غزة – محمد حبيب
طالب وزير خارجية دولة فلسطين الدكتور رياض المالكي، المجتمع الدولي والدول الأعضاء بتحمل مسؤولياتهم تجاه ما تقوم به إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، بانتهاكات لحقوق الشعب الفلسطيني، وضد ممتلكاته، مضيفًا: "سنعمل جاهدين على مواصلة الدفاع عن شعبنا وحقوقه وفق القانون الدولي".
وأوضح المالكي خلال كلمته الجمعة في الدورة ٣٨ للمؤتمر العام لمنظمة اليونسكو في باريس: "إننا نطالب منظمة اليونسكو والدول الأعضاء أن تقوم بإنفاذ الاتفاقيات المؤسسة لعمل المنظمة واتخاذ إجراءات فاعلة وتوفير الحماية لأرض فلسطين وشعبها وتراثها الفكري والحضاري، فهي أرض تراث عالمي، ثقافي وطبيعي، وذات قيمة نادرة واستثنائية يستوجب صونه وحمايته".
وشدد على مطالبة فلسطين لكافة المحافل الدولية القيام بالولاية المنوطة بها وتحمل مسؤولياتها إزاء ما يقوم به الاحتلال من انتهاكات على أرض دولة فلسطين وضد الشعب الفلسطيني، و"خصوصًا مطالبتنا لمجلس الأمن بتحمل مسؤولياته في حفظ الأمن والسلم، وإنشاء نظام حماية دولية للشعب الفلسطيني".
وأشار إلى العمل مع الدول الأعضاء في الجمعية العامة لمواجهة سياسات الاحتلال غير الشرعية، والتوجه إلى مجلس حقوق الإنسان للاضطلاع بمسؤولياته في حماية الشعب الفلسطيني من خلال آلياته المعتمدة، قائلًا: "لقد جئتكم اليوم، ووطني، وشعبي يتعرض من جديد إلى عدوان غاشم، يطال البشر والحجر، ولا يستثني الأطفال والشيوخ والنساء، عدوانٌ متواصل تشنه إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، وتستهدف من خلاله إلغاء الوجود الفلسطيني على أرض آبائه وأجداده، المتجذر فيها منذ أكثر من ١٠ آلاف عام".
ولفت وزير الخارجية إلى أن التراث الفلسطيني يتعرض إلى التدمير والاستيلاء الممنهج، حيث صادرت واستولت إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، على المواقع التاريخية والثقافية والدينية والطبيعية، وأخضعت التراث الثقافي لتشريعاتها، وتستخدم نظامها القضائي لتبرير أعمالها غير القانونية.، وتعمل بشكل غير قانوني، على فرض منهاجها التعليمي على المدارس في القدس الشرقية.
ودعا الدول الأعضاء إلى الوفاء بالتزاماتها وتفعيل أحكام الاتفاقيات الخاصة باليونسكو، بما فيها حظر استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية التي يستولي عليها الاحتلال من أرض دولة فلسطين المحتلة بطرق غير مشروعة وإعادتها إلى بلادها الأصلية.
وتابع المالكي: "سنعمل على ملاحقة أي طرف يثبت تورطه في التعامل مع الآثار المسروقة من فلسطين، بما فيها تلك الدول التي تقبل أن يُعرض في متاحفها هذا التراث المسروق، كما حدث سابقًا مع مخطوطات البحر الميت، التي سرقتها سلطة الاحتلال عام 1967 من متحف فلسطين الأثري في القدس".
وشدد الدكتور رياض المالكي على أهمية حماية التراث الفلسطيني، والأماكن التاريخية، الثقافية والتراثية، وطالب بحماية الإنسان الفلسطيني حامي هذه الثقافة والتراث، والتاريخ، قائلا: "إن خلف هذه الحجارة والآثار يوجد شعب متأصل في أرضه، يتوق إلى الحرية والاستقلال".
كما أدان أي اعتداء يطال الأماكن التراثية في دولة فلسطين المحتلة، وفي أي مكان في العالم بما في ذلك مواقع التراث في سورية والعراق، وجميع الأخطار التي تتهدد الممتلكات الثقافية والتراثية، مشددًا على "أن فقدان الأمل هو أعتى أعداء السلام، واليأس هو أقوى حلفاء التطرف".
أرسل تعليقك