انقطاع التيار الكهربائي يحول حياة أهالي ملاوي إلى الظلام
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

اضطر أعضاء البرلمان لاستخدام هواتفهم المحمولة للقراءة

انقطاع التيار الكهربائي يحول حياة أهالي ملاوي إلى الظلام

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - انقطاع التيار الكهربائي يحول حياة أهالي ملاوي إلى الظلام

انقطاع التيار الكهربائي الطويل الذي اجتاح "ملاوي"
ملاوي ـ عادل سلامه

علق العامل الريفي "باتريك كامزيتو" على انقطاع التيار الكهربائي الطويل والمتكرر الذي اجتاح "ملاوي"، والذي استمر الأسبوع الماضي تقريبًا، عندما انقطع التيار عن البلاد بأكملها لساعتين، وتساءل قائلًا "ماذا يعني انقطاع التيار الكهربائي، فنحن ليس لدينا انقطاع التيار الكهربائي هنا، نسمع بالفعل ما يحدث في المدن ولكن ليس لدينا مشكلة هنا لأننا لا نملك أي كهرباء من الأساس لتُقطع".

يُذكر ان "نامبوما" هي بلدة صغيرة على بعد 50 كم، و تقع علي المسارات الترابية في شمال غرب العاصمة "ليلونجوي"، وقد وعدت الحكومة السكان بتدشين خطوط التيار الكهربائي بها قبل خمس سنوات، ولكن على الرغم من وجود أقطاب جديدة على جانب الطريق على بعد خمسة أميال في "نغوني" فإن الكهرباء لم تأت بعد، مثل ما يقرب من 90٪ من الملاويين، فإن الـ 12،000 شخص الذين يعيشون في منطقة "نامبوما" ليس لهم القدرة علي إطفاء الأضواء لأنها ليست موجودة، غير أن نسبة ضئيلة من الأسر الملاوية المتصلة بشبكة الكهرباء وهي نسبة لا تتجاوز الـ 10 في المائة تزودها مؤسسة الإمداد بالكهرباء المملوكة للدولة في ملاوي (إسكوم) أو الشركة الخاصة لتوليد الكهرباء.

وقد ارتفعت الأسعار ارتفاعا حادًا، وأصبحت التقنين اليومي وطول فترات الانقطاع التي تستمر من بضع ساعات إلى عدة أسابيع حسب المكان الذي يعيش فيه الناس هو القاعدة الآن، وستجد صوتًا مألوفًا في كل من "ليلونغوي، بلانتير ومزوزو" فتلك المراكز الحضرية الثلاثة في البلاد ستسمع فيها أصوات مولدات الديزل في كل مكان، عسى أن تومض الأضواء وتمكنهم الخروج من الظلام قليلا، فالناس يستخدمونها منذ فترة طويلة في التملص من الأسعار، ولكن الغضب يغلي بين الناس من التعتيم الوطني الأسبوع الماضي، حيث اضطر أعضاء البرلمان إلى استخدام هواتفهم المحمولة لقراءة أوراقهم في البرلمان، و اضطرت الشركات إلى حرق وقود باهظ الثمن لمواصلة العمل، وكانت هناك تهديدات بالمظاهرات في جوانب متفرقة من البلاد،واضطرت "اسكوم" الى تقديم اعتذار عام نادر، وألقت اللوم بانقطاع التيار الكهربائي الوطني على خط الكهرباء بين اثنين من اكبر محطات الطاقة الكهرومائية في البلاد.

و يقول "دوروثي نغوما" رئيس المنظمة الوطنية للممرضات والقابلات في ملاوي إن هناك أطفالًا حياتهم علي المحك "فلدينا أطفال رضع يموتون في المستشفيات بسبب غياب الطاقة الكهربائية وهذا أمر غير مقبول، والتفسير المعتاد لانقطاع التيار الكهربائي في ديسمبر/كانون الأول هو أنه في ’نهاية موسم الجفاف‘، عندما تكون مستويات المياه في بحيرة ملاوي ونهر شاير، التي تغذيان معا أكبر محطات الطاقة الكهرومائية في البلد، في أدنى مستوياتها، وفي الأسابيع الثلاثة الماضية، انخفض إنتاج الطاقة الكهرومائية إلى النصف، وهو رقم ازداد سوءًا بسبب الجفاف الذي أحدثته ظاهرة "النينيو" لمدة عامين، مما أدى إلى انخفاض مستويات البحيرة عند مستويات منخفضة تاريخيًا.

