الصدر بين مطرقة ماكغورك وسندان سليماني
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

الصدر بين مطرقة ماكغورك وسندان سليماني

 فلسطين اليوم -

الصدر بين مطرقة ماكغورك وسندان سليماني

بقلم :عريب الرنتاوي

بخفة بالغة، احتفت وسائل إعلام خليجية بتقدم “سائرون” في الانتخابات العراقية إلى الموقع الأول، وجرى تصوير الأمر كما لو أنه فوز لبعض هذه الدول وانتصار للمحسوبين عليها، مع أن القوائم المدعومة مباشرة من عواصم خليجية، حصدت فشلاً ذريعاً في الانتخابات ذاتها ... فوز الصدريين في الانتخابات، جاء تعبيراً عن “الحيثية الشعبية” التي يتوفر عليها التيار ورجل الدين الشاب، مقتدى الصدر، وثمرةً لسلسلة لم تتوقف من التحولات في مواقف ومواقع هذا التيار من الشأنين العراقي والإقليمي في السنوات الأخيرة.

وأحسب أن المحتفين بالصدر وتياره و”سائرون”، على النحو الذي تابعناه في الفضائيات إياها، إنما يلحقون الضرر بأنفسهم أولاً وبالتيار ذاته ثانياً، وفي ظني أن صمتهم و”نأيهم بأنفسهم” عن مجريات العملية الانتخابات ومشاورات تشكيل حكومة عراقية جديدة، هي الخدمة الأفضل التي يمكن أن يقدمها هؤلاء لمن يصنفون بـ “الشيعة العروبيين” في العراق، الذي يعد الصدر والصدريين، أحد أبرز رموزهم وكياناتهم.

الصدر قاتل الأمريكيين، زمن الاحتلال الأمريكي للعراق، في الوقت الذي ذهبت فيه “العروبة الجديدة”، التي تروّج لها عواصم عربية، إلى دعم هذا الاحتلال والتحريض عليه، وتوفير كافة التسهيلات اللوجستية لطائراته وأساطيله ... والصدر قاتل “داعش” في الوقت الذي سمحت فيه “العروبة الجديدة” بتوظيف “داعش” وأخواته، والاستثمار فيها، خدمة لأجندات وأولويات، جعلت من إيران العدو الأول والأوحد للعرب و”العروبة الجديدة” بدلاً عن إسرائيل ... بين “عروبة الصدر” و”عروبة” بعض العرب الرسميين “الجديدة”، ثمة بون شاسع.

للصدر خصمان، إن جاز التعبير، يسعيان لتفريغ “نصره” من مضمونه، أحدهما هو بريت ماكغورك، الذي هرع إلى بغداد لضمان سير المشاورات الائتلافية بالطريقة التي تشتهيها واشنطن وتخدم مصالحها و”سفنها” ... وثانيهما، هو قاسم سليماني، الذي لم يتأخر بدوره عن ماكغورك، سعياً منه لإعادة ترتيب “البيت الشيعي”، وبما يعيد الاعتبار والغلبة للقوة المحسوبة على طهران، بعد أن تعرضت لخسارات انتخابية فادحة، وأصابها داء الانقسام الداخلي في مقتل، وتحديداً بين الصدر من جهة وكل من المالكي (دولة القانون) والعامري (الفتح) من جهة أخرى ... الأفضل أن يترك الصدر وتياره من دون تدخلات، لضمان السير في طريق تشكيل الائتلاف المزروع بالألغام والشراك.

لن يكون سهلاً على ماكغورك أن يتهم الصدر بالتبعية لإيران وتنفيذ أجنداتها، فالرجل ليس دمية بيد طهران، وقد أظهر نزوعاً عروبياً ثابتاً، قبل الانتخابات، وبالأخص بعدها (لقاؤه مع سفراء دول جوار العراق من دون إيران) ... وعلى واشنطن أن تفكر ملياً بطي صفحة “المقاومة العراقية ضد الاحتلال” إن هي أرادت للعراق أن يسلك طريقاً مستقلاً وسيادياً في المرحلة المقبلة.

ولن يكون سهلاً على خصوم الصدر من داخل بيته الشيعي، نعته بـ “شيعة السفارات”، فالرجل قاتل الأمريكيين، عندما كان قادة كتل شيعية كبيرة، قريبون جداً من طهران اليوم، يرتمون في أحضان يول بريمر وزلماي خليل زاد ... والمؤكد أن الرجل يستشعر في قرارة نفسه، أنه رجل العراق المقبل، وصانع ملوكه، وضمانة استقلاله ورافعة الحرب على فساد طبقته السياسية المتهتكة.

موضوعياً، ثمة فرصة حقيقة لنجاح الصدر في تشكيل ائتلاف حكومي من خلال الانفتاح على مروحة واسعة من الكيانات والمكونات العراقية ... لكنها ليست مهمة سهلة أبداً، في ظل تضارب المصالح الحزبية والفردية، وفي ظل تباين أولويات المكونات والكيانات العراقية... وموضوعياً أيضاً، قد يفشل الصدر في تحقيق هذه الغاية، ويرتضي الجلوس في مواقع المعارضة ... فالصراع على تشكل ائتلاف الأغلبية الأكبر، لم يعد صراعاً عراقياً صرفاً، بعد أن أصبح كل تفصيل عراقي، شأناً إقليمياً ودولياً.

على أن الدرس المستفاد من نجاح الظاهرة “الصدرية” وتمددها، والذي غاب عن أذهان كثيرين من قادة المشرق والخليج تحديداً، إنما يتمثل في سقوط “نظرية الطابور الخامس”، التي جرى تصوير الشيعة العرب من منظورها بوصفهم “جاليات إيرانية” و”جواسيس” أو “رؤوس جسور” للحرس الثوري في المنطقة ... الآن، يُثبت الشيعة العرب مرة أخرى، أنهم عرب أولاً، وأنهم شيعة في المقام الثاني، وأنهم مواطنون لا جاليات، وأنهم “آل البيت” وأهل “المذهب” وآباؤه المؤسسون ... وقد آن أوان اعتماد السياسات والمقاربات المنطلقة من هذا “الدرس/الاكتشاف” إن جاز التعبير، عوضاً عن المضي في احتفالات المناكفة والنكاية، بدءاً بإجراء المراجعات العميقة المطلوبة في السياستين الداخلية والخارجية لعدد من بلداننا، بتأكيد “مواطنة الشيعة العرب” من ضمن رؤية منفتحة على التعددية الدينية والمذهبية والقومية والسياسية والعرقية، بعيداً عن التخوين والتكفير و”التجنيس/ نزع الجنسية، والسياسيين”، وغير ذلك مما عرفنا وسمعنا وقرأنا عنه، خلال السنوات والعقود القليلة الفائتة

المصدر : جريدة الدستور

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصدر بين مطرقة ماكغورك وسندان سليماني الصدر بين مطرقة ماكغورك وسندان سليماني



GMT 09:53 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

سؤالنا وتجربتهم

GMT 09:19 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

تونس على صفيح الصراع الإقليمي الساخن

GMT 09:05 2020 الخميس ,23 تموز / يوليو

العراق بين زيارتين وثلاث قذائف

GMT 06:33 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

هل بات «الضم» و«صفقة القرن» وراء ظهورنا؟

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:48 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج العذراء 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 07:08 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر بطيء الوتيرة وربما مخيب للأمل

GMT 20:30 2019 الأحد ,07 إبريل / نيسان

مي هشام تؤكد أن الفوز بكأس مصر لم يكن سهلًا

GMT 14:30 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أمل بو شوشة تختار ما يناسب ذوقها ولا تعتمد على الماركات

GMT 20:07 2017 الجمعة ,28 إبريل / نيسان

ظهور بورش 918 سبايدر سعودية بشكل ملفت في ميامي

GMT 01:40 2019 السبت ,08 حزيران / يونيو

تعرّف على أفضل هواتف ذكية تدعم "الجيل الخامس"

GMT 06:13 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

مشكلات سياسية تواجه "دافوس"

GMT 21:10 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

أحمد مالك يقدم جوائز مهرجان أفلام الهجرة الدولي

GMT 02:18 2018 الأحد ,02 أيلول / سبتمبر

هاني رمزي يكشف صعوبة مواجهة النيجر
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday