استشهاد شابين فلسطينيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي في رام الله وخان يونس

استشهد شابان فلسطينيان، أمس الجمعة، برصاص الاحتلال الإسرائيلي، أحدهما في بلدة سواد شمال شرقي رام الله في الضفة الغربية المحتلة، والآخر في خان يونس بقطاع غزة، في حين سقط عشرات الجرحى الفلسطينيين في الضفة وغزة خلال مواجهات مع الاحتلال، بينما اعتقل الاحتلال ثمانية فلسطينيين على الأقل من أنحاء الضفة.

وارتقى الشاب محمد عبد الرحمن عياد 21 عامًا، برصاص الاحتلال خلال محاولته تنفيذ عملية دهس لمجموعة من جنود الاحتلال، عند مدخل بلدة سلواد شمال شرقي مدينة رام الله، وذكرت مصادر من بلدة سلواد أن الشهيد ترك وصيته قبل تنفيذ عملية الدهس، التي لم تسفر عن وقوع إصابات في جنود الاحتلال.

وفي التفاصيل، فإن الشاب عياد كان يقود سيارته بالقرب من مدخل بلدة سلواد، وزاد سرعته فجأة محاولاً تنفيذ عملية دهس، ولكن الجنود انتبهوا ففروا من المكان، فاصطدمت مركبته في المكعبات الأسمنتية التي يختبئ خلفها الجنود. وعلى الفور أطلق جنود الاحتلال النار نحو الشاب عياد، وتركوه ينزف حتى تيقنوا من ارتقائه شهيداً، قبل أن يخرجوه من السيارة، ووضعوه في كيس أسود، ونقلوه بسيارة إسعاف عسكرية إلى جهة مجهولة. 

وفي قطاع غزة، أكد الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، استشهاد الشاب محمود محمد سعيد الأغا 20 عامًا برصاص الاحتلال خلال مواجهات اندلعت شرق خان يونس. وقال القدرة إن مجمل الإصابات، إلى 40 إصابة منها 31 بالرصاص الحي، واصفاً باقي الإصابات بالجروح المتوسطة في الأقدام، ولفت القدرة إلى إصابة 14 فلسطينياً بحالات اختناق، تم معالجتها ميدانياً.

في الأثناء، أصيب عشرات الفلسطينيين، في المواجهات التي اندلعت في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة مع قوات الاحتلال، بينهم: شاب أصيب برصاصة في صدره بالقرب من بلدة سنجل قرب رام الله، وآخر إصابته خطرة في مدينة الخليل جنوبي الضفة، في حين سلمت قوات الاحتلال جثمان الشهيدة الطفلة هديل عواد 14 عاما من مخيم قلنديا شمالي القدس المحتلة، للجانب الفلسطيني، حيث نقلت إلى مجمع فلسطين الطبي من أجل إخضاعها للفحص من قبل خبراء فلسطينيين مختصين في التشريح قبل السماح لذويها بإكمال مراسيم دفنها في مقبرة المخيم.

وسلم جيش الاحتلال جثمان الطفلة على معبر عوفر العسكري غرب بيتونيا وجرى نقله إلى مجمع فلسطين الطبي، ويذكر أن الشهيدة عواد ارتقت في الثالث والعشرين من الشهر الماضي، فيما أصيبت ابنة خالها نورهان عواد، بجروح وصفت بالخطرة في حينها، إثر إطلاق النار عليهما في مدينة القدس المحتلة بحجة تنفيذهما عملية طعن. والشهيدة هديل هي شقيقة الشهيد محمود عواد، الذي استشهد في نوفمبر/ تشرين الثاني 2013 متأثراً بإصابة عانى منها 6 أشهر قبل استشهاده.

وشهدت مناطق من الضفة الغربية وقطاع غزة مواجهات واشتباكات مع قوات الاحتلال، وأصيب عشرات الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب بحالات اختناق جراء قمع جيش الاحتلال مسيرة في قرية كفر قدوم قرب مدينة نابلس مناهضة للاستيطان، ومطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ 13 عاماً لصالح مستوطني مستوطنة قدوميم المقامة عنوة على أراضي القرية، حيث انطلقت مسيرة بمشاركة المئات من أبناء البلدة، وعدد من المتضامنين الأجانب ونشطاء السلام الإسرائيليين أعقبتها مواجهات بين الشبان الذين استخدموا الحجارة والجنود الذين ردوا بإطلاق الأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط وقنابل الغاز السام، مما أدى إلى إصابة عدد من المشاركين بحالات اختناق تم معالجتها ميدانياً.

واستخدم جيش الاحتلال إستراتيجية جديدة تتمثل بنشر القناصة في أماكن عدة غير مرئية بهدف إصابة الشبان بالرصاص الحي كما حصل في الأسابيع الماضية التي شهدت تصعيداً كبيراً أدى إلى إصابة 11 فلسطينياً خلال 4 مسيرات سلمية. واعتقلت قوات الاحتلال، شاباً بعد إصابته بجروح متوسطة جرّاء إطلاق قوات الاحتلال النار عليه على حاجز قلنديا شمالي القدس المحتلة بدعوى محاولته عملية دهس لعدد من الجنود على الحاجز. وقالت القناة الثانية "الإسرائيلية"، إن جنود الاحتلال أطلقوا النار صوب الشاب الذي يبلغ من العمر 30 عاماً، من قرية ترمسعيا شمال مدينة رام الله. وأفاد شهود عيان أن جنود الاحتلال أطلقوا النار على سيارة تحمل لوحة تسجيل فلسطينية قدمت إلى الحاجز المذكور. 

وذكر الشهود أن قوات الاحتلال أغلقت الحاجز على كلا الاتجاهين، بالتزامن مع منع طواقم الإسعاف الفلسطينية من تقديم العلاج للجريح. ولاحقاً أعلنت قوات الاحتلال عن أن الجريح من سكان بلدة ترمسعيا، وأنه أصيب بجروح بالأطراف ووصفت حالته بالمتوسطة، مدعية بأنه حاول تنفيذ عملية دهس على الحاجز.

وأصيب ستة فلسطينيين، برصاص الاحتلال خلال مواجهات اندلعت في محيط قبر راحيل شمال مدينة بيت لحم. وحسب مصادر طبية في الهلال الأحمر فإن فلسطينيين أصيبا بالرصاص في الأطراف السفلية، وأصيب أربعة بالرصاص المطاطي أحدهم في منطقة الفم. فيما أصيب العشرات بحالات اختناق، كما أصيب خمسة فلسطينيين بالرصاص الحي خلال مواجهات عنيفة مع جنود الاحتلال في بلدة بيت فوريك شرق نابلس. وتوغلت جرافات عدة إسرائيلية شرق بلدة القرارة شمال مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وقالت مصادر فلسطينية، إن تلك الجرافات قامت بعمليات تجريف وتسوية في أراضي الفلسطينيين في المنطقة.