سعدى علوه اغتيال النهر وناسه
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

سعدى علوه: اغتيال النهر وناسه

 فلسطين اليوم -

سعدى علوه اغتيال النهر وناسه

بقلم : طلال سلمان

بدعوة من «السفير» توقع الزميلة سعدى علوه كتابها «اغتيال نهر الليطاني وناسه»، ويضم سلسلة التحقيقات المتميزة التي كانت أجرتها في وقت سابق من هذا العام، وصدرت على حلقات على صفحات «السفير»، وللمناسبة تقام في السابعة من مساء غد الأحد ندوة حول الكتاب في قاعة المحاضرات التابعة لمعرض بيروت العربي الدولي للكتاب (البيال)، يشارك فيها النواب علي فياض، واسماعيل سكرية (نائب سابق)، وجمال الجراح بالاضافة إلى الخبير كمال سليم. يقدم للندوة رئيس التحرير الزميل طلال سلمان، الذي كتب المقدمة التالية للكتاب

للّيطاني مع «السفير» حكاية حياة.. لا لأنه أهم نهر في لبنان، أو الأطول مسيرة في ما بين قلب البقاع، مخترقاً بلاد بعلبك فقضاء زحلة ثم البقاع الغربي قبل أن ينعطف جنوباً ليصبّ في القاسمية، بل لأن الإهمال الشعبي والتخلي الرسمي، فضلاً عن صفقات الفساد والإفساد التي استخدمها أهل النفوذ، قد دمرت هذا الشريان الحيوي الذي يعيش به وعلى ضفافه أكثر من مليون وربع المليون مواطن، فيهم الرجال والنساء والأطفال، الذين تحاصرهم الآن الأمراض القاتلة.

لقد تم إعدام هذا الشريان الحيوي أمام أعين المسؤولين، رؤساء وحكومات ووزراء ونواباً، الذين تظاهروا أنهم لم يروا ولم يعرفوا ولم يقرأوا ولم يسمعوا، وكأنهم صم بكم عمي فهم لا يفقهون.. مع أنهم يرون النملة حين يتصل الأمر بمصالحهم «الحيوية»..

سنة بعد سنة، وعهداً بعد عهد، حكومة بعد حكومة، كان النهر يتحول إلى مجرور، وكان مجراه يتحول إلى مكب للنفايات، وكانت الآبار التي تحفر على ضفافه مباشرة تشفط مياه الينابيع التي كانت تصب فيه... وهكذا تحول إلى مزبلة وإلى مصدر للجراثيم حاملة الأمراض القاتلة وإلى بيئة حاضنة للسرطان الذي انتشر بشكل مفزع بين أهالي المنطقة التي تحتضنه.
.. وعادت «السفير» مع الزميلة سعدى علوه إلى النهر الذي كان عند صدورها، قبل ثلاث وأربعين سنة، مصدراً للخير، يروي الناس ويخصب أراضيهم فتعطي أطيب المواسم وأشهى الثمار، قمحاً وعدساً، تفاحاً وعنباً، كثيراً من العنب للأكل والتصدير، للضيافة ولتصنيع الخمر والدبس، وكل ما لذ وطاب من الفواكه.

رافقته أول مرة مع الأهل الذين كانوا يعيشون من خيره، على ضفافه... وعادت إليه، مرة ثانية، فإذا هو مكب نفايات ومجرور يحمل جراثيم المرض القاتل، السرطان، وأنواعاً شتى من الأمراض، ولا من يعالج..

كان المحقق الأول الذي رافقه من منبعه في العليق، وعلى طول مجراه حتى القاسمية، الزميل الراحل الياس عبود، ابن القرعون التي كانت تعيش به وعليه، فأقفلت عليه الآن، وابتعدت عنه هاربة من مياهه الآسنة والأمراض التي ينشرها.

أما المحقق الثاني فهو الزميلة «أم الهمم» سعدى علوه.. وهي صاحبة باع طويل في التحقيقات الاجتماعية والأنشطة التي تستهدف نشر الوعي الصحي والوعي بحقوق المرأة كافة، في الزواج والطلاق والاحتفاظ بأبنائها بعده وسائر الحقوق المدنية.

ولقد تكبدت سعدى علوه عناءً عظيماً وهي «تبحث» عن نهر الخير الذي اختفى منبعه فسدّت عليه الطرق، بينما انتظمت الآبار الارتوازية على ضفتيه كأعمدة الهاتف أو الكهرباء.. ولا ماء، فيما سدّت مجراه بعد حوش الرافقة وصولاً إلى زحلة حيث اختفى «البردوني» بدوره متحولاً إلى مكب للنفايات وقد أضيفت إليها الآن ما هو أخطر: المتبقي من الكيماويات والأدوية التي تستخدمها المستشفيات مضافاً إليها ما ترميه مصانع الأدوية ومزارع تربية الدجاج والأبقار والأغنام والماعز، ومحالّ البقالة والملاحم والمطاعم إلخ..

استغرقت الرحلة نحو أربعين يوماً، عبر محطات على طول الطريق، استطلعت فيها آراء الأهالي الذين تباروا في رثاء النهر الذي كان يرويهم وأرضهم مشكلاً العمود الفقري لزراعاتهم، بل لحياتهم جميعاً... متجاهلين أنهم يتحملون مسؤولية الصمت عما أصاب شريان الحياة في ديارهم، وكذلك مساهمتهم في «طمره».

هذا الكتاب حصيلة هذه الرحلة لتفقد أحوال نهر الخير الذي يكاد الإهمال (المقصود) يحوله إلى نهر للأوبئة الآخذة إلى الموت.
والأمل أن يهبّ الناس، أهل الليطاني، أولاً وأساساً، إلى الدفاع عن حياتهم بإجبار من يعنيهم الأمر، الدولة، الناس ثم الأهالي الذين عاشوا مع النهر وبه، إلى حماية مصدر الخير.
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سعدى علوه اغتيال النهر وناسه سعدى علوه اغتيال النهر وناسه



GMT 08:03 2017 السبت ,20 أيار / مايو

رصاص على حرف النون

GMT 06:49 2016 الأربعاء ,21 كانون الأول / ديسمبر

حضارة ومدناً ورعايا قتلى أو غرقى!

GMT 06:48 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

سفير الأمة

GMT 12:59 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

عالم عربي من الركام! عن الثورات المجهضة والهجوم المضاد

GMT 12:15 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

حتى لا يمر قانون انتخاب يلغي الوطن والمواطن...

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 08:36 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

سيخيب ظنّك أكثر من مرّة بسبب شخص قريب منك

GMT 02:57 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

عالمة تكشف موعد إعلان "ناسا" اقتراب نهاية العالم

GMT 04:33 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

حالة الطقس ودرجات الحرارة الخميس في فلسطين

GMT 05:51 2013 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

دبلوماسية الجغرافية المائية

GMT 00:39 2015 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

"شباب الخليل" بطلًا لذهاب "دوري المحترفين"

GMT 08:49 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

طرق ارتداء نقشة الكارو الحيوية بألوان متنوعة في ربيع 2021

GMT 17:42 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ريهام سعيد تظهر من جديد بصحبة مرضى "تحدي السمنة"

GMT 20:18 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

"قسد" تعلن نهاية مهلة استسلام مسلحي داعش
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday