«زوتشة» السلالة والقنبلة
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

«زوتشة».. السلالة.. والقنبلة!

 فلسطين اليوم -

«زوتشة» السلالة والقنبلة

بقلم :حسن البطل

القراءة الراهنة معكوسة وفيها: القنبلة الكورية. سلالة كيم.. ومبادئ «زوتشة» الخمسة. كوريا الشمالية، وربما الجنوبية، معكوسة القراءة، أيضاً. في العادة لك اسم شخصي، ثنائي أو ثلاثي، أو حتى رباعي.

أسماء السلالة الكورية الحاكمة كما ترتيب الأسماء على تذكرة السفر الجوي، تبدأ باللقب الكنية والعائلة هكذا فإن «أبو القنابل» النووية ـ الهيدروجينية، هو كيم الثالث، حفيد كيم الأول المؤسس.
كان لكيم الأول، كيم إل سونغ تمجيده في المطبوعات الأولى، بصفته «الزعيم المحبوب» للشعب الكوري. تعرفون أنه كان لوزير دفاع ماو تسي تونغ الجنرال لين بياو، كتابه الأحمر عن شيوعية ماو، وللقذافي كتابه الأخضر، أمّا كيم أول، مؤسس السلالة، فله كتاب مبادئ «زوتشة» الخمسة، كما لثورة يوليو المصرية 1952 مبادئ ستة.

قرات كتاب مبادئ «زوتشة» أواخر ستينيات القرن المنصرم، لمّا كانت مكتبة التنبكجي الدمشقية اختصاصية في كتب ومجلات ونشرات الدول الشيوعية. أتذكر منها مبدأين: الاعتماد على الذات في بناء وطن اشتراكي؛ وتحقيق الوحدة القومية لشبه الجزيرة الكورية.

انتهت الحرب العالمية الثانية في أوروبا كما نعرف، لكن انتهت الحرب الكورية 1950ـ1953، بتقسيم شبه الجزيرة الكورية، وفق خط العرض الجغرافي 38، إلى شمال شيوعي بدعم سوفياتي وصيني؛ وجنوب أميركي، كما حال فيتنام، وأيضاً ألمانيا بعد هزيمة إمبراطورية الرايخ الثالث وانتصار الحلفاء (في أقصى شرق آسيا) هُزمت الإمبراطورية اليابانية وتوسعاتها في تلك الحرب، ثم هُزمت الإمبراطورية الفرنسية التي كانت تحتل فيتنام بمعركة ديان ـ بيان ـ فو، وانتصرت قوات «الفيتمنة» الشيوعية، والتدخل العسكري الأميركي تسبب في انقسام فيتنام، إلى حين انتصار «الفيتكونغ» عام 1975 وتوحيد البلاد: تقسيم بالقوة وتوحيد بالقوة، بعد 3 ملايين ضحية فيتنامية و36 ألف جندي أميركي.

الحرب الكورية تسبّبت بمليوني ضحية، و600 ألف جندي صيني و35 ألف جنيدي أميركي، وانتهت ببناء الشيوعية في الشمال، بقيادة سلالة «كيم» وصارت دولة فقيرة ذات أنياب نووية ومجاعات غذائية، وبناء الرأسمالية في الجنوب دولة ذات أنياب تكنولوجية ويابان آسيوية أخرى!

ألمانيا حقّقت وحدتها المقسومة بين شرق اشتراكي أيديولوجي وغرب اقتصادي رأسمالي، بابتلاع الغرب للشرق سلماً، وعودة برلين عاصمة لألمانيا الموحدة، التي عادت زعيمة اقتصاديةوسياسية لأوروبا، دون دبابات «البانزر».

في مبادئ «زوتشة» تمّ الاعتماد على الذات في بناء قوة عسكرية، فكيف سيتم تحقيق الوحدة القومية الكورية بين أيديولوجية القوة وأيديولوجية التكنولوجيا. «إنه الاقتصاد يا غبي» ـ كلينتون.
بيونغ يانغ نهضت من الركام التام خلال الحرب الكورية، وخلالها مارست القوة الأميركية القصف البساطي CARPET بطائرات B52، حتى قال الطيارون الأميركيون لقيادتهم: لم يعد هناك بنك أهداف للقصف.

كوريا سيئول الجنوبية بنتها الأموال الأميركية قوة تكنولوجية تحت الحماية العسكرية والسياسية الأميركية، أما كوريا بيونغ يانغ، فإن شيوعيتها القديمة المتزمتة وقوتها العسكرية التقليدية وغير التقليدية تجعل لحليفيها السابقين: بكين وموسكو ملاحظات انتقادية على صواريخها وقنابلها وطموحها لتحقيق الوحدة السياسية وابتلاع الجنوب المزدهر، بقوة عسكرية للشمال الشيوعي الفقير؟
أقصى شرق آسيا، أو الهند الصينية، يشمل في إرثه الشرقي المعقد، من الاحتلالات اليابانية والفرنسية والأميركية، ما يشبه أقصى غرب آسيا، أو الشرق الأوسط، في الاصطلاح الأوروبي بعد انهيار إمبراطورية آل عثمان، وتقسيم «سايكس ـ بيكو».. وأيضاً، الصداع الإيراني للغرب، كما الصداع الكوري، من حيث نموذج إسلامي لبناء القوة، ونموذج شيوعي لبناء القوة.

المهم، أنه في الحرب الكورية استعارت أميركا غطاءً في تدخلها العسكري بعلم الأمم المتحدة، بعد أن أحبط فيتو روسي مشروع تدخل أميركي في مجلس الأمن، وفق البند السابع، فلجأت واشنطن إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفق بند «متحدون من أجل السلام» لما كانت واشنطن تهيمن على الجمعية العامة.

تغيّرت الصين، وروسيا، وأوروبا.. والعالم، لكن كوريا الشمالية لم تتغيّر، وكوبا تغيّرت قليلاً، فهل تغيّرت أميركا؟ كان الجنرال ماك ـ آرثر الذي انتصر على اليابان بقوة قنبلتين نوويتين ألقتهما طائرات B1 قد حذّر ابنه: إيّاك أن تخوض حرباً برية في آسيا.

مع ذلك، خاضت أميركا حروباً في فيتنام وكوريا، ثم أفغانستان والعراق.. وفي جميعها فشلت في تحقيق النصر والسلام، أيضاً.

لا مقارنة نووية بين ترسانة أميركية تستطيع إبادة العالم، وقنابل نووية كورية بدائية وصواريخ تحملها، إلا في «خربطة» التوازنات السياسية في جنوب شرقي آسيا، كما «تخربط» القوة الإيرانية، الملجومة باتفاق دولي نووي، التوازنات القائمة في الشرق الأوسط، أقصى غرب آسيا.

هُزمت أميركا في فيتنام التي استعادت وحدتها القومية، وغدت صديقة للولايات المتحدة، وتحولت إلى «نمر» اقتصادي صغير ينافس نمراً أكبر في كوريا الجنوبية، وصارت الصين تنيناً اقتصادياً يتحدى أميركا اقتصادياً، واليابان اقتصادياً وسياسياً.

كيم الثالث في السلالة يتحدّى أميركا عسكرياً، ونصب عينيه تحسين شروطه في مبادئ «زوتشة» لاستعادة الوحدة القومية الكورية.. هيهات!

ربّما يفلح كيم الرابع.. والخامس والسادس، والأرجح أن تنتصر التكنولوجيا على الأيديولوجيا المسلحة بالقوة النووية، كما في انهيار المنظومة الاشتراكية دون طلقة واحدة، رغم ترسانتها النووية المهولة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«زوتشة» السلالة والقنبلة «زوتشة» السلالة والقنبلة



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 11:15 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

بريشة : علي خليل

GMT 10:21 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 10:16 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء محبطة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 13:30 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقديم عطر أرماني كود النسائي الأفضل لفصل الشتاء

GMT 04:23 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ريتا اور تتألق في إطلالة رائعة تجذب الأنظار

GMT 18:37 2017 السبت ,03 حزيران / يونيو

الشرطة تحبط محاولة قتل في إحدى مستشفيات نابلس

GMT 14:51 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday