ورقة المقاومة
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

ورقة المقاومة

 فلسطين اليوم -

ورقة المقاومة

بقلم : عمرو الشوبكي

معضلة حزب الله وأزمته فى التحول الذى أصابه ولم يعترف به، فالحزب الذى ولد كتنظيم سياسى عقائدى مقاوم للاحتلال الإسرائيلى فى جنوب لبنان وقادت عناصره عمليات المقاومة ضد الاحتلال بشرف ونبل، وقدم عشرات الشهداء حتى تحرر الجنوب اللبنانى فى عام 2000 لم يعد هو نفس الحزب الذى أصبح منذ منتصف العقد الماضى ذراعا سياسية وطائفية لإيران يحارب فى كل مكان إلا إسرائيل.

لقد تحول حزب الله عقب مغامرته العسكرية مع إسرائيل فى 2006 (خلفت ألف ضحية لبنانى) من حزب مقاوم على الأرض إلى حزب مقاوم بالشعارات، ومنذ ذلك التاريخ دخلت قوات اليونيفيل التابعة للأمم المتحدة للأراضى اللبنانية لتفصل بين ميليشيات الحزب وإسرائيل. والغريب أن حزب الله الذى دخل فى مواجهة عسكرية مع إسرائيل كان له وزراء فى الحكومة اللبنانية، ومع ذلك لم يخبر حكومته بمعركته مع إسرائيل، وصارع بكل السبل لكى يحصل على تمثيل كبير داخل التركيبة الحكومية، وفى الوقت نفسه اعتبر نفسه حزباً مقاوماً ليحصل على شرعيه حمل السلاح من أجل الحرب فى سوريا والعراق واليمن ولبنان لا إسرائيل.

إن تجربة حزب الله «ما بعد المقاومة» لا تختلف كثيراً عن تجارب نظم وتنظيمات سياسية وعقائدية كان لديها، فى فترة من الفترات، حلم ثورى، وبعضها ناضل ضد نظم مستبدة، والبعض الآخر ناضل ضد احتلال أجنبى، وبعد وصولهم إلى السلطة تحولوا إلى نظم استبدادية بامتياز.

صحيح أن حزب الله لم يصل إلى السلطة بمفرده، إنما أصبح الطرف المهيمن عليها، لأن لبنان لا توجد فيه سلطة دولة بالمعنى الذى تشهده باقى الدول العربية، فالطوائف والمذاهب أقوى من الأحزاب ومؤسسات الدولة، وهو أمر فى حال اعترف به حزب الله كان سيعطيه مصداقية أكبر باعتباره حزبا يعبر عن جانب من الطائفة الشيعية ويتحرك داخليا وخارجيا للدفاع عنها من تهديدات داعشية متنوعة بدلا من التمسك بشعارات المقاومة التى لا يطبقها.

لن تقدم إسرائيل على ضرب حزب الله، لأنه نجح فى ضبط حدوده بصورة صارمة مع إسرائيل، فلم يلق عليها حجرا منذ عام 2006 ولم تطلق طلقة شاردة، ولم يغمض الحزب عينه للحظة ليسمح بتسلسل أى «فدائيين» للقيام بأى عملية داخل إسرائيل، حتى أصبح حزب الله نموذجا يحتذى فى ضبط الحدود بين الدول العربية وإسرائيل.

يقينا لا أحد يطالب حزب الله بمحاربه إسرائيل وتوريط الشعب اللبنانى فى مآس جديدة إنما المطلوب أن يكف عن استخدام ورقة المقاومة فى لعبه المكاسب والهيمنة السياسية، فأفضل لحزب الله ولكل دول المنطقة أن يطرح مخاوفه الحقيقية ورؤيته الاستراتيجية فوق الطاولة وليس تحتها، فمن حق الحزب أن يقول أسبابه الحقيقية لدعم النظام السورى ومحاربته الدواعش هناك، ومخاوفه من سقوط هذا النظام على أوضاع الحزب والشيعة فى لبنان، وأيضا مخاوفه من تصاعد خطاب طائفى سنى تجسد فى داعش والقاعدة بل تيار وهابى متطرف فى السعودية وسلفى فى مصر معاد للشيعة.

كل ذلك مفهوم أن يقوله حزب الله لأسباب مذهبية أو سياسية، أما إخافة الجميع بورقة المقاومة وبماضيه المقاوم الذى تحول لورقة ابتزاز للجميع فهو أمر لم يعد مفهوما ولا مقبولا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ورقة المقاومة ورقة المقاومة



GMT 04:16 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تحية للشعب السوداني

GMT 02:15 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

الاقتصاد في مواجهة السياسة

GMT 04:59 2019 الأحد ,12 أيار / مايو

ظاهرة عادل إمام

GMT 03:31 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

وبدأت الجزيرة

GMT 09:27 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 11:15 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

بريشة : علي خليل

GMT 10:21 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 10:16 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء محبطة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 13:30 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقديم عطر أرماني كود النسائي الأفضل لفصل الشتاء

GMT 04:23 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ريتا اور تتألق في إطلالة رائعة تجذب الأنظار

GMT 18:37 2017 السبت ,03 حزيران / يونيو

الشرطة تحبط محاولة قتل في إحدى مستشفيات نابلس

GMT 14:51 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 21:52 2017 الثلاثاء ,22 آب / أغسطس

كيف تحصلين على مكياج مثالي لبشرتك
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday