مرور مائة عام على وعد بلفور وتيريزا ماي تبدي اعتزازها بدور دولتها
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

مجلس الوزراء الفلسطيني يطالب بالاعتذار وبريطانيا ترفض وتصر على الاحتفال

مرور مائة عام على وعد "بلفور" وتيريزا ماي تبدي اعتزازها بدور دولتها

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - مرور مائة عام على وعد "بلفور" وتيريزا ماي تبدي اعتزازها بدور دولتها

رئيس الوزراء البريطانية تيريزا ماي
غزة - منيب سعادة

سارع وزير الخارجية البريطاني، أرثر بلفور، في 2 نوفمبر/ تشرين ثاني من عام 1917، لكتابة رسالة إلى المصرفي البريطاني وأحد زعماء اليهود في بريطانيا أنذاك البارون روتشيلد، والتي أدت إلى قيام "إسرائيل" وما تبع ذلك من حروب وأزمات في الشرق الأوسط. وفي العاصمة البريطانية لندن في 31 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1917، كانت الحكومة برئاسة لويد جورج تناقش إصدار الوعد الذي يدعم إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين التي كانت خاضعة وقتها لحكم الدولة العثمانية، بينما يقف القيادي الصهيوني حاييم وايزمان خارج غرفة الاجتماعات مترقبا ما سيحدث.

وخرج السياسي البريطاني مارك سايكس، من الغرفة مهنئا القيادي الصهيوني، وقائلا له "دكتور وايزمان.. المولود ذكر". وهي ولادة سياسية إذاً للوعد المكون من 67 كلمة والذي تم الإعلان الرسمي عنه في شكل خطاب موجه من وزير الخارجية البريطاني، آرثر بلفور إلى لورد روتشيلد، رئيس الاتحاد الصهيوني في بريطانيا، يوم الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني 1917.

وكانت الرسالة، التي تعرف حاليًا بـ "وعد بلفور"، أوضح تعبير عن تعاطف بريطانيا مع مساعي الحركة الصهيونية لإقامة وطن لليهود في فلسطين، حيث طلب فيها بلفور من روتشيلد إبلاغ زعماء الحركة الصهيونية في بريطانيا وإيرلندا بموقف الحكومة البريطانية من مساعي الحركة.

ورغم أن الرسالة لا تتحدث صراحة عن تأييد الحكومة البريطانية لإقامة دولة لليهود في فلسطين، لكنها أدت دورًا أساسيًا في إقامة "دولة إسرائيل" بعد 31 عامًا من تاريخها (الرسالة)، أي عام 1948. وساهمت الرسالة في تشجيع يهود القارة الأوروبية على الهجرة لفلسطين خلال الفترة ما بين الحرب العالمية الأولى والثانية، في وقت كانت القارة تشهد صعودًا للتيارات القومية المعادية للسامية.

أسباب إصدار وعد بلفور

أما بالنسبة للأسباب التي دفعت بريطانيا إلى إصدار هذا الوعد، فهناك أكثر من تفسير لذلك، أهمها أن بريطانيا أرادت الحصول على دعم الجالية اليهودية في الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الأولى، لما تتمتع به من نفوذ واسع هناك لدفع الولايات المتحدة للاشتراك في الحرب إلى جانب بريطانيا. وهناك تفسير آخر وهو الاعتقاد بأن العهد القديم يضمن حق "إسرائيل" في فلسطين.

ورأى المفكر الفلسطيني رشيد الخالدي المحاضر في جامعة كولومبيا، أن الوعد "الجائر" امتداد لسياسة بريطانيا الاستعمارية. ونوّه في تصريحات صحافية له، "الوعد لم يرتبط بأي بعد ديني أو أخلاقي، بل هو محاولة من بريطانيا لمد نفوذها إلى فلسطين بسبب موقعها المتميز، فاهتمام بريطانيا بفلسطين يسبق أي علاقة بينها وبين الحركة الصهيونية".

ولا تتضمن الرسالة كلمة "دولة" بل تتحدث عن وطن وتؤكد عدم القيام بأي شيء يمكن أن يمس الحقوق المدنية والدينية للجماعات الأخرى، التي تعيش في فلسطين. وجاءت رسالة بلفور تتويجًا لسنوات عديدة من الاتصالات والمفاوضات بين الساسة البريطانيين وزعماء الحركة الصهيونية في بريطانيا. فقد كان موضوع مصير الأراضي الفلسطينية قيد البحث في دوائر الحكم في بريطانيا بعد دخولها الحرب العالمية الأولى مباشرة.

وجرى أول لقاء بين حاييم وايزمان، زعيم الحركة الصهيونية لاحقًا، وبلفور عام 1904، وتناول موضوع إقامة وطن لليهود في فلسطين. ونص الرسالة التي صدرت رسميًا عن وزارة الخارجية البريطانية:

"عزيزي اللورد روتشيلد، يسرني أن أبلغكم بالنيابة عن حكومته بالتصريح التالي الذي يعبر عن التعاطف مع طموحات اليهود الصهاينة، التي تم تقديمها للحكومة ووافقت عليها". وإن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين وستبذل قصارى جهدها لتحقيق هذه الغاية، على ألا يجري أي شيء قد يؤدي إلى الانتقاص من الحقوق المدنية والدينية للجماعات الأخرى المقيمة في فلسطين أو من الحقوق التي يتمتع بها اليهود في البلدان الأخرى أو يؤثر على وضعهم السياسي". سأكون ممتنًا لك إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علمًا بهذا البيان. المخلص؛ آرثر بلفور".

برلمانيون بريطانيون: مئوية وعد بلفور فرصة لتحقيق السلام

وفي بريطانيا لا ينتهي الجدل حول وعد بلفور، فبينما يدعو فريق الحكومة البريطانية إلى الاعتذار عن إصدار الوعد، يرى فريق آخر أن ذكرى الوعد المئوية فرصة للاحتفال. ففي الوقت الذي ترفض فيه الحكومة البريطانية الاعتذار وتصر على الاحتفال، يرى وزير الخارجية البريطاني السابق، جاك سترو، أنه يجب النظر إلى السياق التاريخي الذي صدر فيه الوعد، فبريطانيا كانت تخوض غمار حرب وجاء الوعد استجابة لضرورة استراتيجية. ويرفض الوزير السابق الاعتذار عن أحداث وقعت قبل مائة عام.

وأطلق برلمانيون بريطانيون؛ من مجلسي اللوردات والعموم، "إعلان مئوية بلفور" لمطالبة الحكومة بالاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، والالتزام بجميع بنود وعد بلفور. واعتبر البرلمانيون أن ذكرى مرور 100 عام على وعد بلفور "وقت مناسب للتوفيق بين السلام والعدالة للإسرائيليين وللفلسطينيين"، بناء على المبدأ الذي تزعم بريطانيا أنه مبدؤها، وهو حقوق متساوية للجميع تحت القانون.

وأكدوا أنه ليس كل البريطانيين سيحتفلون بذكرى بلفور "بفخر"، كما قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي. وذكرت ماي مؤخرًا، خلال جلسة لمجلس العموم البريطاني، "إننا نشعر بالفخر من الدور الذي لعبناه في إقامة دولة إسرائيل، ونحن بالتأكيد سنحتفل بهذه الذكرى المئوية بفخر".

وصرّح وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، في مقال بصحيفة ديلي تلغراف الإثنين الماضي، بأن "التحذير المهم في وعد بلفور، الذي كان يهدف إلى حماية الطوائف الأخرى، لم يتحقق بالكامل". وأردف بأنه "تأثر بشدة بمعاناة المتضررين والمطرودين بنشأتها (إسرائيل)".

الفلسطينيون: بلفور خطأ تاريخي وعودة اللاجئين اعتذار عملي للشعب الفلسطيني

وطالب مجلس الوزراء الفلسطيني، برئاسة رامي الحمد الله، يوم الثلاثاء، الحكومة البريطانية بالاعتذار والتعويض عن "خطئها التاريخي". وأدان تصريحات ماي التي "أكدت فيها إصرار بلادها على الاحتفال بالذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم، وافتخارها بدور بريطانيا في تأسيس دولة إسرائيل". وقالت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، إن الوعد المشؤوم الذي منحته بريطانيا لليهود منذ مائة عام هو وعد باطل، وهم لا يملكون حقا في أرض فلسطين ليعدوا به الآخرين.

وأضاف عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" والمتحدث باسمها أسامة القواسمي في تصريح صحافي صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية، إن بريطانيا تسببت بشكل مباشر بنكبة الشعب الفلسطيني الأصيل وتشريده وقتله وذبحه، وهم بذلك ارتكبوا أبشع جريمة بحق الإنسانية.

وقال القواسمي إن المطلوب من حكومة بريطانيا أن تعتذر للشعب الفلسطيني الصامد، ولأطفاله ونسائه المشردين في مخيمات الشتات بسبب هذا الوعد المشؤوم، وأن تكفر عن جريمتها ولو بالشيء القليل، من خلال الاعتراف الفوري بدولة فلسطين وعاصمتها القدس، لا أن تختفي بالذكرى المئوية للوعد المشؤوم ولأبشع جريمة في تاريخ الإنسانية.

وواصل أن كل أحرار العالم والمناصرين لحق الشعب الفلسطيني سيعبرون عن سخطهم ورفضهم في الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم، وستشهد الأرض المحتلة يوم غضب كما عواصم العديد من دول العالم. وقالت حركة "حماس" في بيان لها، إنه يتوجب على بريطانيا الاعتذار العملي للشعب الفلسطيني بعودة اللاجئين الذين هُجروا عن أرض فلسطين التاريخية، وتعويضهم عما لحق بهم، ودعم حقهم في الحرية والاستقلال.

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرور مائة عام على وعد بلفور وتيريزا ماي تبدي اعتزازها بدور دولتها مرور مائة عام على وعد بلفور وتيريزا ماي تبدي اعتزازها بدور دولتها



 فلسطين اليوم -

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 08:44 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجدي" في كانون الأول 2019

GMT 13:39 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن بعض الوصوليين المستفيدين من أوضاعك

GMT 09:32 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالإرهاق وتدرك أن الحلول يجب أن تأتي من داخلك

GMT 07:42 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تحتاج إلى الانتهاء من العديد من الأمور اليوم

GMT 05:35 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الملكة رانيا وبيلا حديد بسترة واحدة على "إنستغرام"

GMT 21:07 2015 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

شوارع بيروت تغرق في النفايات بسبب الامطار الغزيرة

GMT 07:21 2014 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

زينة تلجأ إلى تحليل "DNA" لإثبات النسب لأحمد عز

GMT 09:17 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

«حماس» تتوارى عن الأنظار

GMT 00:10 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

عمار سلمان يعود لتدريب أهلي الخليل

GMT 23:49 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

شباب رفح يصارع القادسية والشجاعية يتحدى الهلال
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday