الدار البيضاء - جميلة عمر
في الوقت الذي انطلقت فيه المسيرة التضامنية من ساحة النصر، التي دعت اليها عدة هيئات بمناسبة ذكرى "يوم الأرض" الذي يتزامن مع مرور 100 عام على وعد بلفور، دخلت مجموعة من الأشخاص مرددين شعارات تنديدية بالقصف الأميركي لسورية، إلى جانب رفع العلم السوري، الأمر الذي لم يرق لمنظمي المسيرة، لتبدأ المناوشات وتبادل الاتهامات والسب والقذف، إلى جانب التدافع الذي كاد أن يتحول إلى مشاجرة.
ورفض عدد من أتباع جماعة "العدل والإحسان" وجود هؤلاء في المسيرة، ورفعهم شعارات تخالف أهدافها، وحاولوا منعهم من ذلك، الأمر الذي جعل التدافع يحتدم بين الطرفين، لاسيما أن رافعي العلم السوري اتهموا المنظمين بخيانة سورية وعدم دفاعهم عنها رغم الهجمات والتقتيل الذي تتعرض له على أيدي القوات الخارجية.
كما ندد عدد من المدافعين عن القضية السورية ما قام به أتباع جماعة "العدل والإحسان"، مؤكدين أن تواجدهم في هذه المسيرة هو الدفاع عن سورية ضد التدخلات والهجوم الخارجي الذي تتعرض له، كما أكد المدافعون عن القيادة السورية أنهم لا يفرقون بين الشعوب، ولا فرق بين رفع العلم السوري أو العلم الفلسطيني لأنه لا يمثل بشار الأسد وإنما الشعب السوري.
وعرفت المسيرة التي انطلقت في الساعة العاشرة من ساحة النصر في درب عمر، في اتجاه ساحة الأمم المتحدة، مشاركة بارزة لقيادات العدل والإحسان وأعضائها في الدار البيضاء، حيث حشدت الجماعة أنصارها خاصة من النساء.
وقال عبد الصمد فتحي، رئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة التابعة لجماعة العدل والإحسان، إن "مشاركتنا اليوم في هذه المسيرة التضامنية نعبر من خلالها عن تضامننا مع الشعب الفلسطيني، وللتعبير بصوت واحد بأننا مع فلسطين ضد المجازر التي تتم بشكل يومي".
من جهته، عبر عبد الله الحريف، الكاتب الوطني السابق لحزب النهج الديمقراطي، عن إدانته لـ"الخيانة من طرف الأنظمة الرجعية بالعالم العربي"، معتبرا أن أخطر عدو للقضية الفلسطينية "هو الإمبريالية الغربية الصهيونية والرجعية العربية التي كانت تشتغل في السر والآن أصبحت تشتغل في العلن.
أما البرلمانية حنان رحاب، عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، فأكدت عزمها الدفع بمقترح قانون لتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني، معتبرة أن "المبادئ والشعارات في الشارع يجب أن توازيها قوانين في المؤسسة التشريعية"، وداعية إلى "حشد الدعم من أجل إقرار قانون مناهضة التطبيع ومناهضة كل التبادلات التجارية ورفض الزيارات التي يقوم بها البعض إلى إسرائيل".
من جهته، أدان خالد السفياني البيان الصادر عن القمة العربية الأخيرة، مخاطبا القادة العرب: "مهما اتخذتم من قرارات ففلسطين ستتحرر وترامب لن ينفعكم في شيء، لأنهم يفكرون في تقسيم العالم العربي".
وأدانت لجنة التضامن مع الشعب الفلسطيني في الدار البيضاء، والائتلاف المغربي للتضامن، وهما الجهتان الداعيتان إلى المسيرة "هجوم قوى الردة والنكوص المدعومة بالتحالف الأميركي الصهيوني والرجعي العربي في تغيير مسار السيرورة الثورية داخل المنطقة المغاربية والعربية عن هدف إسقاط أنظمة الفساد والاستبداد، وما ترتب عنه من تهميش للقضية الفلسطينية".
أرسل تعليقك