عدن - عبد الغني يحيى
شنَّت ميليشات "الحوثيين" ليل الثلاثاء – الأربعاء هجوما صاروخياً استهدف تجمعات لقوات التحالف العربي في الجوف، وأعلن مصدر أمني أن أحد الصواريخ الثقيلة من نوع "توتشكا" أصاب مقر المجمع الحكومي في منطقة "حزم" في الجوف وأدى في حصيلة أولية الى سقوط حوالي 40 اصابة. وقال المصدر، إن قصفاً بالصواريخ استهدف تجمعات للموالين للسعودية في مديرية "خب والشعف" و "حزم" ، مشيراً الى أنه تم تدمير مبنى العميات العسكرية لقوات التحالف ومقتل وجرح من كانوا في داخله.
وكانت قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية سيطرت الثلاثاء، على منطقة العقبة شمال مديرية الحزم عاصمة محافظة الجوف، وأعلن مصدر أمني، إن المقاومة والجيش سيطرا على سلسلة الجبال والمواقع التي كان يتمركز فيها "الحوثيون" وقوات الرئيس السابق علي صالح في العقبة بالجوف. وذكر المصدر أن المواجهات وصلت إلى "جبل ريدان"، آخر المناطق التي كانت تسيطر عليها الميليشيا في العقبة، قبل هربها من مواقع عدة بعد تلقيها ضربات موجعة. وتكبد الحوثيون خسائر كبيرة في المعارك. وقال المصدر إن تحرير منطقة العقبة يعني زوال الخطر عن الحزم عاصمة الجوف التي كانت تتعرض بين الحين والآخر لقذائف وصواريخ كاتيوشا تطلق من العقبة.
وتزامنت المعارك مع غارات لطيران التحالف على مواقع المتمردين في مناطق "هيلان" غرب مأرب، وفي مناطق مديرية نهم شمال شرق صنعاء، وفي مديرية الغيل في محافظة الجوف. كما جددت مقاتلات التحالف أمس، قصف مواقع مسلحي تنظيم "القاعدة" في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، وفي مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، وأفادت مصادر أمنية بأن الغارات استهدفت معسكر الدفاع الجوي الذي يسيطر عليه التنظيم شرق المكلا، كما طاولت المجمع الحكومي في مدينة زنجبار.
وقصفت طائرات التحالف أيضاً مواقع في صعدة قرب الحدود السعودية، كان يتحصن فيها الحوثيون وجماعة صالح، وأصابت الغارات أهدافها بدقة عالية، وسقط عدد من مقاتلي الحوثيين قتلى نتيجة الغارات. كما ضيّق الجيش الوطني واللجان الشعبية الخناق على عدد من المواقع التابعة لحجة وصعدة. وأعطبت القوات السعودية المرابطة على الحدود عدداً من المعدات العسكرية بعد اكتشاف تحركات وحشود عسكرية.
هذا وكشف المتحدث باسم "الحوثيين" محمد عبدالسلام ، عن توصل الوفد "الحوثي" الموجود في السعودية إلى اتفاق مع الجانب السعودي في سياق ما وصفه بـ "التفاهمات الأولية التي تؤدي إلى وقف شامل للأعمال العسكرية في البلاد وفتح آفاق واضحة للدخول في الحوار السياسي اليمني- اليمني المزمع عقده منتصف الشهر الحالي برعاية الأمم المتحدة".
وقال إنه "تم التوافق على استمرار التهدئة على طول الشريط الحدودي، بما في ذلك جبهة ميدي الحدودية ووقف الأعمال العسكرية في عدد من المحافظات اليمنية خطوةً أولى ووقف التصعيد العسكري في بقية محاور القتال وصولاً إلى إنهاء الحرب واستكمال ملف المفقودين والأسرى وتجميع بياناتهم وتبادل الكشوفات بشأنهم". وأعلن المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ ، في مؤتمر صحافي عقده في بروكسيل مع فيديريكا موغيريني المسؤولة عن الشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، أن وقف النار المترقب في اليمن يجب أن يضمن وصول المساعدات، مشيراً إلى أن إنهاء الحرب سيساعد في مكافحة الإرهاب، كما أكد أن مفاوضات الكويت ستركز على مرحلة ما بعد الحرب.
وقال نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله، إن ممثلين عن أطراف الصراع اليمني بدأوا بالتوافد إلى الكويت تمهيداً لجولة المفاوضات في 18 الشهر الجاري، وأعرب عن تفاؤل الكويت بنتائج إيجابية لهذه المفاوضات. وأعرب في تصريح بعد محادثات أجراها مع المبعوث الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، عن الأمل في أن يضع الاجتماع حداً للصراع الذي استنزف الأشقاء في اليمن ومعالجة الأوضاع الإنسانية للشعب اليمني.
من جهته، امتدح بوغدانوف استضافة الكويت هذه المفاوضات وقال إنها تمثل فرصة سانحة للتوصل إلى اتفاق شامل ينهي الأزمة ويسمح باستئناف الحوار السياسي بين الأطراف اليمنية. وأضاف أن روسيا تعمل مع الكويت لدعم جهود مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد. ورفض مستشار الرئيس اليمني رئيس الحكومة السابق خالد بحاح، قرار الرئيس عبدربه منصور هادي بإقالته من منصبيه نائباً للرئيس ورئيساً للحكومة، وتعيين الفريق علي محسن الأحمر نائباً للرئيس والدكتور أحمد بن دغر رئيساً للوزراء، واعتبر في بيان أن القبولَ بقرار إقالته مخالفاً للدستور و يعتبر تخلياً صريحاً عن كل المرجعيات الحاكمة للفترة الانتقالية، وأحكام الدستور، وقال إنه "لا يوجد أي نص دستوري يقضي بتعيين رئيس للحكومة مع بقاء الحكومة وأعضائها لممارسة مهماتهم".


أرسل تعليقك