الصديق الماكر 2
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

الصديق الماكر (2)

 فلسطين اليوم -

الصديق الماكر 2

بقلم أسامة غريب

قال لى صديقى: إن هذا الرجل الذى يطلب المقعد بالغ السذاجة.. لو أنه أعلن أنه مريض أو لديه ظرف إنسانى عاجل يقتضى السفر لوجد بضعة أشخاص يمنحونه أماكنهم عن طيب خاطر. قلت له: هل تلومه على أنه لا يكذب؟ قال: لو أن التنازل عن المقاعد مسموح به فى مطاراتنا كما يحدث هنا لوجدت هذا الأخ يمثل مشهداً مسرحياً يزعم فيه أن أمه ماتت محروقة أو خالته ضربها تسونامى ليستدر عطف الركاب ويستولى على مقعد أحدهم!. ضحكتُ من مخيلته الواسعة ورؤيته التى لا تخلو من صحة، وانتظرت لأرى بقية المشهد.   لم يستجب أحد للعرض، الأمر الذى دفع الزبون لرفع المبلغ إلى مائتى دولار. كانت المشكلة أن أغلب الركاب عبارة عن زوجين أو عائلة، ولا يسهل بالتالى على أحدهم أن ينفصل ويترك مَن معه، وتعلقت الأنظار بالمسافرين الفرادى بلا رفاق، الذين يبدو أنهم غرقوا فى التفكير فى جدوى العرض. ما أدهشنى أن شركة الطيران، التى كانت مجرد واسطة خير ولم تكن طرفاً فى الموضوع، تطوعت بتقديم قسيمة شراء    مقبولة لدى مطاعم المطار قيمتها عشرون دولاراً لمَن يقبل العرض، وكان هذا موقفاً إيجابياً لصالح أحد الركاب، الذى يبدو أنه كان حائزاً بطاقة 1      «المسافر الدائم»، التى تمنح صاحبها حظوة لدى الشركة الناقلة.   لم يجذب العرض اهتمام أحد.. ومرة أخرى- ربما كانت الأخيرة- ينفتح الميكروفون ليعلن عن ثلاثمائة دولار تذهب لمَن يقبل التنازل عن مقعده. وهنا فوجئت بما لم أتوقعه.. وجدت الصديق الذى يرافقنى فى رحلتى يرفع يده ويسارع بالتوجه إلى الموظفة يمنحها بطاقته، فتقوم بتغييرها على الفور، وتطبع واحدة جديدة له على الرحلة التالية، مع ثلاثمائة دولار وقسيمة الشراء. قبل أن أسأله عما فعل بادر هو بالتوضيح قائلاً: المبلغ يا صاحبى أكبر من ثمن التذكرة، ومعنى هذا أننى حظيت بسفرة مجانية، ولا بأس بالانتظار بضع ساعات، فالدنيا لن تطير. ضحكت من طريقته العملية فى حساب الأمور، وكنت أظن أن وجودنا معاً يمنع أحدنا من التفكير فى عرضٍ كهذا، لقد ذهبنا معاً إلى نيويورك لقضاء العطلة، وظننت أن الطبيعى أن نعود معاً.. صحيح هو لم يفعل ما يمسنى أو يؤذينى، لكنى مع هذا لم أستطع النظر إلى ما فعل بحسبانه تصرفاً طيباً، لكن ربما أن تصوراتى عن الحياة تحتاج تعديلات!. سلمت عليه ودخلت إلى الطائرة التى أقلعت مباشرة وبعد أقل من الساعة هبطنا فى مونتريال.   قبل الخروج من المطار كانت الأخبار قد انتشرت عن العاصفة الثلجية التى ضربت الساحل الشرقى منذ قليل، وهو ما سيؤدى تلقائياً إلى أن شركات الطيران ستعلق رحلاتها من وإلى مونتريال وهاليفاكس ونيويورك وبوسطن وغيرها من المدن القريبة من ساحل الأطلنطى. هذا معناه أن صديقى الطَموح سيبيت على حسابه بأحد فنادق مطار لاجوارديا حتى استئناف الرحلات مرة أخرى، لأن شركة الطيران- ذات التكلفة المحدودة، التى تبيع تذاكرها بأسعار رخيصة- لن تمنح أحداً قسائم مبيت، وهذا الأمر معروف مقدماً.. مسكين صاحبى الذى أخذ تذكرة رجل كان يعرف بالتأكيد ما سيحدث.. أخذ التذكرة والفلوس وهو يظن نفسه من المحظوظين، فإذا به من العالقين!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصديق الماكر 2 الصديق الماكر 2



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 14:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

محمد رمضان يتحدّى منافسيه بفيلمه "هارلي"

GMT 01:45 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

بطولة كأس البحرين لسباق الخيل تنطلق في بريطانيا السبت

GMT 18:37 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

مفيدة شيحة تُهاجم غيتس خلال "الستات مايعرفوش يكدبوا"

GMT 07:55 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

انتخاب نساء أكثر في الحكومات يُقدّم مساهمات حقيقية

GMT 13:31 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

الدكتور علي جمعة يقدم برنامج "فن الدعاء" على "CBC"

GMT 05:28 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

إنتاج علاج جديد للسرطان يمنع انتشار المرض

GMT 20:24 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجم حسن الفذ يُعلن عن استعداده لعرضه الفني الجديد

GMT 04:55 2015 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

أستاذ تاريخ يشبه إزالة "رودس" بتدمير داعش آثار سورية

GMT 10:11 2015 الجمعة ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أسرار جمال اللون الكحلي في زفافك
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday