رام الله- منيب سعادة
أكد مستشار الرئيس محمود عباس للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية نبيل شعث، على أن رفض الرئيس محمود عباس والقيادة والشعب الفلسطيني صفقة القرن يستند إلى القانون الدولي ومبادئ العدالة بالإضافة إلى التمسك بالسلام كخيار استراتيجي.
جاء ذلك خلال لقائه وفدا أميركيا ضم عددا من الفعاليات والشخصيات السياسية والحقوقية والأكاديمية والاجتماعية من ولاية كاليفورنيا في مكتبه بمدينة رام الله، الإثنين.
وأضاف شعث أن الشعب الفلسطيني لا زال يعاني من الظلم التاريخي الذي لحق به نتيجة وعد بلفور والسياسات الاستعمارية التي حرمت الشعب الفلسطيني من أرضه وشردته في أصقاع العالم، كما حرمته من حقه في تقرير المصير، ومع ذلك فإنه متمسك بخيار السلام والتسوية السياسية، وقبل بحلّ يقوم على بناء دولة فلسطينية مستقلة وفقا لحدود العام 1967 مع القدس الشرقية عاصمة لها، رغم الإجحاف والظلم الذي ينطوي عليه هذا الحل، وهو الحل الذي أيدته مختلف دول العالم، وحظي بتأييد 139 دولة وعارضته الإدارة الأميركية وإسرائيل وعدد من الدول الصغيرة في المحيط الهادئ.
وشدد شعث على أنه لا حلّ متاح في الأفق سوى واحد من اثنين: إما دولة ديمقراطية واحدة يعيش فيها الفلسطينيون المسيحيون والمسلمون إلى جانب الإسرائيليين اليهود، بحقوق متساوية ووفق نظام ديمقراطي علماني، وإما دولتان تعيشان إلى جانب بعضهما البعض، وذلك بتجسيد قيام الدولة الفلسطينية ذات السيادة بعاصمتها القدس وفق حدود الرابع من حزيران وحل مشكلة اللاجئين وفق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وخاصة القرار 194.
وانتقد شعث قرارات ومواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مشيرا إلى أن الأخير كان أحد تلاميذه في كلية وارتون لإدارة الأعمال التابعة إلى جامعة بنسلفانيا في ستينات القرن الماضي، لكنه لم يكن مميزا، وهو يتصرف بمنطق "البيزنيس" بعيدا عن مبادئ القانون الدولي والسياسة ومبادئ العلاقات الدولية، وقال: "علمته العلوم المالية وليس علم الأخلاق والدبلوماسية والقانون الدولي".
وأضاف أن الولايات المتحدة كانت وستبقى دولة عظمى ورئيسية وقوية، لكن بأي حق يتصرف ترامب أو أي زعيم عالمي بمصائر الشعوب، ويظن أنه يستطيع أن يقرر مصير الشعب الفلسطيني، فيشطب قضيتي القدس واللاجئين ويقرر بقاء المستوطنات، من خلال تغريدات عبر "تويتر".
وجدّد شعث التأكيد على أن الفلسطينيين، نتيجة انحياز الإدارة الأميركية للعدوان الإسرائيلي، يرفضون انفراد الولايات المتحدة برعاية أي عملية سياسية في المستقبل ويدعمون رعاية دولية متعددة الأطراف، مشيرا إلى أن العالم الآن يتجه بقوة وبتسارع إلى عالم متعدد الأقطاب مع بروز قوى وكيانات جغرافية وسياسية واقتصادية وعسكرية مؤثرة، ووسط هذه التحولات المتسارعة يصر حكام إسرائيل على استحضار تجربة جنوب أفريقيا البائدة، وبناء نظام تمييز عنصري "ابارتهايد" يحرم الفلسطينيين من كل حقوقهم السياسية الوطنية، والمدنية والإنسانية، ويحصر حق تقرير المصير في هذه البلاد باليهود فقط.
أرسل تعليقك