حكمة الحكيم
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

حكمة الحكيم

 فلسطين اليوم -

حكمة الحكيم

بقلم د. وحيد عبدالمجيد

كيف ينساق الإنسان وراء حماس عاطفى، ولماذا ينجر وراء أحلام وردية بدون أن يسأل عن المقومات اللازمة لتحقيقها ؟ كان هذا غيضاً من فيض أسئلة عميقة طرحها الراحل الكبير توفيق الحكيم فى كتاب صغير لم يتأمله كثير من الذين هاجموه عندما صدر عام 1972، ولم يروا فيه إلا ما ظنوه انقلاباً فى موقفه تجاه الرئيس الأسبق عبد الناصر. 

كان الحكيم، الذى تحل اليوم الذكرى الثلاثون لرحيله، قريباً من عبد الناصر الذى اعتبره الأب الروحى لثورة 23 يوليو، معتمداً فى ذلك على أن مسرحية «عودة الروح» بشرت بهذه الثورة. ولكن الحكيم، الذى علَّق آمالاً كبيرة بالفعل على عبد الناصر، انتابه القلق مبكراً عندما رأى الوضع يتجه نحو سلطة مطلقة. وظهر هذا القلق فى أعماله بدءاً من مسرحية زالسلطان الحائرس التى صدرت طبعتها الأولى فى أواخر 1959. واعتمد على قدرته الإبداعية الكبيرة لتقديم ما كان يفكر فيه بطريقة رمزية يسهل استيعاب الرسالة المتضمنة فيها. 

عاد إلى العصر المملوكى لكى يبدو كأنه يُقدِّم مسرحية تاريخية، ولكنه طرح سؤال الشرعية السياسية الذى أراد لفت الانتباه إليه، وهو: هل يقوم الحكم على القانون مهما كانت المتاعب التى يُسببها للحاكم، أم على السيف مهما كان استخدام القوة مغرياً؟ ومضت أحداث المسرحية فى اتجاه الانتصار للقانون عسى أن تصل الرسالة. ومضى الحكيم فى هذا الاتجاه بطريقة أخرى فى مسرحية زياطالع الشجرةس 1962، ثم فى مسرحية «شمس النهار» 1965، وبعدها فى مسرحية «بنك القلق» فى العام التالى. وتنطوى هذه المسرحيات على دروس بليغة بشأن دور الإبداع الأدبى والفنى فى التنوير السياسى، وليس الثقافى فقط. وكانت كلها شاهدة على أنه لم يُوِّقع على بياض لزعيم أحبه, بل سعى لأن ينصره عن طريق محاولة إنارة الطريق أمامه. 

ولذلك، لم يكن هناك انقلاب فى موقفه عندما وجد نقداً لاذعاً لنظام عبد الناصر فى كتاب «عودة الوعى» لأنه أدى واجبه فى التنبيه إلى الأخطاء والأخطار فى وقت مبكر. كما لم يعف نفسه من النقد، ربما لاعتقاده أنه لم يحاول أن يكون أكثر صراحة رغم أن المجال لم يكن يتسع لمزيد. 

اذكروا الحكيم فى ذكراه، وتأملوا حكمته، وأعيدوا قراءة إبداعه الذى سيبقى فخراً للأدب العربى. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكمة الحكيم حكمة الحكيم



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 08:44 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجدي" في كانون الأول 2019

GMT 13:39 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن بعض الوصوليين المستفيدين من أوضاعك

GMT 09:32 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالإرهاق وتدرك أن الحلول يجب أن تأتي من داخلك

GMT 07:42 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تحتاج إلى الانتهاء من العديد من الأمور اليوم

GMT 05:35 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الملكة رانيا وبيلا حديد بسترة واحدة على "إنستغرام"

GMT 21:07 2015 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

شوارع بيروت تغرق في النفايات بسبب الامطار الغزيرة

GMT 07:21 2014 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

زينة تلجأ إلى تحليل "DNA" لإثبات النسب لأحمد عز

GMT 09:17 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

«حماس» تتوارى عن الأنظار
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday