غزة – محمد حبيب
أجمع ممثلو فصائل فلسطينية في غزة على ضرورة بناء مشروع وطني قوي عبر مراجعة شاملة لكل مراحل النضال الفلسطيني على مدار السنوات الماضية
جاء ذلك خلال جلسة حوارية نظمتها مؤسسة بيت الصحافة ضمن برنامج (واجه الصحافة) الثلاثاء، بحضور كل من د.فيصل أبو شهلا القيادي البارز في حركة فتح، والدكتور غازي حمد القيادي البارز في حركة حماس، والقيادي في الجبهة الشعبية جميل مزهر والقيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، ونخبة من الكتاب والمثقفين الفلسطينيين
وذكر أبو شهلا أن القضية الفلسطينية تتعرض لمؤامرة حقيقية من أجل تصفيتها وتدميرها بالكامل، لأن اجراءات اسرائيل على الأرض تدل على أن هذا النهج يسير نحو هذا الهدف، وأن مشروع تصفية القضية الفلسطينية موجود منذ القدم، منذ انسحاب ارائيل شارون من قطاع غزة، اضافة الى بناء جدار الضم والتوسع، والاستيطان المنتشر في كل مناطق القدس والضفة الغربية وتهويد المسجد الاقصى ومحاولة تقسيمه زمانياً ومكانياً
وأوضح أن اسرائيل وضعت الفلسطينيين في حالة يأس وإحباط بدأت تستشري بداخلهم، نتيجة اجراءاتها على الأرض وعدم وجود مخرج حقيقي لكافة المشاكل والأزمات، وأكد أبو شهلا على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية فعلًا وليس قولًا، داعيًا لتطبيق ما تم الاتفاق عليه في اتفاقيات المصالحة الوطنية
وأكد د.غازي حمد أن المشكلة الفلسطينية طويلة ومعقدة وتراكمية والحلول التي توضع هي حلول جزئية وترقيعية، داعيًا إلى إعادة بناء المشروع الوطني ليستوعب الكل الفلسطيني، وهو سيكون قاعدة أساسية لحل جميع القضايا والمشاكل العالقة
وذكر جميل مزهر أن المشكلة تكمن في الصراع على السلطة والمشروع الوطني، والذي يتعمق في إطار السلطة وهذا ما يخلق حالة من الصراع الدائم، وبين أن هذا الصراع يأتي على حساب الشعب الفلسطيني، ولم نعد قادرين على حل مشكلات المشروع الوطني بل أصبحنا نبحث عن حلول ومشاكل يومية للمواطنين، مؤكدًا عدم وجود إرادة حقيقية للمضي قدما في ملف المصالحة الوطنية، مبيناً أن المشروع الوطني بحاجة الى مراجعة شاملة وتصحيح المسار الوطني. ودعا مزهر الى ضرورة عقد الاجتماع الاطار القيادي الموحد من أجل وضع حلول لكل المسائل والاشكاليات الفلسطينية. بدوره أكد خالد البطش القيادي بالجهاد الاسلامي ان الحلول موجودة لكل المشاكل الفلسطينية لكن المشكلة تكمن في آليات تنفيذها
وتساءل البطش حول كيفية تطبيق اتفاقيات المصالحة وليس البحث عن حلول لها، داعيًا إلى التركيز على الآليات لدفع الأطراف لتطبيق بنود المصالحة الوطنية، موضحًا أن الثقافة السائدة في المصالحة هي المحاصصة وليس الشراكة الحقيقية، مطالبًا الرئيس عباس وخالد مشعل بضرورة الاجتماع لبدء تنفيذ بنود المصالحة
وطالب البطش بضرورة عقد الإطار القيادي لتدارس الوضع الفلسطيني وانهاء حالة الانقسام وتشكيل حكومة وحدة وطنية، داعياً للمشاركة في النظام السياسي والمشروع الوطني الفلسطيني. وتخلل الجلسة الحوارية ابداء آراء ومقترحات من عدد من الكتاب الحاضرين، وذلك في إطار وضع مخرجات حقيقية للتوصل الى حلول لكافة القضايا الفلسطينية العالقة. وطالب عدد من الكتاب والمثقفين مؤسسة بيت الصحافة بضرورة عقد مثل هذه الجلسات واللقاءات بشكل دوري ومستمر من أجل وضع مخرجات حقيقية للوضع الفلسطيني الراهن، بدورها أبدت مؤسسة بيت الصحافة استعدادها لتطوير مثل هذه اللقاءات والعمل على عقدها بصورة مستمرة ودائمة.


أرسل تعليقك