أزمة الثورات العربية «خطايا حكام وأخطاء محكومين»
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

أزمة الثورات العربية: «خطايا حكام وأخطاء محكومين»

 فلسطين اليوم -

أزمة الثورات العربية «خطايا حكام وأخطاء محكومين»

بقلم : عماد الدين أديب

الرفض، التمرد، الاحتجاج، الاعتراض، كلها مكونات أساسية فى الثورات.

وفى رأيى المتواضع أن الثورة الصحيحة هى التى يكون لها عقل وقلب وأدوات، وإلا تحولت إلى مجرد حركة غوغائية فوضوية تضر أكثر مما تنفع، وتؤخر بدلاً من أن تدفع للتقدم.

وتاريخ الثورات فى العالم هو تاريخ الرغبة فى اقتلاع نظام، وتصبح الثورة ناجحة وكاملة حينما يتم بناء نظام جديد بدلاً من النظام الذى تم اقتلاعه.

أزمة الثورات العربية المعاصرة هى أنها تسعى إلى الإسقاط دون أن تكون لديها رؤية مسبقة وبديلة لما تم إسقاطه.

إذا قررت أن تهدم عليك أن تعرف ماذا ستبنى مكان ما ستهدمه، لعل البناء القديم يكون أفضل من الجديد، أو لعله ليس بحاجة إلى الهدم الكامل، ولكن يحتاج إلى الإصلاح أو الترميم.

أزمة الأنظمة فى العالم العربى أنها ترى حركة الشارع مؤامرة، وأزمة الثورات فى عالمنا العربى أنها ترى أن الأنظمة مضادة ومتآمرة على الجماهير.

كل من الطرفين لديه خطأ استراتيجى فى رؤية الآخر، لذلك دائماً تنتهى الثورات العربية بكارثة، ينتج عنها 3 أمور:

1- سقوط رأس النظام.

2- فشل الثائرين فى تحقيق برنامجهم لأنهم بلا برنامج محدد.

3- خسارة فادحة للاقتصاد، وأمراض اجتماعية فى المجتمع، وتهديد لتماسك الدولة الوطنية.

تبدأ الثورات فى عالمنا العربى بحلم نبيل، وتنتهى بكابوس مخيف.

تبدأ الثورات عندنا بشعارات وردية، وتنتهى بعملية اختطاف للحلم الوردى.

تبدأ الثورات برغبة فى اقتلاع نظام قديم سيئ، فتنتهى -فى معظم الأحيان- برموز أسوأ من تلك التى أُطيح بها.

تاريخ الثورات فى العالم هو تاريخ مظالم عظمى تنتهى بتقنين مبادئ إصلاحية عادلة.

الثورة الإنجليزية (1642 - 1660) قامت لأن الملك أراد أن يدعو لملكية مطلقة، ودعا لفرض مبدأ حق الملك الإلهى والوراثى على البرلمان، بحيث يصبح الملك -بهذه المفاهيم- ليس مسئولاً أمام رعاياه، ولكن مسئول فقط أمام الله.

وأخطر ما جاء فى هذه الحقبة أن الملك ليس خاضعاً للقانون، كونه «هو نفسه القانون».

الثورة الفرنسية (1789 - 1799) جاءت لتكون أول ثورة ليبرالية فى التاريخ، رداً على انقسام المجتمع الفرنسى وقتها إلى طبقتين، طبقة النبلاء الحاكمة، وطبقة الشعب المحكوم.

وأدى التباين والهوة بين امتيازات من يملك كل شىء وأى شىء، ومن لا يملك أى شىء، إلى خروج أفكار تغييرية عميقة لفولتير ولوك وجان جاك روسو.

الدرس المستفاد الأكبر من هاتين الثورتين أن السلطة مفسدة والسلطة المطلقة مفسدة مطلقة، وأن الملك «الحاكم» يجب أن لا يكون مطلق السلطات بلا رقابة شعبية وغير خاضع لسلطة القانون.

من هنا اتفق العالم واستقر على أفكار مونتسكيو الشهيرة: السلطات فى الدولة ثلاث: تنفيذية وقضائية وتشريعية، والشعب هو مصدر السلطات.

كارثة العالم العربى أن كل الدساتير تنص صراحة على أن الشعب مصدر السلطات، لكن المأساة هى أن السلطة مطلقة فى يد البعض الذى يعمل ليل نهار على نزع أى سلطة من الشعب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة الثورات العربية «خطايا حكام وأخطاء محكومين» أزمة الثورات العربية «خطايا حكام وأخطاء محكومين»



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 10:32 2024 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

ليدي غاغا تتألّق في حفل جوائز الأوسكار 2023

GMT 08:10 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أحمد زاهر يبدي سعادته بدوره في فيلم "هروب اضطراري"

GMT 16:52 2016 الخميس ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو موسى يحل ضيفًا على MBC" مصر" الجمعة

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

المُكرّمون في احتفالية محمد صبحي بمسيرته يردون على الهجوم

GMT 03:47 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تحطم طائرة استطلاع فرنسية في النيجر

GMT 19:38 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

تنظيم داعش يهاجم مواقع لجبهة النصرة في مخيم اليرموك
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday