الرئيـس الأخـيـر
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

الرئيـس الأخـيـر ؟!

 فلسطين اليوم -

الرئيـس الأخـيـر

عريب الرنتاوي

فتحت الاستقالة المُتَرَاجع عنها، للرئيس الفلسطيني محمود عباس، شهية المحللين ومراكز البحث، لبناء سلسلة من السيناريوهات المحتملة لمرحلة «ما بعد عباس» في الحياة السياسية الفلسطينية ... أكثر هذه السيناريوهات انتشارها وإثارة للفضول، تلك التي حملت عناوين مختلفة وجاءت بمضمون واحد: «الرئيس الأخير». صائب عريقات، الاسم الأكثر تداولاً للخلافة، الذي صار أمينا لسر المنظمة، أي في موقع الرجل الثاني، بروتوكولياً على الأقل، بعد أن ظل يشتهر بلقب «كبير المفاوضين»، قال إن الاحتلال هو من سيرث الرئيس عباس ويخلفه، في رده على الأنباء حول خلافته لرئيسه، وفي مسعى لدرء «الاتهام» وإبداء الزهد بالمنصب. هذا السيناريو، ينطلق من فقدان السلطة لسلطتها منذ عملية «السور الواقي»، وميل اتجاهات فلسطينية متزايدة لفكرة «حل السلطة» بعد أن فقدت دورها كمشروع للدولة و»نواة» لها ... كما أنه يأخذ بنظر الاعتبار، تعاظم احتمالات انهيار السلطة، في ضوء سياسة الإضعاف المنهجي المنظم التي تتبعها إسرائيل حيالها، حيث لم يبق للسلطة من وظائفها سوى «التنسيق الأمني»، وهو أمرٌ يُصر فلسطينيون كثر على وجوب وقفه، فوراً ومن دون إبطاء. سيناريو ثانٍ، جرى طرحه في الجلسة الفلسطينية لمؤتمر «الأردن في بيئة إقليمية متغيرة=سيناريوهات للمستقبل» الذي نظمه مركز القدس للدراسات السياسية أواخر الشهر الفائت، تحدث عن «خلفاء» و»وورثة» للرئيس، لا خليفة واحد أو وريث بعينه ... هذا السيناريو انطلق من الوقائع التي نجحت إسرائيل في فرضها على الأرض، والمتمثلة في تقطيع أوصال الضفة الغربية وعزل القدس وتطويقها، سعياً في تدمير «حل الدولتين» والقضاء على فرص بناء دولة مستقلة قابلة للحياة ومتصلة جغرافياً... هذا السيناريو يتحدث عن «أمراء كانتونات»، يديرون «دولة/دول البقايا»، أحدهم في الخليل وثانيهم في نابلس، وثالثهم في رام الله، ولا بأس من تفعيل مسار التفكيك، ليصبح لكل مدينة وبلدة إمارتها وأميرها الخاصين. أما السيناريو الثالث، الأكثر تفاؤلاً، فيتحدث عن انتقال هادئ من داخل حلقة السلطة الأضيق المحيطة بالرئيس... هنا يجري تداول قائمة غير منتهية من المرشحين والبدائل، أكثرهم تكراراً صائب عريقات ومدير مخابرات السلطة اللواء ماجد فرج، وهناك أسماء أخرى تحيط بكل واحدٍ منها، ملاحظات وقيود وعقبات ... ميزة هذا السيناريو أنه ينطلق من «تأجيل» حكاية «الرئيس الأخير»، ويتحدث عن «رئيس انتقالي»، بيد أنه انتقال نحو الأسفل والوراء، لا نحو الأعلى أو إلى الأمام ... رئيس تلفظ السلطة في ولايته الأولى، أنفاسها الأخيرة، والسبب وراء هذا التقدير، أن «الانتقال» في الشروط الفلسطينية الراهنة، سيتم كما يشير أصحاب هذا السيناريو، من داخل «حلقة رام الله الضيقة» وامتداداً لسياساتها، أي أننا سنكون أمام «العباسية» ولكن من دون عباس. الراغبون في «الوراثة» و»الخلافة» كثر، والزاهدون فيها فعلاً لا قولاً، لا وجود لهم ... كل عضو لجنة مركزية في فتح مرشح للخلافة ما لم يثبت العكس، وثمة حفنة من الشخصيات المستقلة، يسكنها هذا الهاجس، ولا يمنعها من البوح به سوى «متلازمة» فتح والسلطة، والتي تعني أن «الطريق إلى رأس السلطة، يمر حكماً بلجنة فتح المركزية ... وفي حماس، ثمة رغبات دفينة بتمديد مظلة سلطة الحركة من القطاع المحاصر إلى الضفة المحتلة، وتصريحات موسى أبو مرزوق عن استعداد الحركة لاستلام السلطة، وطلبه إلى عباس قبل سنوات، التفكير بنقل السلطة إلى حماس بدل التلويح بحلها، تشف عن بعض الرغبات الدفينة، والتي لا شك أنها انتعشت في ظل تزايد التكهنات بالوصول إلى اتفاق تهدئة مع إسرائيل بوساطة طوني بلير ودعم من قطر وتركيا ... إن نجحت حماس في «امتحان التهدئة» في غزة، فليس ثمة ما يمنع من التفكير بإعادة انتاج التجربة في الضفة. والخلاصة، طالما أن هناك سلطة، فإن من الطبيعي أن يكون لها رئيساً، بالتعيين والأفضل بالانتخاب ... والسلطة مستمرة بفعل نظرية «القصور الذاتي» في الميكانيكا، وهي وإن فقدت وظيفتها في خدمة مشروع الحرية والاستقلال الوطني الفلسطيني، فإن بقائها واستمرارها، أصبحا متطلباً لنظرية الأمن الإسرائيلية، وحاجة للأنظمة والحكومات العربية التي لا تريد ما أو من يصرفها عن مشكلاتها وتحدياتها الداخلية والإقليمية الضاغطة، والسلطة «استثمار» للمجتمع الدولي، لا يريد التفريط به، طالما أنه يفتقر لأية بدائل أو خيارات أخرى. الأرجح أن يعود الرئيس عن نيته الانسحاب من المشهد السياسي الفلسطيني، والمؤكد أنه لن يكون «الرئيس الأخير»، وما لم يطرأ ما ليس في الحسبان، فإن «سيناريو التآكل» الذي يفعل فعله في الأرض والحقوق والمقدسات الفلسطينية، سيظل السيناريو الحاكم للمرحلة المقبلة، حتى يطرأ من الأحداث والتطورات، ما يُمكّن الفلسطينيين من تغيير قواعد لعبتهم الوجودية مع الإسرائيليين. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرئيـس الأخـيـر الرئيـس الأخـيـر



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 08:44 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجدي" في كانون الأول 2019

GMT 13:39 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن بعض الوصوليين المستفيدين من أوضاعك

GMT 09:32 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالإرهاق وتدرك أن الحلول يجب أن تأتي من داخلك

GMT 07:42 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تحتاج إلى الانتهاء من العديد من الأمور اليوم

GMT 05:35 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الملكة رانيا وبيلا حديد بسترة واحدة على "إنستغرام"

GMT 21:07 2015 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

شوارع بيروت تغرق في النفايات بسبب الامطار الغزيرة

GMT 07:21 2014 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

زينة تلجأ إلى تحليل "DNA" لإثبات النسب لأحمد عز

GMT 09:17 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

«حماس» تتوارى عن الأنظار
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday