حماد يؤكد أنَّ أي اتفاق بين "حماس" والاحتلال يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية

حذر المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني، نمر حماد، من أي اتفاق بين حركة "حماس" و"إسرائيل" لتهدئة طويلة الأمد مقابل إقامة ميناء بحري برقابة دولية.

وأكد حماد في تصريحات إذاعية صباح الثلاثاء، أنَّ "مشروع الاتفاق يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية في إطار الرؤية الاستراتيجية الإسرائيلية لفصل الضفة عن قطاع غزة"، موضحًا أنَّ تداعيات مثل هذا الاتفاق ليس لمدة خمسة أعوام؛ إنما لمدة طويلة قد تصل إلى 15 عامًا".

ودعا "حماس" إلى إدراك أنَّ "الشعب الفلسطيني الذي أفشل مشاريع اتفاقات كانت أكثر صعوبة بعد 1948، منها التوطين والوطن البديل، دولة في غزة، هو أكثر قوة ووعي لإفشال هذا المخطط"، مشيرًا إلى أنه ليس أمام "حماس" إلا طريق واحد هو إنهاء الانقسام ووحدة الموقف السياسي.

وأوضح أنَّ كل التسريبات السابقة تؤكد أن هناك اتصالات لإعداد مشاريع مستندة إلى الاستراتيجية الإسرائيلية بالفصل وإقامة كيان في غزة، وشكك بـ"أي تبريرات قد تلجا لها حماس بالحديث عن معاناة الغزيين لتأخذ لنفسها حججا لتوقيع اتفاقات منفردة مع اسرائيل".

وكانت مصادر مطلعة في حركة "حماس" داخل وخارج فلسطين، أكدت وجود إجماع داخل الحركة للموافقة على المقترح الذي تم تقديمه أخيرًا بشأن تهدئة طويلة الأمد في قطاع غزة.

وحسب ذات المصادر، فإنَّ عضو المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق الذي غادر قطاع غزة بصورة مفاجئة بعد أقل من أسبوعين من وصوله القطاع، توجه إلى قطر الاثنين لعقد لقاءات لوضع "اللمسات الأخيرة" على موافقة "حماس" على المقترح الذي قدمه مسؤول دولي زار غزة منذ أسبوع والتقى مع أبو مرزوق.

وأشارت المصادر إلى أنَّ أبو مرزوق، وهو مسؤول ملف التفاوض بشأن التهدئة منذ الحرب الأخيرة على غزة، يعقد اجتماعات متواصلة في الدوحة مع رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل والقيادات الموجودة بجانبه للرد بشكل نهائي على المقترح الذي كانت قدمته قطر ودعمته تركيا وعاد وطرحه المبعوث الأممي "نيكولاي ملادينوف".

ووفقا لذات المصادر، فإنَّ الاتفاق ينص على إقامة ميناء عائم بعد فترة وجيزة من التهدئة التي سيتم إبرامها لخمسة أعوام ومن ثم يتم العمل على تمديدها فيما بعد، مبينةً أن الميناء سيكون تحت رقابة إسرائيلية وربما يتم التوافق على وجود طرف دولي.

وذكرت المصادر أن قضية المطار لن تطرح حاليا في ظل رفض "إسرائيل" مناقشة هذه القضية، مبينةً أن حكومة الاحتلال أبدت رغبتها بالتوصل إلى اتفاق يحسن من حياة سكان قطاع غزة.

وتقول المصادر أن قيادة الحركة رأت أنه لا يوجد مخرج آخر أمامها في ظل تعطل المصالحة، سوى الموافقة على اتفاق يفتح أمامها أفقا جديدا مع تراجع الوضع السياسي والاقتصادي للحركة وللفلسطينيين في غزة.

وكشف مسؤول ملف العلاقات الدولية في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الدكتور أسامة حمدان، النقاب، عن تسلم حركته لأفكار "مكتوبة" تتعلق بملف التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي.

وقال حمدان، في تصريح لصحيفة "فلسطين" المحلية، إنَّ قيادة حركة "حماس" تدرس هذه الأفكار المطروحة، وبصدد الرد عليها، متوقعًا أن يكون الرد على الجهة المرسلة للأفكار المرسلة, الثلاثاء، وأوضح حمدان، أن الأفكار تتعلق بموضوع استكمال ملف التهدئة الذي جرى إبان العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وأخلت به دولة الاحتلال، والقاضي برفع الحصار عن القطاع، وفتح المعابر جميعها، بما فيها ميناء غزة البحري.

وشدد على أن الأفكار التي تقدمها "حماس" ردًا على أي جهة، لا تخرج عن خدمة العمل الجاد لإنهاء الحصار عن غزة، والتعامل بشكل إيجابي مع هذه المتعلقات، مؤكدًا أن الصورة لم تعد مخفية على حجم معاناة أهالي القطاع.