الرواية الفلسطينية
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

الرواية الفلسطينية

 فلسطين اليوم -

الرواية الفلسطينية

اطف ابو سيف
بقلم : عاطف أبو سيف

يثير النقاش حول المسلسلات التي تعرض على شاشة «إم بي سي» الكثير من النقاش حول محتوى هذه المسلسلات والمغالطات التاريخية وتزوير الحقائق وتشويهها التي ترد فيها وما تقدمه في تفاصيلها وفي مجملها من خدمة للمشروع الاستعماري في فلسطين وتبرير لجرائمه بحق شعب فلسطين، وهو نقاش يشير إلى جملة من الملاحظات تتعلق بجوهر الصراع وضرورة حمايته حتى لا يغيب عن الطاولة، وحتى لا يصير التطبيع مع دولة الاحتلال مقصداً محموداً وهدفاً يُسعى إليه.

وربما أن تهافت البعض للتطبيع وسعيه وراء التهليل والتصفيق وربما نيل الجوائز خاصة العالمية جراء تقديم وجهة نظر لا يمكن توصيفها إلا بأنها طعنة لدماء الشهداء ولتضحيات الجيوش والمواطنين العرب في سبيل قضيتهم الأولى، كل ذلك يجب أن يكون تحذيراً لنا بإعادة ترتيب الجبهة الثقافية العربية وتمتينها بما يكفل حماية الرواية القومية العربية التي في قلبها الرواية الفلسطينية عن الوجود على هذه الأرض، الوجود الذي سبق بآلاف السنين كل المشاريع التصفوية التي أرادت سرقة البلاد وتهويدها.

كل هذا من أجل أن يكون ما حدث هفوة وسابقة وليس مقدمة للمزيد من الانزلاقات والتراجع في مناعة الثقافة العربية، ولا يصل بنا الأمر إلى مديح شاعر في المستقبل يتغنى بقتل أطفالنا مثلاً تحت بند الحريات الثقافية. الخطر يجب أن يظل حاضراً حتى ننجح في كبح جماح المزيد من هذه الأعمال التي لا تسيء لفلسطين بل للامة برمتها.

أولاً: يجب إعادة الاعتبار لحضور الرواية الفلسطينية في الدراما العربية. وهذا ليس مهماً بحد ذاته فقط بل بما يمثله من التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للمواطنين العرب. والرواية الفلسطينية ليست مجرد تفاصيل الصراع بل المواقف حول الصراع. فالشعب العربي في فلسطين تم تهجيره وتقتيله وسرقة بلاده وتحويله إلى لاجئين ما زالوا يحلمون بعودتهم إلى بلادهم. لا أحد يطلب أن تتحول الدراما إلى دعاية وشعارات ولكن على الأقل أن تكون وفية لحكاية الشعب العربي الذي تخاطبه عن نفسه وعن الصراع الأساسي الذي يستهدف وجوده واستقرار بلدانه.
للنظر مثلاً كيف تحضر الرواية حول المحرقة في انتاجات هوليود تقريباً كل عام، حتى يصعب تخيل موسم سينمائي وفي الكثير من المرات منافسات الأوسكار وبقية المسابقات الأخرى دون وجود فيلم أو مسلسل يتعرض لحياة اليهود في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية.
ويتم التذكير دائماً، كما يمكن للمتابع حتى في أوساطنا العربية أن يستخلص، بأن ثمة دينا لليهود في رقاب أوروبا يجب عليها أن تكفر عنه.
وربما أن المقصد الأساسي لهذه الرواية دائماً، مع تسليط الضوء على السياقات الإنسانية والمشاعر دون خطابة وبلاغة، التذكير بضرورة التعاطف مع القضية.
والتعاطف مع عذابات اليهود وغير اليهود ضحايا نظام هتلر النازي، لا يعنى التعاطف مع جرائم العصابات الصهيونية في فلسطين ولا الجرائم التي تتم فيها منذ نكبة فلسطين.

ثمة حاجة لاعادة هذا الاعتبار من خلال تكثيف هذا الحضور وتأكيد المقولات الأساسية. مرة أخرى القصة ليست قصة مسلسل أو دراما بحتة بل هي قصة حقوق وحكايات عن آلام وعذابات كما هي تمرير لمشاريع وروايات مضادة تصيب بالوهن ليس الحالة الفلسطينية بل الحالة العربية. وهذا يجب أن يصار إلى تعميمه دولياً، بمعنى أن الرواية الفلسطينية والرواية العربية عن الصراع غائبة بشكل كامل عن الفن العالمي بل هناك هيمنة للرواية المضادة. وبقدر ما نحن بحاجة لجهود رسمية في ذلك فإن ثمة حاجة لجهود مختلفة خاصة من رأس المال العربي والشركات العربية التي يجب أن يكون تطلعها دوليا. والأمر في هذه الحالة يجب أن لا يقتصر على الدراما فثمة غياب للثقافة العربية دولياً. صحيح أن هناك ترجمات لروايات عربية وللشعر العربي ولكن حقيقة فإن المكانة الحقيقية لجودة الشعر العربي والرواية العربية لا تأخذ حقها في العالم. فالإبداع العربي المتعدد والموهوب لم يصل إلا لجائزة نوبل واحدة. صحيح أن ثمة تسيسا عاليا في منح الجوائز العالمية ولكن يجب أن يتم العمل عربياً على ترجمة وتعميم النتاجات الأدبية العربية بما يكفل فرضها على الذائقة العالمية.
فلسطينياً فإن ما حدث يجب أن يدفعنا للمزيد من العمل من أجل تصليب الجبهة الثقافية العربية على صعيد الاتحادات والهيئات الرسمية من اجل، مرة أخرى، أن يظل ما حدث خطأ يجب الاعتذار والتراجع عنه وليس سابقة ستجد لها توابع جديدة في المستقبل. إن أساس الصراع هو جوهر الحكاية الفلسطينية التي تتمثل بتهجير شعبنا بالقتل والمذابح من أرضه وأن هذا الظلم التاريخي لا يمكن تصويبه إلا بإعادة الحكاية إلى أصلها. إن الكتاب من روائيين وشعراء وفنانين بكافة اجناس نتاجاتهم هم حراس هذه الحكاية، وكم مؤلم حين لا يتراجع الفنان عن دوره ويقبل أن يعيد كالببغاء روايات الخصوم وأكاذيبهم. وهو ما يحدث في تلك المسلسلات.
إن تبني رواية العدو خطر والأخطر أن يتحول الفن العربي إلى مروج لهذه الرواية. الرواية التي تبيح لهم قتلنا وتقول إن ما فعلوه كان صحيحاً وأن شهداءنا كانوا مخطئين حين قاتلوا من أجل حماية الأطفال وكبار السن ومن أجل صون الوجود العربي، لأنه حين تضيع القدس تضيع حلب كما قال المطران كبوتشي في المسلسل الجميل «حارس القدس»، ووقتها لن يفيد شيء. إن أخطر ما في الأمر بعد كل ذلك أن يصبح الغضب والنقد لما يجري وكأنه جزء من نقاش طبيعي، وهو ليس كذلك بل هو تصويب لجريمة ثقافية تم اقترافها.
وفلسطينياً، ثمة الكثير الذي يجب فعله من أجل كل ما سبق.

قد يهمك أيضا :   

ابوسيف يقول ان العالم يُحارب فيروس واحد ونحن نُحارب فيروسين

عن السياسة مرة أخرى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرواية الفلسطينية الرواية الفلسطينية



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:05 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 13:10 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 13:40 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية العام فرصاً جديدة لشراكة محتملة

GMT 08:44 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجدي" في كانون الأول 2019

GMT 09:32 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالإرهاق وتدرك أن الحلول يجب أن تأتي من داخلك

GMT 23:29 2020 الأربعاء ,06 أيار / مايو

كيف تصنع عطراً من الفواكه

GMT 05:54 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

الهرفي يستقبل ممثلين عن حركة التضامن الفرنسية

GMT 19:07 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

غروس يُعرب عن رضاه بتعادل "الزمالك"

GMT 01:07 2018 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

عريقات يؤكد لا ننتظر شكرًا من "حماس" بل تنفيذ اتفاق 2017
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday