غزة كمال اليازجي
توقّع مفوض الاتحاد الأوروبي لمفاوضات التوسع وسياسة الجوار، جوهانس هان، أن يتم البدء بطرح عطاءات مشروع محطة تحلية المياه المركزية لقطاع غزة خلال الشهر المقبل، وأن يتم البدء الفعلي بتنفيذ هذا المشروع خلال العام المقبل، وذلك في حال أن تسير الأمور المتعلقة بالجوانب الفنية والتمويلية وتوريد احتياجات المشروع وفق ما هو مخطط، مؤكدا على ما يشكّله مشروع محطة تحلية المياه المركزية من أهمية قصوى وحاجة ماسة لتجنيب قطاع غزة من حدوث كارثة إنسانية، لاسيما وأن أحد تقارير الأمم المتحدة حذَّر من أن قطاع غزة لن يكون صالحًا للحياة حال استمرار أزمة المياه، كما كشف النقاب عن أن الكلفة التقديرية لتنفيذ هذا المشروع الاستراتيجي تبلغ 562.3 مليون يورو، وتصل مساهمة الاتحاد الأوروبي فيه إلى 77 مليون يورو، كما أن هناك وعود من عدد من الدول الأوروبية الأعضاء بزيادة هذا المبلغ.
وعن نظرة الاتحاد الأوروبي إلى أهمية تنفيذ هذا المشروع الاستراتيجي، قال هان: توفر المياه العذبة في قطاع غزة يندرج ضمن أدنى المُستويات المفترض توفرها لسكان القطاع يعد الأكثر اكتظاظًا بالسكان على وجه الأرض، وكما هو معروف يعتمد قطاع غزة بشكل حصري تقريبًا على المياه الجوفية الساحلية للحصول على المياه العذبة، حيث تصل سِعَّة هذه المياه إلى 55 مليون متر مكعب في السنة مما يجعلها غير قادرة على تلبية الاحتياجات السنوية لسكان القطاع من المياه إذ تُقدر احتياجاتهم بنحو 180 مليون متر مكعب.
وأضاف "أما الأمر المروّع فهو أن 3% فقط من المياه التي تضخ من هذه المياه الجوفية الساحلية تُلبي معايير جودة مياه الشرب التي وضعتها منظمة الصحة العالمية وبالتالي فإن هذا الوضع غير مقبول وخطير ويُفضي إلى نتائج وخيمة على الصحة العامة والبيئة والتنمية الاقتصادية وربما يؤثر سلبًا على استقرار قطاع غزة، كما وصف في هذا السياق مشروع محطة تحلية المياه المركزية بأنه "أمر حيوي بالنسبة لقطاع المياه بأكمله ولتوفير الحياة الكريمة للمواطنين في قطاع غز"، مشدّدًا أن هنالك حاجة كبيرة إلى هذا المشروع من أجل تجنب حدوث كارثة إنسانية قد تتفاقم وتتحول إلى عنف وشقاء.
وبشأن الكلفة التقديرية لتنفيذ هذا المشروع، وهل سينجح المؤتمر في حشد وتأمين التمويل اللازم له، قال: تبلغ تكلفة المشروع التقديرية الكلية 562.3 مليون يورو، وتصل مساهمة الاتحاد الأوروبي فيه إلى 77 مليون يورو، وهناك وعود من عدد من الدول الأوروبية الأعضاء بزيادة هذا المبلغ كما أننا في الاتحاد الأوروبي لنا تدخلات في قطاع المياه ونمول مشاريع مياه أخرى في قطاع غزة بأكثر من 40 مليون يورو، وتابع "إننا لا نشك في نجاح المؤتمر نظرًا للدعم الدولي القوي لهذا المشروع حيث سيضم المؤتمر ممثلين عن نحو 60 دولة وقد عبر العديد منهم عن دعمهم وهنا أود أن أعبر عن تقديري للجهود القيمة التي بذلها هؤلاء الشركاء العاملون من أجل أن يكون المشروع جاهزًا للبدء، وهؤلاء الشركاء هُم الاتحاد من أجل المتوسط والبنك الدولي وبنك الاستثمار الأوروبي والبنك الإسلامي للتنمية ومكتب اللجنة الرباعية.
وتحدث عن الدور الذي يلعبه الاتحاد الأوروبي في إخراج هذا المشروع إلى حيز التنفيذ فقال: لقد ساهمنا في تحديد المشروع وبالتأكيد سنقوم بتمويل جزء كبير منه أما غير ذلك فإننا نلعب دور المُحَفِز والراعي الذي يجمع بين السلطة الفلسطينية وشركائنا من المؤسسات والجهات المانحة، وكيف نسير بالمشروع قُدُمًا وبالتالي فإن مؤتمر المانحين الذي يعقده الاتحاد الأوروبي ويترأسه إلى جانب السلطة الفلسطينية هو النتيجة المنطقية لهذا العمل، وأوضح في هذا السياق أن الاتحاد الأوروبي دعا عددًا من الجهات المانحة المحتملة بمن فيهم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 28 دولة، ودولًا أخرى مثل استراليا واليابان والصين وروسيا للمشاركة في مؤتمر بروكسل حيث قدمت بعض الدول في وقت سابق وعودًا مالية للمساهمة في هذا المشروع.
وأشار هان إلى أن الإعلان عن موعد تقديم العطاءات سوف يبدأ الشهر القادم، وإذا سارت الأمور المتعلقة بجملة الترتيبات الفنية والتمويلية وتزويد المشروع بكافة احتياجاته من التجهيزات والمعدات المختلفة وفق ما هو مخطط لها فإن التنفيذ الفعلي سيبدأ في العام 2019، وتابع : لقد تخطينا كافة المعيقات الفنية وحيازة الأرض وتقييم الخيارات المتعلقة بتوفير احتياجات المشروع من الطاقة كما تم التوصل إلى اتفاق حول تفاصيل إجراءات المناقصة و يساندنا بذلك كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية وهذا أمر ضروري لضمان استدامة المشروع كما ويسرني أن أعلن أن إسرائيل وافقت على نظام لإدخال المواد مما يضمن بناء وتشغيل المحطة بشكل يمكن توقعه .
ووجّه هان رسالة إلى أهالي قطاع غزة في هذه المناسبة، فقال "هي رسالة أمل وسوف تقوم محطة تحلية المياه بتوفير المياه الآمنة النظيفة لكافة أهالي قطاع غزة وستساهم في الاستدامة البيئية للمنطقة كما أنها ستخلق فرص عمل لتعزيز التنمية الاقتصادية الممكنة لقطاع غزة فالاتحاد الأوروبي لم ينس قطاع غزة، ونريد أن نُمهد الطريق لمستقبل مستدام وسلمي من خلال مساهمتنا في تلبية احتياجات أهالي القطاع" .
أرسل تعليقك