كفوا يد البلديات عن المخيمات
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

كفوا يد البلديات عن المخيمات

 فلسطين اليوم -

كفوا يد البلديات عن المخيمات

د.فايز ابو شمالة

من المعلوم أن اتساع نفوذ البلدية في شوارع المخيم هو انحسار لوجود الاونروا، وبداية لطمس معالم قضية اللاجئين السياسية، تلك الحقيقة كانت وراء تحرك الحاكم العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة لتنفيذ خطوتين على طريق تصفية المخيمات، تمثلت الخطوة الأولى في إضافة عدد من شخصيات المخيم إلى المجالس البلدية لبعض المدن سنة 1973، وتمثلت الخطوة الثانية في إقامة مشاريع إسكانية فوق الأراضي الحكومية، وعلى نفقة الحكم العسكري، لتكون تلك المشاريع التي ستستوعب اللاجئين جزءاً من نظام البلدية، وبعيدة عن الأونروا، التي أوقفت خدمة النظافة والمياه عن سكان تلك المشاريع، لتحل محلها البلديات، التي ألزمت اللاجئين بدفع ثمن المياه والنظافة لأول مرة منذ نكبة 1948.
لقد ظل الأمر على حاله مع قدوم السلطة الفلسطينية سنة 1994، ولم يطرأ أي تغيير إلا في اتساع نفوذ البلدية، التي راحت تزود المخيمات بالمياه، لتوفر فرصة ذهبية للأونروا كي تغلق الآبار التي كانت تتزود منها المخيمات بالمياه مجاناً، وتستعيض الأونروا عن ذلك بتوريد كمية من الوقود إلى البلديات مقابل تزويد البلدية لمقرات الأونروا بحاجتها إلى الماء.
لقد ازداد تدخل البلدية في حياة اللاجئين حين ضمت البلديات الى نفوذها المشاريع الإسكانية الجديدة؛ التي تم تنفيذها بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع عام 2005، وكان الأجدر أن تلحق تلك المشاريع الإسكانية بالأونروا، لتصير جزءاً ممتداً للمخيم، وتتلقى الخدمات ذاتها التي يتلقاها المخيم، ولكن الأونروا تخلصت من واجباتها مقابل بعض المعدات والآليات التي قدمتها للبلديات، التي فرحت لذلك، وفرحت لجباية بعض الأموال من اللاجئين.
لقد تمادت الأونروا في نفض يدها من المخيم حين مولت حفر عدد من آبار المياه القريبة من تلك المشاريع الإسكانية، وبدل أن تقوم الأونروا بتشغيلها على نفقتها الخاصة، لتزود المياه للاجئين مجاناً، كما جرت العادة منذ النكبة، قامت بتسليمها إلى البلديات، التي فرحت بمهمتها الجديدة التي ستمكنها من جباية ثمن المياه والصرف الصحي من اللاجئين.
لقد واصلت البلديات تمددها في المخيم على حساب الأونروا حين وافقت على تسلم مشروع الصرف الصحي الذي نفذته الأونروا في المخيم، ومن المعلوم أن الصحة العامة في مخيمات اللاجئين تقع على عاتق الأونروا، لذلك عملت الأونروا على توفير الدعم المالي اللازم للمشروع، وتعمدت ألا تقوم بتشغيله، كي لا توفر خدمة الصرف الصحي للاجئين مجاناً، لقد تسلمت البلدية المشروع، وفرضت مصاريف رسوم صرف صحي على بيوت المخيم.
كل ما سبق مهد لما تقوم فيه بلدية خان يونس من تدخل في شئون مخيم اللاجئين، ففي الوقت الذي كان يجدر بالأونروا أن تقوم هي بشق شوارع داخل المخيم، وأن تقوم هي بتسليم البيوت للمتضررين، وأن تواصل هي رعايتهم في أماكن سكنهم الجديدة في المشروع الإماراتي، الذي أشرفت على إنشائه، تنازلت الأونروا عن دورها، لتعطي كل ما سبق للبلدية، التي فرحت بهذا الدور، فراحت تمد يدها ثانية إلى داخل المخيم، وراحت تمد نفوذها إلى المشروع الإماراتي، الذي كان يجب أن يكون امتدادا طبيعياً للمخيم، بل اتسع نفوذ البلدية داخل المخيمات المقامة منذ سنة 1954، فراحت تبسط نفوذها على المساحات التي تم تفريغها داخل المخيم، والأصل ألا تقترب يد البلدية من هذه الأماكن، وأن تظل الأونروا صاحبة الولاية والسيادة.
قضية مخيمات اللاجئين ليست قضية إنسانية فقط، المخيم قضية سياسية، وتقليص خدمات الأونروا في المخيم سياسة هادفة إلى تصفية المخيمات، والذي يتساوق معها يدفع باتجاه التوطين حيث يقيم اللاجئون، شئنا ذلك أم أبينا، لذلك فإن المطلوب من لجنة اللاجئين في المجلس التشريعي أن تدعو إلى اجتماع عاجل لكل الجهات المعنية بالأمر، وأن تتخذ موقفاً سياسياً مسئولاً من قضية تدخل البلديات في حياة سكان المخيمات، وألا تترك اللاجئين حائرين بين مصالح أنية تقدم لهم، وبين مستقبل قضيتهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كفوا يد البلديات عن المخيمات كفوا يد البلديات عن المخيمات



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 08:44 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجدي" في كانون الأول 2019

GMT 13:39 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن بعض الوصوليين المستفيدين من أوضاعك

GMT 09:32 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالإرهاق وتدرك أن الحلول يجب أن تأتي من داخلك

GMT 07:42 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تحتاج إلى الانتهاء من العديد من الأمور اليوم

GMT 05:35 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الملكة رانيا وبيلا حديد بسترة واحدة على "إنستغرام"

GMT 21:07 2015 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

شوارع بيروت تغرق في النفايات بسبب الامطار الغزيرة

GMT 07:21 2014 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

زينة تلجأ إلى تحليل "DNA" لإثبات النسب لأحمد عز

GMT 09:17 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

«حماس» تتوارى عن الأنظار
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday