صوت العقل من «إمرالي»
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

صوت العقل من «إمرالي»

 فلسطين اليوم -

صوت العقل من «إمرالي»

بقلم : عريب الرنتاوي

حملت رسالة عبد الله أوجلان، السجين الأشهر في تركيا، ملامح مقتضبة عن تصوره لحل «المسألة الكردية» في سوريا ... فهو دعا: (1) لانخراط «قسد» في الحوارات حول دستور جديد لسوريا ... (2) وحدة الدولة والأرض السورية ... (3) أعاد التذكير بمفهوم «الأمة الديمقراطية» التي تدرج «تقرير المصير» في إطار وحدة الدولة والأمة، وليس بالانفصال عنها بالضرورة ... (4) مراعاة الحساسيات والمخاوف التركية في الشمال السوري، وتلكم «بيت القصيد» بالنسبة لأنقرة.

عبد الله أوجلان، أحد أكبر ثلاثة قادة أكراد في الإقليم، متقدماً على مسعود البرزاني من حيث نفوذه وشعبيته العابرة للحدود، وكذلك على الراحل جلال الطالباني ... الرجل ذو الخلفية الماركسية – اللينينية، أجرى مراجعات في سجنه المعزول على جزيرة إمرالي، جعلت الشروع في عملية سلام داخل تركيا أمراً ممكناً، وهو اليوم، يرسي ملامح حل لمشكلة أكراد سوريا، يمكن أن تعيش معه سوريا دولة ومجتمعاً، ويمكن لتركيا أن تتعايش معه من دون قلق أو مخاوف.
عملية السلام التي بدأت بمفاوضات مع أوجلان في جزيرته، حققت تقدماً ملحوظاً، لكن حاجة الحزب الحاكم لأصوات القوميين الأتراك، بعد فشله في الحصول على أغلبية مريحة في انتخابات يونيو 2015، دفعته لتعطيل هذه العملية، وكيل الاتهامات جزافاً، الصحيح منها والمفبرك والمبالغ له للأكراد وتحميلهم المسؤولية كاملة عن انتهاك شروط العملية وقواعدها، وجاءت المواجهات في جنوب شرق الأناضول لتقضي على البقية الباقية منها، ولتعود الاتهامات المتبادلة مغلفة بالدماء هذه المرة، إلى سابق عهدها.
السماح لمحاميي أوجلان بزيارته في سجنه لأول مرة منذ أكثر من ثماني سنوات، قرأه المراقبون على أنه غزل من طرف الحزب الحاكم للناخب الكردي في إسطنبول عشية انتخابات الإعادة ... لكن حزب الشعوب قطع الطريق على هذه المحاولة، وجدد دعمه «القوي» للمرشح الجمهوري أكرم إمام أوغلو، الأمر الذي دفع الحزب الحاكم لنفي أية نية لديه لاستئناف الحوار مع أوجلان أو العملية السياسية التي مضى على انهيارها أزيد من أربعة أعوام... استحضار أوجلان اليوم، كما «تغييبه» بالأمس، لعبة انتخابية، يجيد الحزب الحاكم إدارتها، وإن كان النجاح فيها ليس مضموناً دائماً.
لو كان لي أن أُسمع صوتي لصناع القرار في أنقرة، لاقترحت عفواً عن أوجلان، ولأخرجته من سجنه معززاً مكرماً، وهو قضى أكثر من عقدين من الزمن على أية حال، قابعاً فيه بعيداً عن الحياة العامة والخاصة كذلك .... ولتركته يعمل على تجميع شتات الحركة الكردية، ولأدرت حوارات ومفاوضات معه على نحو خاص، فهو وحده القادر على قيادة أكراد المنطقة إلى ضفاف السلام و»التعايش في إطار الأمة الديمقراطية» ... ليس في تركيا وحدها، وإنما في الإقليم من حولها.
لقد اعترفت تركيا بأوجلان ومكانته و»تمثيليته» من قبل، واقعياً وليس رسمياً وقانونياً، وأجرت معه حواراً لم يكتمل، بصرف النظر عن الأسباب والدوافع، وهي لم تفعل ذلك إلا لإدراكها أن كلمة «إرهاب» لا تختصر الرجل ولا تختزل مكانته بين قومه ... وعلى الرغم من اختلاف الظروف والسياقات، فإن على تركيا أن تقرأ جيداً تجربة «مانديلا» في جنوب أفريقيا، علها تجد ما يمكن أن تستفيد منه، سواء لجهة استئناف المسار السياسي الداخلي، أو لمعالجة لملف أكراد سوريا، وصولاً إلى ملفات كردية أخرى في دول مجاورة أخرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صوت العقل من «إمرالي» صوت العقل من «إمرالي»



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

ما كنت تتوقعه من الشريك لن يتحقق مئة في المئة

GMT 11:15 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

بريشة : علي خليل

GMT 10:33 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 08:33 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

تعرف على مميزات سيارة فولكس فاغن الجديدة

GMT 05:02 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ليام هيمسوورث ينشر صورة محزنة لبقايا منزله المحترق في "ماليبو"

GMT 07:28 2018 الأربعاء ,18 إبريل / نيسان

150 أسيرًا من أراضي عام 48 يقبعون في سجون الاحتلال

GMT 05:35 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

فرص "غريس موغابي" في الحياة السياسية تتحول طريق سدّ

GMT 12:27 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

بعثة جامعة جنيف تكتشف هرمًا من الذهب في سقارة

GMT 15:31 2017 الثلاثاء ,20 حزيران / يونيو

هبة مشهور تصمم حلوى الكوكيز التي تتناسب مع رمضان
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday