أخطاء عبدالناصر وإنجازاته
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

أخطاء عبدالناصر وإنجازاته

 فلسطين اليوم -

أخطاء عبدالناصر وإنجازاته

بقلم أسامة غريب

يثور الكلام فى ذكرى 23 يوليو عن دور جمال عبدالناصر وأثره الممتد على الحياة المصرية حتى الآن، وبينما يوجد من يقدسونه وينزلونه منزلة الأنبياء، هناك من يلعنونه ويضعونه مع الشياطين فى سياق واحد. ولمّا كنتُ بعيداً عن أولئك وهؤلاء فإننى أود أن أوضح للملتاثين الذين يرونه كافراً ونظرائهم الذين يعدونه قديساً أن ما تركه الرجل ينقسم إلى قسمين، الأول عبارة عن قواعد راسخة زرعها فى التربة المصرية واستمرت من بعده لم تتغير أبداً، لا على زمن خلفه الذى قُتل أو وريثه الذى خُلع أو الآخر الذى عُزل. لم يستطع أى من الذين أتوا بعده أن يقتربوا من القواعد الثابتة التى تركها والتى تمثلت فى تنحية المواطن المصرى بعيداً عما يخص شؤون الحكم بعد أن تم اعتبار الحكم كهنوتاً لا يقترب منه إلا خاصة الخاصة، وحتى عندما كانت تُجرى انتخابات واستفتاءات لإرضاء العالم الخارجى فإنه كان يتم تزويرها، والعجيب أن عبدالناصر الذى كانت شعبيته كبيرة ونجاحه مضموناً كان يصر على التزوير حتى لا يظن المواطن المصرى أنه شريك فى الحكم!. من الأصول التى تجذرت أيضاً غياب الشفافية والمساءلة، إذ إنه ليس ضرورياً أن يحاط الناس علماً بأى شىء يخص حياتهم ومستقبلهم، وعندما تقع الواقعة وتحدث الكارثة فإن أحداً لا يحاسَب أو يحاكَم أو يدفع الثمن.. يكفى تنحية المسؤول ثم يستمر نفس النهج الكارثى على يد مسؤول جديد!. وثالثة الأثافى فى القواعد المزروعة هى إدخال التعذيب الوحشى ضد الخصوم السياسيين فى بنية المنظومة الأمنية، والأنكى اعتقال النساء واتخاذهن رهائن لكسر شوكة الرجال. هذه هى الركائز الأساسية التى زرعها عبدالناصر ولم تذهب بذهابه. أما الإنجازات التى قام بها الرجل لصالح الفقراء ولصالح كبرياء مصر فهى حقيقية وليست أكاذيب كما يردد خصوم الرجل، فبناء المصانع حقيقة واقعة، وكذلك حقوق العمال وإنصاف الفلاحين وبناء المدارس ومجانية التعليم والعلاج وعدم الانحياز ومحاربة الاستعمار.. كل هذه حقائق وليست أكاذيب، لكنها تمت كإجراءات يحميها وجود عبدالناصر نفسه، لقد كان الرجل يظن أنه سيعيش للأبد وسيظل ضامناً لحقوق الغلابة، فلم يحاول أن يجعل مكتسبات الشعب متجذرة فى الأرض مثلما قام بتأمين مكتسبات السلطة الحاكمة الباغية، ولهذا فقد سَهُل اقتلاع كل إنجازاته فأصبحت هشيماً تذروه الرياح، فلو أنه اهتم بوجود نقابات عمالية حقيقية لما استطاع من أتوا بعده أن يعصفوا بالعمال ويبيعوا المصانع، ولو أنه أقام مجالس نيابية بحق لما استطاع خلفاؤه أن يلغوا مجانية التعليم ويتوقفوا عن بناء مساكن للفقراء، ولو أنه لم يذل المواطن ويكسر نفسه لتصدى لمن جرؤ أن يقول: بيجن صديقى ووايزمان صديقى!. لقد بقيت الأصول التى بنى لها عبدالناصر الأساسات القوية على عمق كبير تحت الأرض وكلها لصالح الاستبداد والديكتاتورية، بينما زالت الإجراءات التى صنعها من ورق ووقف يحميها بنفسه، حتى إذا رحل طارت كلها خلفه.

أرجو أن يكون الكلام واضحاً لمن يخلطون المفاهيم ويرددون كلاماً فخيماً عن أن الرجل كان عظيم الأمجاد عظيم الأخطاء. لا يا سادة.. الأمر واضح ولكنكم تستعبطون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أخطاء عبدالناصر وإنجازاته أخطاء عبدالناصر وإنجازاته



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 10:32 2024 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

ليدي غاغا تتألّق في حفل جوائز الأوسكار 2023

GMT 08:10 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أحمد زاهر يبدي سعادته بدوره في فيلم "هروب اضطراري"

GMT 16:52 2016 الخميس ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو موسى يحل ضيفًا على MBC" مصر" الجمعة

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

المُكرّمون في احتفالية محمد صبحي بمسيرته يردون على الهجوم

GMT 03:47 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تحطم طائرة استطلاع فرنسية في النيجر
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday