وفي كلاهما خير  إما نصر أو شهادة
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

وفي كلاهما خير ... إما نصر أو شهادة

 فلسطين اليوم -

وفي كلاهما خير  إما نصر أو شهادة

مصطفى الصواف

في الثامن من كانون أول ( ديسمبر) لعام سبعة وثمانين من القرن الماضي شهدت الأراضي الفلسطينية الانتفاضة الأولى في أعقاب حادثة باص العمال المتعمد من صهيوني حاقد اُستشهد فيه أربعة من العمال وجرح العشرات، هذه الحادثة كانت فتيل الصاعق الذي فجر انتفاضة شعب أراد الكرامة والحرية والانعتاق.
لم تكن حادثة الباص السبب الحقيقي لهذه الانتفاضة التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه بل سجلت لأول مرة كلمة لم يعرفها قاموس اللغة لها رديف في المصطلح السياسي وباتت تكتب بلغات العالم بالانتفاضة لتفردها في حجمها وشكلها وأثرها، هذه الحادثة هي الصاعق ولكن كانت هناك قضايا وأمور بلغت حدودا لا تطاق من قبل قوات الاحتلال وخاصة في قطاع غزة تراكمت بشكل متسارع حتى بلغت مبلغا لم يعد يحتمل في انتظار حدث ما يفجر برميل البارود في وجه المحتل.
لقد عايشنا تلك الأيام التي سبقت الانتفاضة من إهدار لكرامة المواطن في شوارع غزة من قبل عصابات الاحتلال كان فيها اعتداء على الكبار وإرهاب للصغار واهانة للشباب والتحرش بالنساء والاعتداء عليهن، كان الجندي يوقف المواطن والمواطن الآخر ويطلب من كل واحد منهما صفع الآخر على وجه، أو أن يبصق عليه ومن يرفض فعل ذلك يتعرض للضرب المبرح على أيدي الجنود، وتحمل الناس الضرب لرفضهم الاستجابة لهذه الطلبات الشاذة ، بل بلغ بهم الحد أن يطلبوا من الرجل كبير السن أن يرقص في الشارع وأمام المارة ويأبى الكبار الاستجابة وعندها يتعرضون للركل بالأرجل أو الصفع على الوجه أو الاهانة بألفاظ نابية، والباعة في الشوارع كانوا يتعرضون للأذى فتكب عرباتهم بما فيها من خُضرة أو بضائع وتداس بأقدام الجنود ويعتدى على أصحابها.
كل ذلك اوجد حالة من الغليان في الشارع الغزي وما أن جاء حادث المقطورة حتى خرج الناس بلا وعي إلى الشوارع للتعبير عن جام غضبهم وواجهوا قوات الاحتلال بصدور عارية وبأيدي لا تحمل إلا الحجر أو تشعل إطار سيارة كاوتشوك وبات الناس من ليلتهم في حالة غليان لم يشهدها القطاع واستمر المشهد في اليوم التالي وأزداد ضراوة وعنفوانا عندما ارتقى الشهداء وأصيب الجريح واعتقل الشباب فكان أول الشهداء حاتم أبو سيسي من مخيم جباليا والذي استشهد في التاسع من الشهر إي في اليوم الثاني من اندلاع الانتفاضة وتوالى بعده سقوط الشهداء ومع كل يوم تزداد المواجهات عنفوانا وينضم إليها الشباب أفواجا حتى خرج القطاع عن بكرة أبيه في مواجهة المحتل، منهم من كسر الحجارة لتكون في قبضة الشباب ومنهم من أخ يراقب الشوارع ومنهم من أشعل الإطارات ومنهم من صنع مسامير( رجل الغراب ) الثلاثية والتي لو سقطت على أي مسمار منها يمكن أن تصيب سيارات الاحتلال في إطاراتها وتصبح هدفا للشبان، ومنهم من صنع المتاريس لعرقلة قوات الاحتلال، وسائل متعددة وبأيدي فلسطينية.
الحديث عن الانتفاضة الأولى يجعلنا نتأمل الواقع المعاش والذي بات اقرب إلى ما كانت عليه الأجواء في الانتفاضة الأولى وإن كان بوجه مختلف، ولعل ابرز ما يجري اليوم هو مخططات الاحتلال التهويدية في القدس وفي النقب ( برافر ) ومنطقة الجليل، وما يجري في الضفة الغربية وقطاع غزة والحصار وفشل مشاريع التصفية للقضية وثبات الشعب الفلسطيني وتمسكه بحقوقه رغم ما يجري على أيدي بعض أفراده من تنازلات وتعاون امني مع المحتل ، إلا أن إرهاصات الانتفاضة الثالثة على الأبواب، فكما كانت الانتفاضة الأولى ستكون الثالثة بحاجة إلى الصاعق الذي يفجرها.
القدس قد تكون المفجر للانتفاضة الثالثة يساندها مخططات العدو في النقب وتهجير سكانه ومصادرة أراضيهم واقتلاع بيوتهم وكذلك مخطط تهويد منطقة الجليل ومصادرة الأراضي لتفريق المواطنين أو شق الطرق وإقامة المشاريع الهادفة للاستيلاء على ارضي المواطنين أو تكثيف الاستيطان اليهودي فيها.
على الفلسطينيين أن يجهزوا أنفسهم لهذه الانتفاضة والتي لن تقتصر على غزة أو الضفة بل ستشمل كل فلسطين لأن العدو يضرب بعرض الحائط بكل القيم ويسرع في تنفيذ مخططه الهادف إلى الاستيلاء على كل الأرض وتهويدها من اجل إقامة دولته اليهودية ، هي أيام تطول أو تقصر وسنفجر برميل البارود، فلنعد أنفسنا للمرحلة القادمة ويكون يقيننا إم نصر أو شهادة وفي كلاهما خير والنصر حليفنا إن شاء الله تعالى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وفي كلاهما خير  إما نصر أو شهادة وفي كلاهما خير  إما نصر أو شهادة



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 11:15 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

بريشة : علي خليل

GMT 10:21 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 10:16 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء محبطة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 13:30 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقديم عطر أرماني كود النسائي الأفضل لفصل الشتاء

GMT 04:23 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ريتا اور تتألق في إطلالة رائعة تجذب الأنظار

GMT 18:37 2017 السبت ,03 حزيران / يونيو

الشرطة تحبط محاولة قتل في إحدى مستشفيات نابلس

GMT 14:51 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday