القدس المحتلة - منيب سعادة
يناقش البيت الأبيض، اليوم الجمعة، تقليص المساعدات الأميركية المقدمة للسلطة الفلسطينية، وذلك في أعقاب تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، التي جاء فيها أن “الولايات المتحدة تقدم ملايين الدولارات ولا تحظى بأي احترام” ونقلت صحيفة “هآرتس” عن مسؤولين كبار في البيت الأبيض قولهم إنه سيتم فحص المساعدات الميزانياتية للسلطة الفلسطينية بسبب مواقف الفلسطينيين الأخيرة (بعد إعلان ترامب اعترافه بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل)، واستمرارا لتصريحات الرئيس ترامب بهذا الشأن، وبحسب المسؤولين فإنه من غير المتوقع أن تؤدي المناقشات إلى قرارات في المدى الزمني المباشر.
يذكر أن الرئيس الأميركي كان قد هدد، مطلع الأسبوع، بتقليص الميزانية التي تقدمها الولايات المتحدة للسلطة الفلسطينية، في تغريدة على “تويتر”، حيث تساءل “لماذا يجب أن تواصل الولايات المتحدة دعم السلطة الفلسطينية في ظل غياب أي عملية سياسية بينها وبين إسرائيل” وكانت مندوبة الولايات المتحدة في واشنطن، نيكي هايلي، قد صرحت أن ترامب معني بوقف المساعدات التي تقدمها واشنطن للسلطة الفلسطينية إلى حين تعود إلى طاولة المفاوضات، وجاءت أقوالها ردا على سؤال بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة تنوي تقليص ميزانية وكالة غوث اللاجئين “الأونروا”، دون أن توضح ما إذا كانت تتحدث عن الأونروا أم عن السلطة الفلسطينية.
ونقلت صحيفة “هآرتس” عن المتحدث باسم وكالة الأونروا، كريس غانس، قوله إن الوكالة لم تتلق أي شيء من الإدارة الأميركية عن تغيير التمويل، مضيفا أن واشنطن هي الداعم الأكبر للأونروا حيث تقدم لها سنويا 300 مليون دولار، علما أن إسرائيل كانت قد طالبت في السابق بإغلاق وكالة غوث اللاجئين (الأونروا)، وذلك بذريعة أنها تسمح للدول العربية بتجنب استيعاب اللاجئين الفلسطينيين ونسلهم.
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قد صرح في تموز/يوليو الفائت أنه دعا هايلي إلى إجراء فحص مجدد لبقاء وكالة الأونروا، وادعى أن “الوكالة تبقي قضية اللاجئين الفلسطينيين، ولا تحلها، ولذلك يجب حل الوكالة، ودمجها في المفوضيات الأخرى للأمم المتحدة”، على حد قوله، ورغم أن الإدارة الأميركية، في حينه، أعلنت أنها ستواصل تحويل التمويل لوكالة الأونروا في إطار التزامها “بعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية”، إلا أن تصريحات هايلي تشير إلى احتمال حصول تغيير في موقف الإدارة الأميركية، وذلك على خلفية الجمود في ما يسمى “عملية السلام”.
يشار إلى أن موازنة المساعدات الأميركية لا تصل مباشرة إلى السلطة الفلسطينية، وإنما يتم تحويلها إلى مشاريع في الضفة الغربية، عن طريق وكالة المساعدات الدولية لوزارة الخارجية الأميركية “USAID” وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن مدينة القدس ومقدساتها لليست للبيع لا بالذهب ولا بالفضة، وجاء ذلك ردًا على تصريحات الولايات المتحدة الأميركية التي أعلنت فيها بأنها ستتخذ قرارا بوقف تمويل السلطة الفلسطينية و برامج دعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، حال عدم عودة فلسطين إلى المفاوضات مع إسرائيل.
وقال أبو ردينة إن السلام الحقيقي والمفاوضات يقومان على أساس الشرعية العربية والدولية، وصولًا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وأكد أنه إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية، حريصة على مصالحها في الشرق الأوسط، فعليها أن تلتزم بمبادئ ومرجعيات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، وإلا فإن الولايات المتحدة تدفع المنطقة إلى الهاوية.
وبحسب تقرير للكونغرس، ففي العام 2017 تم تحويل 330 مليون دولار لمشاريع في الضفة الغربية عن طريق “USAID”، بينما قامت الإدارة الأميركية بتحويل نحو 30 مليون دولار، بشكل منفصل، لصالح أجهزة الأمن الفلسطينية، التي تحصل على تدريب وإرشاد من ضباط أميركيين، وتقوم بالتنسيق الأمني الجاري مع جيش الاحتلال الإسرائيلي و"الشاباك".
أرسل تعليقك