رسالة مفتوحة إلى رئيسة وزراء نيوزيلندا
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

رسالة مفتوحة إلى رئيسة وزراء نيوزيلندا

 فلسطين اليوم -

رسالة مفتوحة إلى رئيسة وزراء نيوزيلندا

بقلم : مصطفى الفقي

السيدة العظيمة «جاسيندا أردرن»

أكتب لكِ كإنسان قبل أن أكون مواطنًا مصريًا، فالإنسانية تسبق الجنسيات والقوميات والديانات والثقافات، لأننا جميعًا فى قارب واحد لن ينجو منه إذا غرق لا متطرف ولا متشدد ولا إرهابى، أقول لكِ ذلك وأنا أعبر عن اعتزاز مئات الملايين من البشر بدورك الرائع والنموذج العظيم الذى خطف الأبصار وشد الأسماع ورطب القلوب المكلومة حزنًا على ضحايا المسجد فى نيوزيلندا مثلما هو الحزن الموصول على ضحايا الكنائس فى بلادى وفى غيرها ممن دفعوا ضريبة التطرف والجنوح إلى الجريمة على حساب سماحة الأديان وطهارة القلوب، لقد كان موقفك التلقائى فور وقوع ذلك الحادث الأليم مدعاة للإعجاب والتقدير بل الانبهار أيضًا فلقد شعر البشر جميعًا أن الإنسانية تطل علينا فى أعظم صورها مجسدة فى شخصك، وقد حاولت أن أكتب لكِ بصفتى البشرية بعد وقوع الحادث بأيام قليلة ولكنى آثرت الانتظار حتى أرى ردود الفعل من كل اتجاه ورغم أن الأغلب الأعم من المخلوقات على الأرض تتجاوب معكِ صوتًا أو صمتًا إلا أن هناك دعاة للتعصب تأصلت فى نفوسهم نوازع التطرف ودوافع الجريمة فجعلت منهم مخلوقات مشوهة تعيش بيننا وهى بالمناسبة لا تكره دينًا بعينه ولكنها تكره كل الديانات، ولا ترفض جنسًا بذاته ولكنها لا تقبل كل الجنسيات، إنه مرض فى القلوب وخراب فى العقول وانهيار فى الخلق إننى أحييكِ يا سيدتى على موقفك من جريمة ذلك الإرهابى الذى لا أسميه كما علمتِنا حتى لا يزهو بجريمته ويسعد بترديد اسمه، وقد كان ارتداؤك زى المرأة المسلمة مجاملة راقية لا يدركها إلا ذوو العقول الواعية كما كانت تحية الإسلام على لسانك نموذجًا فريدًا تعتز به كل الديانات ويسعد به كل المؤمنين فى الأرض، إن بلادكِ البعيدة عن منطقتنا قد صدرت لنا تجربة رائعة فى العدل والرحمة واحترام حقوق الإنسان وشعر الناس جميعًا أنكِ تتصرفين بوحى الضمير وتلقائية القلب ونضوج العقل فأصبحتِ مثالًا لكل المعانى النبيلة والقيم السامية فى تاريخنا المعاصر، لقد قدمتِ نيوزيلندا للعالم كأفضل ما يكون التقديم وتركتِ بصمة على جبين البشرية كأقوى ما تكون البصمة، ولقد فعلتِ ذلك كله استجابة لدعوة الخالق الذى خلقنا جميعًا بلا تفرقة، ولكننا نحن البشر صنفنا أنفسنا، وأسأنا إلى الإنسان خليفة الله فى الأرض ووديعته فى كل زمان ومكان، إننى عندما رأيت شريط الجريمة فور وقوعها لم أتخيل أن هناك من يعوضنى عن الحزن الذى داخلنى ولكن مواقفكِ قد غيرت المعانى، وجعلتنا نستعيد الثقة فى إنسانيتنا وننظر إليكِ كأيقونة لامعة على جبين الدهر، ولقد كانت كلماتك الواعية فى تأبين من رحلوا تأكيدًا للشعور الإنسانى المشترك الذى لن يغيب أبدًا، ومنذ أيام يا سيدتى اجتمع مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية- وهى التى يمتد عمرها منذ بدايتها لأكثر من ألفى عام- بعد أن استقبلنا رئيس الدولة لأن الأمناء مجموعة من رؤساء الدول والحكومات من أنحاء العالم مع حزمة من كبار العلماء والمفكرين فى كل التخصصات كما أن مجلس الأمناء يشرف برئاسة الرئيس شخصيًا فقد كان الحوار معه دافئًا وعميقًا تطرق إلى قضايا التعليم وآثار التكنولوجيا على المستقبل وكيفية الخروج من مستنقع الإرهاب ودهاليز التطرف، وفى اليوم التالى اجتمع مجلس الأمناء فى مقر المكتبة بالإسكندرية وتقدمت شخصيًا باقتراح راود فكرى لعدة أيام وهو أن ندعوكِ- يا سيدتى العظيمة- لكى تكونى عضوًا فى مجلس أمناء أقدم مؤسسة تدعو إلى التسامح، وتشجع على الحوار وتتجه إلى البشر جميعًا بغير استثناء، ولقد صفق الحاضرون لاقتراحى تصفيقًا تلقائيًا فى الحال، وأشار البعض إلى مسؤولياتكِ- فأنتِ تشغلين المنصب الرفيع فى بلادك - وكان قولنا إن المكتبة تريد أن تتشرف بكِ ويوم أن تنهى مهامك الوطنية سوف نستقبلكِ بما يليق بكِ وبتاريخك الرفيع واسمك الذى يتردد على كل لسان.

سيدتى العظيمة

لقد آثرت أن تكون دعوتى إليكِ مفتوحة أمام الجميع قبل أن أتشرف بطلب لقاء سفير نيوزيلندا فى القاهرة لأقدمها له فى خطاب داخل مظروف.. لقد آثرت أن تكون دعوتى إليكِ مقترنة بدعوة مشتركة من ملايين المصريين والعرب ممن روعتهم جرائم الإرهاب وصدمهم العدوان على الكنائس والمساجد فى العقود الماضية.. تحية لكِ ولزوجك وطفلك الوليد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة مفتوحة إلى رئيسة وزراء نيوزيلندا رسالة مفتوحة إلى رئيسة وزراء نيوزيلندا



GMT 22:40 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 08:30 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 00:50 2025 الأربعاء ,28 أيار / مايو

صفقات ترامب

GMT 10:15 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تحمل إليك الأيام المقبلة تأثيرات ثقيلة وسلبية تعاكس توجهاتك

GMT 15:49 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

لا يبشر الجو العام بالهدوء التام

GMT 10:22 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

إضراب شامل في المحلات التجارية لمدينة رام الله

GMT 10:08 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

ديكور شرقي وكلاسيكي في منزل نجوى كرم في لبنان

GMT 15:43 2020 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday