التبادلية.

يبدو هكذا أن موضوع الانقسام، قد اتخذ طابعاً ستاتيكياً، وثابتاً إلى حين، وما رفع وتائر التفاؤل بشأن إمكانية تحقيق المصالحة، إلاّ من باب رفع العتب، وإلقاء المسؤولية على الآخر، ولتبرير بعض الرؤى السياسية.

لقد جرى خلال السنوات العشر الأخيرة، وخصوصاً في السنوات الأخيرة تكثيف المبادرات، وتدوير الزوايا، وتغيير الأولويات، لكن أزمة الثقة أعمق من أن يتم تجاوزها، ولم يبق إلاّ أن يسلم طرف بأمره للطرف الآخر، وهذه مسألة غير واردة.

إذن، على كل طرف أن يوطّن سياساته، وخياراته، وعلاقاته، استناداً إلى حقيقة أن الانقسام باق إلى أمد ليس قصيراً، وأن إجراءات الرئيس عباس حتى لو استمرت وتصاعدت فإنها لن تنجح في إخضاع حركة تتحدث ليل نهار عن أنها حركة مقاومة وعميقة الالتزام بعقيدتها الإسلامية، ستنجح هذه الإجراءات فقط في زيادة معانيات سكان قطاع غزة، وبدون أن تهزّ قناعات الناس بأن غزة هي حاملة وحامية المشروع.

الناس في قطاع غزة يعتبرون ذلك قدراً لا يمكن الفكاك منه، وأن ذلك القدر هو سبب رئيسي من أسباب معاناتهم من الشقيق والصديق قبل العدو.ولعلّ ما تسرّب على لسان مسؤول أميركي، من أن إدارة ترامب، تتوفر لديها رؤية لتسوية إقليمية، يشكل أحد التفسيرات، لما يجري بين الفلسطينيين. التسوية الإقليمية تفترض أصلاً أن قطاع غزة أصبح على الرفّ إلى حين، إذ أن المفاوضات الإقليمية وغير الإقليمية، تتصل بالضفة الفلسطينية والقدس. لقد خرجت أو أخرجت غزة من طاولة أية مفاوضات، والأرجح أن حالها سيظل كما هو الحال اليوم إلى أن تتبين ملامح تلك المفاوضات ومآلاتها. غير أن المشكلة الأساسية تكمن في أن القيادات السياسية الفلسطينية لا تجرؤ أو أنها لا تريد مصارحة جماهيرها ولذلك فإن خيبة الأمل الأخيرة من الدور التركي، لن تكون الأخيرة حيث ستواصل الأطراف عملها المعتاد، بين الحين والآخر، طالما كانت الأهداف تبريرية، وتعمل في سبيل تبرئة الذمة من الانقسام وآثاره الخطيرة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليســت آخـــر الأحـــزان ليســت آخـــر الأحـــزان



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 06:05 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 22:13 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

"تحديد موعد النظر في شكوى فلسطين ضد "الفيفا

GMT 19:39 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

غياب كنكوني والعازمي عن مباراة برقان وكاظمة

GMT 12:54 2017 الأربعاء ,11 كانون الثاني / يناير

ظافر العابدين ينتهي من تصوير المسلسل البريطاني Fearless

GMT 01:45 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 21:53 2019 الجمعة ,11 كانون الثاني / يناير

ضعف الأظافر وتساقط الشعر دليل عن نقص الفيتامينات في جسدك

GMT 10:05 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أسماء الأسيرات المحتجزات في أسوار سجون "الاحتلال "

GMT 11:38 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستخبارات العراقية تعتقل 3 من قيادات داعش في الأنبار

GMT 19:37 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

رياض المالكي يعلن إعتراف كولومبيا بدولة فلسطين
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday