كيف للمأزوم أن يحل أزمات الآخرين
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

كيف للمأزوم أن يحل أزمات الآخرين؟

 فلسطين اليوم -

كيف للمأزوم أن يحل أزمات الآخرين

بقلم :طلال عوكل

كأنهم مقيمون في المنطقة، لا تغيب أقدامهم حتى تطل رؤوسهم ولكن ليس دون جدوى. السؤال عن جدوى الزيارة المقبلة التي يستعد للقيام بها كل من جاريد كوشنير، وجيسون غرينبلات على اعتبار أنهما مبعوثا الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط. الجولة هذه المرة، واسعة وتشمل بالإضافة إلى رام الله وتل أبيب كلاً من القاهرة وعمان والرياض وأبو ظبي، وهي عواصم الرباعية العربية، وعملياً هي العواصم الأكثر فعالية في الظروف الراهنة.

الجولة محكوم عليها بالفشل مسبقاً، وفقاً لتقييم فلسطيني، ولكنها قد تحمل نجاحاً وفقاً لتقييم إسرائيلي. ما يدعونا للحكم على هذه الجولة هو أن الظروف التي تجرى فيها هذه الزيارة، محكومة لعدة عوامل ومواقف، لا تشجع على التفاؤل بشأن أهدافها.

أول هذه العوامل، هو أن الإدارة الأميركية تنشغل في قضايا تنطوي على خطورة بالغة حذر منها وزير الخارجية الألماني ويحذر من عواقبها الكثير من المراقبين والسياسيين.تفتح الإدارة الأميركية بوابات جهنم، بما يهدد باشتباك نووي مع كوريا الشمالية، على خلفية تجاربها النووية والصاروخية. اللغة التي يستخدمها الرئيس ترامب للتعبير عن غضبه من كوريا الشمالية، لا تليق برئيس دولة. 

إدارة ترامب لا تكتفي بذلك بل فتحت جبهة أخرى على فنزويلا، وتهدد بالقيام بعمل عسكري ضدها وقبلها دخلت في مشكلة مع المكسيك وكوبا فضلاً عن أزمتها مع روسيا، ومع إيران.
دقيق الوصف الذي أطلقه البعض على الإدارة الأميركية ويقول إن أميركا أصبحت دولة خطرة، يخشاها حتى حلفاؤها الأوروبيون. 

يحصل ذلك، والإدارة ذاتها لم تستقر بعد، فلقد جرت إقالة واستقالة عدد من موظفيها الكبار، فيما تتعرض لاتهامات وملاحقات قضائية على خلفية شبهة علاقة البعض بروسيا، وتدخلها في الانتخابات الرئاسية التي حملت ترامب إلى رأس الإدارة.

أما فيما يتعلق بموضوع «الصفقة التاريخية» التي تحدث عنها مراراً الرئيس ترامب بشأن الصراع الفلسطيني والعربي الإسرائيلي، فإن المؤشرات الصادرة عن إدارة ترامب تفيد بأن هذه الإدارة لن تكون أفضل من سابقاتها. 

ترامب كان قد قال إن حل الدولتين قد لا يكون هو الحل الممكن والوحيد، ثم أطلق تصريحاته بشأن نقل السفارة إلى القدس، وبعد أن قال إن الولايات المتحدة ستنخرط أكثر في المفاوضات وعَبر آليات مختلفة عن السابقة عاد ترامب ليقول إنه لا مجال للحل سوى عَبر مفاوضات ثنائية.

يعتقد الرئيس ترامب أن نجاحه في إبرام صفقات تجارية صعبة يمتلك الكثير من المليارات، يمكن أن يساعده في تحقيق نجاح إزاء واحد من أعقد الملفات والأزمات الدولية، ونقصد الملف الفلسطيني الإسرائيلي لكنه يحتاج إلى ثمانية أشهر حتى يعتقد أن الأمور ليست على هذه الدرجة من البساطة.

خلاصة العامل الأول، هو أن من يرسل المندوبين لمعالجة ملف معقّد، هو نفسه يعاني من أزمة بل أزمات داخلية، على مستوى الإدارة والمجتمع، وعلى مستوى علاقاته الدولية، فكيف له أن يحل أزمة، وهو بحاجة إلى حل أزماته أولاً حتى يكون جديراً بحل أزمات الآخرين؟

العامل الثاني يتعلق بإسرائيل، من حيث إنها تواصل التمسك بمخططاتها وسياساتها التوسعية والاستيطانية، التي تخلو من الحد الأدنى من الرغبة في خوض مفاوضات على أساس رؤية الدولتين. 

إسرائيل تتمسك بالحل الاقتصادي والإقليمي الذي يسعى للفوز بتطبيع العلاقات مع الدول العربية، دون ثمن في موضوع الحقوق الفلسطينية.الحل الذي تعمل عليه إسرائيل، ينطوي على تهديد استراتيجي للحقوق الفلسطينية، وللنظام والمجتمع الأردني، وليس مستبعد أن تعود إسرائيل للحديث العلني قريباً عن الوطن البديل.

تترك هذه السياسة مخاوف حقيقية لدى القيادتين الأردنية والفلسطينية ما يقف خلف زيارة الملك عبد الله الأخيرة لرام الله، والتوافق حول كيفية خوض مجابهة مشتركة للسياسة الإسرائيلية.
فضلاً عن ذلك، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يتعرض لأزمة قد تطيح به، وتنتهي به إلى السجن، وبالتالي هو غير مؤهل للتعاطي الإيجابي، إن كان هناك ما هو إيجابي في تحرك المبعوثين الأميركيين.

نتنياهو الذي يتعرض لملاحقات قضائية هو وعائلته على خلفية قضايا فساد، قد يذهب إلى خيارات مجنونة هرباً من هذه الملاحقة، خصوصاً وأن المجتمع الإسرائيلي بدأ يتحرك مطالباً باستقالته.أما العامل الثالث، فيتعلق بحالة القيادة الفلسطينية التي تشعر بالإحباط، وبدأت تقدم رسائل مواجهة للشروط والضغوط الأميركية، فضلاً عن أن استمرار الانقسام، لا يزال يشكل عامل ضعف للسياسة الفلسطينية الرسمية. 

علاقات داخلية مأزومة وعلاقات مع عدد من الدول العربية مأزومة، هذه هي حال السياسة الرسمية الفلسطينية. وفي الأخير، فإن الوضع العربي بالجملة يعاني من أزمات، ويعمل على أولويات، بعيدة عن أن تكون القضية الفلسطينية ضمنها. 

إذا كل الظروف لا تسمح بالتفاؤل إزاء إمكانية تغيير واقع العلاقات المتوترة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أو أن تؤدي زيارات المبعوثيْن الأميركييْن للمنطقة، إلى إحياء الأمل في إنجاح عملية سلام معقولة ومقبولة من قبل الفلسطينيين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف للمأزوم أن يحل أزمات الآخرين كيف للمأزوم أن يحل أزمات الآخرين



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:48 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج العذراء 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 07:08 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر بطيء الوتيرة وربما مخيب للأمل

GMT 20:30 2019 الأحد ,07 إبريل / نيسان

مي هشام تؤكد أن الفوز بكأس مصر لم يكن سهلًا

GMT 14:30 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أمل بو شوشة تختار ما يناسب ذوقها ولا تعتمد على الماركات

GMT 20:07 2017 الجمعة ,28 إبريل / نيسان

ظهور بورش 918 سبايدر سعودية بشكل ملفت في ميامي

GMT 01:40 2019 السبت ,08 حزيران / يونيو

تعرّف على أفضل هواتف ذكية تدعم "الجيل الخامس"

GMT 06:13 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

مشكلات سياسية تواجه "دافوس"

GMT 21:10 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

أحمد مالك يقدم جوائز مهرجان أفلام الهجرة الدولي

GMT 02:18 2018 الأحد ,02 أيلول / سبتمبر

هاني رمزي يكشف صعوبة مواجهة النيجر
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday