اعتبر النائب في المجلس التشريعي عن حركة "حماس" يحيى العبادسة أنَّ إسقاط الرئيس محمود عباس يعد أولوية كبرى لإنقاذ المشروع الوطني الفلسطيني، في المرحلة الراهنة، داعيًا إلى حشد ثلثيي أعضاء المجلس التشريعي للتأكيد على عدم شرعيته، على حد تعبيره .
وأضاف العبادسة، في بيان صحافي، مساء الأربعاء، "أدعو إخواني في حركة فتح إلى وضع أيديهم في يد حركة حماس، وأن تقلب صفحة الارتهان إلى الماضي، واجترار المواقف السلبية، لاسيّما نواب حركة فتح في غزة، ممن يعاقبهم عباس، ويعاديهم كما يعادي حماس، أن نجتمع جميعًا على هدف إسقاط عباس، وحشد ثلثي أعضاء المجلس التشريعي، للتأكيد على عدم شرعيته".
وطالب العبادسة "حماس" بأن "تبحث عن حلفاء في الساحة المحلية والإقليمية، وأن لا تكتفي بالتحالف مع الفصائل، وإنما تتجاوز ذلك إلى جميع قوى المجتمع، وأن ينعقد مؤتمر وطني في غزة، يخاطبه رئيس الوزراء السابق إسماعيل هنية، ويقدم للشعب كشف حساب ويبيّن المستور".
وشدّد على "ضرورة أن يصدر عن هذا المؤتمر هيئة وطنية تتولى إدارة القطاع، إلى حين قيام حكومة الوفاق بواجباتها الدستورية، وأن يتم التركيز على إجراء انتخابات عامة كحل وطني، لاعتبار الشعب هو صاحب الولاية، يضعها عند من يشاء".
وأكّد أنّ "هدف إسقاط الرئيس عباس أصبح أولوية لإنقاذ المشروع التحرري وإنقاذ وحدة الشعب، فعباس أصبح المشكلة، واستمراره يشكل خطرًا على القضية والشعب، وآن الأوان أن يرحل غير مأسوف عليه".
وبيّن أنَّ "رغبة الرئيس عباس في الاستفراد بالحكم والاحتفاظ بكل السلطات هو ما يدفعه للاستمرار في تعطيل انعقاد المجلس التشريعي"، مشيرًا إلى أنه "يستمد قوته من الالتزام بوظيفته الأمنية، ممثلة بالتنسيق الأمني، واحتواء قيام انتفاضة جديدة، ومن أدواره الإقليمية والدولية في التحالف الدولي ضد الحركات الإسلامية".
ونوه العبادسة إلى أنّ "المصالحة الآن عالقة، والشراكة معطلة"، لافتًا إلى أنَّ "حركة حماس قدمت الكثير لإنجاح المصالحة وتحقيق الوحدة، وتنازلت طواعية عن حقها في الحكم، بحكم أنها حزب الغالبية، حسبةً لله، وتحقيقًا لمعاش الناس ومصالحهم".
وتابع "لكن عباس لم يف بالتزاماته المنصوص عليها في بنود المصالحة، فلم يصدر مرسومًا لانعقاد المجلس كما كان متفقًا عليه، ولم يدعو الإطار القيادي الموحد للاجتماع، ولم يصدِّر مرسومًا للانتخابات، وعلى النقيض من كل ذلك، فهو يصدر أوامره إلى حكومة الحمد الله بالامتناع عن القيام بواجباتها اتجاه قطاع غزة"، وفق قوله.
وفي الرد الرسمي الأول، هاجم الناطق الرسمي باسم حركة "فتح" تصريحات النائب العبادسة، ووصفها بـ"اللامسؤولة"، معتبرًا أنّها "جاءت في وقت يخوض فيه الرئيس محمود عباس معركة التحرر الوطني ضد الاحتلال الإسرائيلي، بغية إنجاز المشروع الوطني الفلسطيني، وبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".
وأبرز عساف، أنَّ هجوم حركة "حماس" على الرئيس محمود عباس يأتي بالتزامن مع هجوم الاحتلال على الرئيس، على حد تعبيره.
واستهجن عساف الهجوم المتكرر والمتواصل على الرئيس محمود عباس من طرف العديد من قادة حركة "حماس"، عبر الإعلام، الذين، حسب وصفه، "تركوا محاربة الاحتلال الإسرائيلي، واتجهوا لمحاربة الرئيس أبو مازن، تزامنًا مع الهجوم والتحريض الإسرائيلي والتهديدات التي تلوح باغتياله"، وفقًا لتعبيره الدقيق.
وأكّد عساف، ردًا على اتهامات العبادسة بفقدان الرئيس محمود عباس للشرعيّة، أنّ "حركة حماس هي من فقدت شرعيتها الوطنية، عندما انقلبت على الشرعية في غزة"، متّهمًا الحركة بـ"انقلابها على المشروع الوطني، وإعاقة برنامج إعادة الإعمار، وتصديرها للأزمة خارجيًا".
أرسل تعليقك