عقدت كلية العلوم التربوية واعداد المعلمين في جامعة النجاح الوطنية ، المؤتمر العلمي الدولي الثاني بعنوان :"التعليم في فلسطين، تحديات العصر وآفاق المستقبل"، بدعم من هيئة الاعمال الخيرية، ومؤسسة الرند.
بحضور نائب رئيس الجامعة للشؤون الاكاديمية د. محمد العملة ، و مقرر اللجنة التحضيرية للمؤتمر وعميد كلية العلوم التربوية واعداد المعلمين د. علياء العسالي، و مقرر اللجنة العلمية للمؤتمر أ.د. عماد عبد الحق، والعديد من الباحثين المحليين والدوليين، وأعضاء الهيئتين الاكاديمية والادارية في الجامعة، وعدد من الطلاب.
وتناول المؤتمر في محاوره أولويات البحث التربوي والإعداد التربوي للمعلم، والمناهج الفلسطينية: واقع، آليات تطوير، تحديات، والقياس والتقويم في ضوء المستجدات التربوية، بالإضافة الى الإرشاد التربوي، والتعليم والتعلم بين التقليد والتحديث، ودمج التكنولوجيا في برامج إعداد المعلمين.
وبينت د. علياء العسالي أن فكرة المؤتمر جاءت للتركيز على الجوانب التربوية وإعداد المعلمين، ومن رؤية كلية العلوم التربوية واعداد المعلمين بضرورة وجود استراتيجية فلسطينية متكاملة بين الجامعات الفلسطينية والمؤسـسات التربوية وخاصة وزارة التربية والتعليم العالي من أجل التطور والرقي في العملية التعليمية والتربوية في فلسطين.
وأضافت " وزارة التربية والتعليم تبذل كل الجهود للنهوض بواقع العملية التعليمية التعلمية وعناصرها من تقييم للمناهج الدراسية وتطويرها بشكل مستمر في ضوء المستجدات والمعايير العالمية، كما وانها تولي عملية تأهيل المعلمين اهتماما كبيرا، وهنا تلتقي جهودها وغايتها في هذا الخصوص مع دور وجهود كليات التربية في الجامعات الفلسطينية والتي تحمل على عاتقها مسؤولية تأهيل المعلمين واعدادهم لترجمة رسالة التربية والتعليم في هذا الوطن".
وتابعت :" اننا في كلية العلوم التربوية حرصنا على الدوام على تأكيد وترسيخ شراكاتنا مع مختلف الجهات والمؤسسات التربوية المختلفة كوزارة التربية والتعليم شريكنا الاستراتيجي في مستويات عدة وأبرزها المشاريع المختلفة من تأهيل المعلمين قبل واثناء الخدمة، والتي كان لها الدور الواضح في النهوض بواقعنا التربوي، وشراكاتنا تمتد ايضا الى مؤسسات المجتمع المدني المختلفة التي نتعاون معها في العديد من الفعاليات والأنشطة التربوية المختلفة".
وأردفت د. عسالي :" ان رسالتنا في كلية العلوم التربوية تمتد لتشمل اضافة الى دورها الاكاديمي الرئيس، لتكون منبرا للحوارات التربوية ومنتدى يجمع التربويين والاكاديميين على قاعدة الحوار الحر، واحترام الاختلاف، وحرية التعبير، والنقد البناء، التي تسمح بتبادل الخبرات وطرح المبادرات وعرض التجارب ونتائج الدراسات والأبحاث والرؤى التربوية المختلفة.
واستطردت قائلة : "ترسيخا لهذا الدور، يجيء مؤتمرنا هذا والذي يركز على مرحلة التعليم العام، ليستعرض عدداً من الدراسات والأبحاث التربوية التي اعدتها نخبة من الباحثين والباحثات، حيث تمحورت في ثلاث محاور رئيسة وهي التعلم والتعليم، الإرشاد التربوي وإعداد المعلم، والمناهج والقياس والتقويم".
من جانبه، رحب د. محمد العملة، بالباحثين والمشاركين والحضور وثمن على جهود اللجنة التحضيرية والعلمية للمؤتمر واضاف :"لقد حرصت الجامعة في خططها الاستراتيجية بالتركيز على محور البحث العلمي متوازياً مع المحورين الاخرين الاكاديمي ومحور التفاعل والمشاركة مع المجتمع، وفي هذا المؤتمر يتحقق العمل مع المحاور الثلاثة".
وأكد د. العملة على أن كلية العلوم التربوية تعمل بكل جد واجتهاد ومسؤولية لتقديم البرامج الاكاديمية والتي تؤهل المعلمين وتعدهم لحمل رسالة التربية والتعليم في فلسطين، وأن هذا المؤتمر يصب في تحقيق هذا الهدف، وتقوم كذلك بعقد المؤتمرات العلمية والعملية وتشجع البحث العلمي لمواكبة التطور في العالم في مجال التربية والتعليم وكما أنها تتفاعل مع المجتمع عن طريق ترسيخ شراكاتها مع مختلف الجهات والمؤسسات التربوية والتعاون سوياً في فعاليات ونشاطات تربوية مشتركة.
وتابع :"الكل منا يدرك السرعة الهائلة والتغير الذي يطرأ على الحجم المعلوماتي في العالم، والنظريات الجديدة والمتجددة والتي تخص صنوف العلم والمعرفة، ومن منطلق هذا الادراك وحتى نكون مواكبين لكل ما هو جديد فقد اولت جامعة النجاح الوطنية عقد مثل هذا المؤتمران وأعطتها أولوية جادة لا تخفى على أحد".
وقدم د. لويس كريستلو، من الاميديست، ورقة عمل حول التحديات التي تواجه المعلم في فلسطين والذي اكد من خلالها على فكرة التعلم المستدام، والذي يهدف الى ربط التعلم بالحياة ويجعل من التعلم ذا معنى، ويؤكد على ضرورة ربط التأهيل التربوي وبرامجه المختلفة بالتطور المهني للمعلم وتعلمه المستدام.
بدورها، قدمت البروفيسورا، ديبورا يونغ من جامعة كولورادو ورقة عمل حول العناصر الواجب توفرها في المعلم من المنظور العالمي، فوضعت نقاطا عالمية تركز على أهمية المعلم كإنسان وكنموذج لمنهج خفي لتأثير على طلبتهم، وأشارت بأن التدريس من يركز على ضرورة العمل على الجودة والفلسفة التعاونية في جميع مستويات التعلم.
وفي ضوء أهداف المؤتمر ، ونتائج ومناقشة الأبحاث المشاركة، فقد أوصى المشاركون والباحثون بعدة توصيات أهمها ضرورة تعزيز التعاون وتوثيق التواصل بين الباحثين في الجامعات الفلسطينية، والعمل على توطيد الارتباط المؤسـسي، وأكدوا على ضرورة تحفيز البحث العلمي كأولوية مجتمعية ودعمه والارتقاء بمستواه وبخاصة البحث العلمي التربوي الذي يلبي حاجات المجتمع الفلسطيني.
وشددوا على أن تتبع وزارة التربية والتعليم معايير العلم والكفاءة والأدب والأخلاق والانتماء لمهنية التعليم لدى تعيينها المعلمين وليس فقط معيار الشهادة الأكاديمية، وأن تقوم وزارة التربية والتعليم العالي بتعيين المزيد من المرشدين التربويين بحيث يتم توفير مرشد تربوي لكل مدرسة.
أرسل تعليقك