ومن المقرر أن يتم تركيب مولدات الديزل الاحتياطية الجديدة ومحطات الطاقة الشمسية قريبًا، الأمر الذي من شأنه تحسين الوضع في عام 2018 على حد قول شركات الطاقة، لكنهم يطالبون الناس أن يتحلوا بالصبر، فيما قال "إيفلين مواباسا" الرئيس التنفيذي السابق لشركة إسكوم : "ستواصل ملاوي تجربة انقطاع التيار الكهربائي ما لم تتلق البلاد أعلى معدلات هطول الأمطار العادية لمدة خمس سنوات متتالية، ولكن ستمر عقود أن تحصل كل أسرة علي كهرباء، وتملك مالاوي القدرة على توليد 300 ميغاوات فقط، وهو ما يزيد قليلا عن مزرعة رياح اسكتلندية واحدة ؛ وحتى من دون بنية تحتية لا تستطيع شركات الطاقة مواكبة الطلب المتزايد من السكان المتزايدين بسرعة و المتعطشة للوقود، والتي تحتاج إلى الكهرباء لأجهزة الكمبيوتر والتصنيع.

وقال "جون تاولو" نائب مدير مركز البحوث والتطوير التكنولوجي في ملاوي : " تواجه البلاد فجوة آخذة في الاتساع بين المعروض والطلب على الكهرباء، وهو ما يتفاقم بسبب التحضر والتنمية الاقتصادية والنمو السكاني"، وتزداد تغطية الشبكة ببطء ولكن الطلب يتضاعف كل 10 سنوات أو نحو ذلك، و وأضاف :"نحن نواجه مشاكل خطيرة في إمدادات الطاقة، بما في ذلك ارتفاع الطلب على الطاقة والكهرباء بالإضافة إلى عدم كفاية القدرة على توليد الطاقة وارتفاع فواتير استيراد النفط ونقص الاستثمار في وحدات توليد الطاقة الجديدة وارتفاع تكاليف النقل والتوزيع، وخسائر الإرسال وضعف نوعية الطاقة والموجودة ".

ولا تعني الكهرباء أي تنمية ولكن أيضا التدهور البيئي على نطاق واسع وذلك وفقا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ويعتمد ما يقرب من 75٪ من الأسر المالاوية على الفحم وحرق الأخشاب لأغراض الطهي، كما نمت واردات الفحم والوقود الحفري، ويعتبر إنتاج الفحم الآن من الأعمال التجارية الكبيرة، و تقوم الناس بحمله عدة أميال للبيع في المدن، وبصرف النظر عن الآثار الصحية الداخلية لحرق الخشب لطهي الطعام،فهو يؤدي لإزالة الغابات أيضًا و تآكل التربة وهي حلقة مفرغة.

ويؤكد البنك الدولي، الذي يحسب أن تقنين الكهرباء يفقد ملاوي ما يصل إلى 7٪ من الناتج المحلي الإجمالي سنويًا، أن انقطاع التيار الكهربائي يبقي البلاد فقيرة وجائعة وهذا أكثر من أي بلد آخر في أفريقيا وبالمقارنة فإن كل من كينيا والنيجر ومدغشقر وبنن تفقد جميعها أقل من 2٪، فيما أوضح الباحثون إن هناك صلة قوية بين التنمية البشرية ونصيب الفرد من استهلاك الكهرباء، وتملك ملاوي واحدة من أدنى مستويات استهلاك الكهرباء في العالم، كما أن مؤشرها للتنمية البشرية، وهو 0،418، أقل بكثير من المتوسط ​​الإقليمي في منطقة جنوب الصحراء الكبرى، حيث يحتل المرتبة 170 من أصل 187 بلدًا في العالم.

وأشار ماك كوسغروف ديفيز إلى أن هناك حاجة إلى استثمار هائل إذا ما تمكنت بلدان أخرى في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى من توليد الكهرباء وتحقيق أهدافها الإنمائية، وفي اجتماع عقد الأسبوع الماضي في ابوغا في نيجيريا، قال "إن مليار شخص لا يحصلون على الكهرباء، وهناك ستة من كل 10 أشخاص منهم 600 مليون شخص في أفريقيا"، وهناك 36 دولة تعاني من أزمة الكهرباء ".

وتلفت كوسغروف ديفيز إنها ستحتاج إلى زيادة بنسبة 500٪ في الاستثمار على مدى العقد المقبل لتحقيق هدف التنمية المستدامة، و تدعو جميع البلدان للتوفير "للحصول على طاقة بأسعار معقولة وموثوق بها ومستدامة وحديثة الطاقة", ومع ذلك، فإن ملاوي، شأنها في ذلك شأن معظم بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، لديها موارد طبيعية هائلة، إذا كان ينبغي استغلالها في توفير الكهرباء للجميع، ويمكن أن تغطي الكهرباء الشمسية 50 % من احتياجات البلد من الطاقة في وقت قصير، ويمكن زيادة الطاقة الكهرومائية زيادة كبيرة، إن أفضل أمل على حد قول وزراء الحكومة هو بنوك متعددة الأطراف تعمل مع مستثمرين من القطاع الخاص، وقد اتفق البنك الدولي، وبنك أفريقيا، والاتحاد الأوروبي، ومؤسسة شل، والحكومة البريطانية، والتحالف الدولي للطاقة الشمسية على المساعدة في تطوير الطاقة المتجددة في جميع أنحاء ملاوي وغيرها من البلدان الأفريقية الفقيرة في مجال الطاقة.

وتم ربط الآلاف من القرى في ملاوي بمحطات توليد الطاقة المنتجة مركزيا عبر شبكة وطنية كان ينظر إليها على أنها الخيار الوحيد، أما الآن، يبدو أنه غير واقعي ومكلف جدا، وبدلا من ذلك، أصبحت الطاقة المتجددة أرخص بكثير وأسهل وتوفر الشبكات الصغرى، التي ترى أن القرى بأكملها مزودة بالطاقة الشمسية أو طاقة الرياح ’مستقبلا آخر للطاقة، ولكن في "نامبوما" الناس لا ينتظرون وصول الشبكة، كما يقول "كامزيتو" : "تعتبر الطاقة الشمسية الآن الطريق إلى الأمام، وهناك 50 أسرة فقط لديها مولدات كهربائية، ولكن أكثر من 200 أسرة قد قامت بتثبيت ألواح للطاقة الشمسية، ويرون أنها أكثر ثقه و سهله ورخيصة للشحن، وهؤلاء ليس لديهم انقطاع في التيار الكهربائي".

 

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انقطاع التيار الكهربائي يحول حياة أهالي ملاوي إلى الظلام انقطاع التيار الكهربائي يحول حياة أهالي ملاوي إلى الظلام



GMT 05:27 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف أسرار ابتلاع الأرض لكميات هائلة من المياه

GMT 07:10 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف عن سر مثير بشأن عصور الديناصورات

GMT 02:52 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الثعلب الرمادي النادر يظهر للمرة الأولى منذ ربع قرن

GMT 03:02 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

"ترقق السحب" أفضل طريقة لمحاربة الاحترار العالمي

GMT 01:14 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع درجات الحرارة يقضي على ذبابة "تسي تسي" الخطرة
 فلسطين اليوم -

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 10:42 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

تحديد موعد إجراء قرعة دوري المحترفين والأولى

GMT 10:04 2024 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

الأطعمة الدهنية تؤثر سلبًا على الجهاز المناعي والدماغ

GMT 18:00 2017 الجمعة ,14 إبريل / نيسان

أوزيل يرد على انتقادات جماهير أرسنال

GMT 03:12 2019 الأحد ,14 إبريل / نيسان

ظلال عيون يناسب صاحبات البشرة السمراء

GMT 07:08 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

أشهر الأماكن للسياحة في روسيا خلال موسم الشتاء

GMT 14:23 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أليغري يفضّل جلوس رونالدو على مقاعد البدلاء أمام "أتلانتا"

GMT 14:19 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

رفع دعوى قضائية ضد الملحن فارس اسكندر بعد تطاوله على الكعبة

GMT 17:01 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

رئيس الأولمبية الإسبانية يبرز قوة الرياضة لحل أزمة كتالونيا

GMT 17:32 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الصافي يمنح لاعبات «طائرة الأهلي» راحة من التدريبات

GMT 01:56 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتدي على إمام المسجد الأقصى

GMT 17:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"La Reserve Geneve" لقاء بين الرفاهية والكمال في آن واحد

GMT 02:05 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

بيبي ريكسا بفستان قصير وردي أبرز جسدها الرشيق

GMT 12:00 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

عباس يستقبل طلبة كلية الشرف في جامعة النجاح

GMT 06:46 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الشرطة الاستراليةتعلن عن عمليات طعن متعددة في ملبورن

GMT 17:25 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

محافظ قلقيلية رواجبة والنائب العام يبحثان عدة القضايا
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday