يواصل الجهاديون في تنظيم الدولة الاسلامية التقدم على جبهتين للسيطرة بشكل تام على مدينة كوباني الكردية في سوريا ومحافظة الانبار في العراق، ما دفع بالرئيس الاميركي باراك اوباما الى الاعلان عن "قلقه الشديد" حيال الاوضاع.
واعتبر البيت الابيض ان الاستراتيجية التي وضعتها الولايات المتحدة لمواجهة الدولة الاسلامية في العراق وسوريا "تحقق نجاحا".
وقال جوش ارنست المتحدث باسم البيت الابيض "نحن لا نزال في الايام الاولى من وضع هذه الاستراتيجية، الا ان العناصر التي نملكها حتى الان تفيد بان هذه الاستراتيجية تحقق نجاحا".
وضاعف التحالف الدولي ضرباته الجوية ضد الدولة الاسلامية في كوباني وتمكن من كبح تقدم الجهاديين الذين تلقوا 21 غارة خلال 48 ساعة.
كما شنت طائرات التحالف الدولي ثماني غارات جديدة ليل الثلاثاء الاربعاء وفجر الاربعاء ضد مواقع التنظيم المتطرف في كوباني ومحيطها، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وافاد ان طائرات التحالف شنت غارتين استهدفتا محيط قريتين في الريف الغربي لمدينة عين العرب.
بدوره، افاد مراسل فرانس برس في معبر مرشدبينار التركي الحدودي ان دوي اطلاق النار والقذائف كان مسموعا صباح الاربعاء.
ويسيطر الجهاديون على نصف كوباني، ثالث مدينة كردية سورية، اي الاحياء الغربية والشرقية وحي في الشمال وجزء من الوسط ويسعون الى عزل المدينة عبر الاستيلاء على شمالها لفرض حصار كلي وسد الطريق امام الاكراد المتوجهين الى تركيا.
وباستيلائه على كوباني، سيتمكن التنظيم المسؤول عن ارتكاب فظاعات وعمليات اغتصاب وخطف وصلب واضطهاد وقمع في المناطق الخاضعة لسيطرته في سوريا والعراق، من السيطرة على قطاع طويل من الاراضي دون انقطاع بمحاذاة الحدود التركية.
وبدأ الهجوم في اتجاه كوباني في 16 ايلول/سبتمبر، وتسبب، بحسب المرصد، بمقتل نحو 600 شخص معظمهم من المقاتلين من الطرفين.
واستقدم تنظيم "الدولة الاسلامية" المدجج بالسلاح الثقيل والمتطور، تعزيزات الاحد الى كوباني في مواجهة المقاومة الشرسة التي يبديها المقاتلون الاكراد الذين يشكون من نقص في الذخيرة والسلاح.
من جهتها، اعربت الامم المتحدة عن الخشية من حدوث "مجازر" في كوباني اذا سقطت بايدي تنظيم الدولة الاسلامية.
وفي العراق، يفقد الجيش العراقي المزيد من مواقعه في محافظة الانبار رغم ضربات التحالف الدولي ودعم عشائر سنية بحيث بات 85 في المئة من مساحتها تحت سيطرة الجهاديين، وفقا لنائب رئيس مجلس المحافظة.
ومنذ الثلاثاء، يشدد الجهاديون الطوق حول عامرية الفلوجة التي تبعد حوالى اربعين كلم الى الغرب من بغداد .
وقال عارف الجنابي ردا على سؤال عبر الهاتف لوكالة فرانس برس ان "تنظيم الدولة الاسلامية وصل الى عامرية الفلوجة من ثلاثة محاور. نحن محاصرون بشكل شبه تام".
واضاف "حتى الان ما زلنا صامدين ونتلقى دعما من مقاتلين قبليين ولكن في حال سقطت عامرية الفلوجة فان المعركة ستنتقل الى ابواب بغداد وكربلاء".
وتقع عامرية الفلوجة على بعد 40 كلم غرب بغداد ولكن الجهاديين بحاجة للسيطرة على مناطق واسعة يسيطر عليها الجيش العراقي قبل بلوغ ابواب العاصمة.
في غضون ذلك، اعرب الرئيس الاميركي باراك اوباما عن "قلقه الشديد" حيال الوضع في مدينة كوباني في ختام اجتماع مع القادة العسكريين ل22 دولة في التحالف المناهض لتنظيم الدولة الاسلامية.
وقال اوباما "نتابع عن كثب المعارك التي جرت في محافظة الانبار العراقية ونحن قلقون جدا من الوضع في مدينة كوباني السورية وحولها. هذا الامر يجسد التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا على السواء" مشيرا الى ان الضربات الجوية ستتواصل في هذين البلدين.
واضاف "نحن موحدون في هدفنا: اضعاف وتدمير الدولة الاسلامية"، مكررا انها حملة بعيدة المدى ستتخللها "اخفاقات" من دون شك.
ورغم الغارات اليومية التي تشنها المقاتلات الاميركية والحليفة، تمكن الجهاديون للمرة الاولى من بلوغ وسط مدينة كوباني بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
من جهة اخرى، ندد وزير الخارجية الاميركي جون كيري بالمعاملة "الشنيعة" التي تتعرض لها النساء والفتيات الايزيديات من قبل تنظيم الدولة الاسلامية الذي يفتخر ببيعهن كرقيق.
واكد التنظيم في العدد الاول من مجلته الدعائية "دابق" التي اصدرها الاحد انه منح النساء والاطفال الايزيديين الذين اسرهم في شمال العراق الى مقاتليه كغنائم حرب، مفتخرا باحيائه ممارسات السبي والاستعباد.
وقال كيري في بيان ان تنظيم "الدولة الاسلامية يفاخر الان بخطف الاف النساء والفتيات بعضهن لا تتخطى اعمارهن الثانية عشرة .. واستعبادهن واغتصابهن وارغامهن على الزواج وبيعهن".
واضاف ان التنظيم "يبرر معاملته الشنيعة لهذه النساء والفتيات مدعيا ان الديانة تجيز ذلك. هذا غير صحيح، غير صحيح على الاطلاق".
أرسل تعليقك