مهرجان كان السينمائى

في دورته الـ69 اختارت إدارة مهرجان كان السينمائى الدولى البوستر الرسمى من فيلم «الاحتقار» للمخرج الفرنسى الكبير جان لوك جودار واختارته احتفاء بالحركة السينمائية الجديدة التي بدأت على يد المخرج وزملائه، ففى عام 1968 وعلى أثر الأحداث السياسية المضطربة في فرنسا خرجت مظاهرة أوقفت مهرجان كان في هذا العام، وقد تكونت هذه الحركات الاحتجاجية من جيل جديد شكلَّ نواة السينما الجديدة في فرنسا بعد ذلك. وكان على رأسهم فرانسوا تروفو وآلان رينيه وجون لوك جودار وجون بيير لود وكلود جيد، وقد دعت هذه المجموعة إلى سينما جديدة وقدمت سينما تتميز بالذاتية والإنسانية مقابل السينما التي كانت سائدة وقتها والتي كانت تعتمد على نجم أوحد وحوار مكرر. الفيلم مبنى على رواية الكاتب الإيطالى الشهير ألبرتو مورافيا «شبح في الظهيرة» التي يقول عنها جودار: بأنها رواية سوقية، مليئة بالوجدانية التقليدية، الكلاسيكية، على الرغم من حداثة الحالات لا تصلح إلا للقراءة أثناء الرحلات بالقطار، لكن مع هذا النوع من الروايات يمكن للمخرج أن يحقق أفضل الأفلام.
الفيلم يتناول حياة زوجين على وشك الانهيار في فترة زمنية لا تتجاوز اليومين من حياتهما وذلك عبر سلسلة من الأحداث السريعة التي تدور في معظمها داخل شقة الزوجين.
سيقدم الممثل الكوميدى لوران لافيت حفل الافتتاح يوم الأربعاء ١١ مايو وجائزة المهرجان خلال الحفل الختامى يوم الأحد ٢٢ مايو.
قام لافيت في عام ٢٠١١ بافتتاح حفل الدورة ٢٥ لجائزة موليير. وهو عضو في مسرح «الكوميدى فرانسيز» منذ عام ٢٠١٢، وقد بدأ مسيرته المهنية في التسعينيات في السينما والمسرح بعدما لقي عرضه الكوميدى رواجا كبيرا.

تم اختيار المخرج جورج ميلر، الذي يبلغ من العمر ٧٠ عاما، ليكون رئيسا للجنة تحكيم مهرجان كان، والذي تتميز أعماله بالفنية العالية والجماهيرية الواسعة مما يعطينا إشارة لرسالة المهرجان هذا العام التي تتوجه ناحية فئة أوسع من الجمهور. 

في دورته السابقة عرض «كان» فيلم «ماكس المجنون: طريق الغضب» خارج المسابقة الرسمية والذي مثل عودة بطل السلسلة الأسطورية للملايين من معجبى ماكس روكاتانسكى ومصمّمه جورج ميلر.
بدأ المشوار المهنى لجورج ميلر مع بيتر وير وبروس بيريسفورد وفيليب نويس في العصر الذهبى للسينما الأسترالية في الثمانينيات.
كتب ميلر فيلم «العنف في السينما الجزء الأول» في عام ١٩٧١. فاز هذا الفيلم القصير الذي أنتجه شريكه بايرون كينيدى، والذي أسس معه شركة كينيدى ميلر بجائزتين من المعهد الأسترالى للسينما.
في عام ١٩٧٩، كشف فيلم «ماكس المجنون»، عن موهبة النجم الأسترالى ميل جيبسون ولقي رواجا عالميا. واستمرت هذه السلسلة مع عدة أفلام كان آخرها «ماكس المجنون: طريق الغضب».

في عام ١٩٨٣ أخرج ميلر مع جون لانديس وستيفن سبيلبرغ وجو دانتى الجزء الأخير من فيلم «منطقة الغروب: الفيلم»، وأعقبه بفيلم «ساحرات ايستويك» مع جاك نيكلسون في عام ١٩٨٧ وفيلم الدراما «لورانزو» في عام ١٩٩٢، مع سوزان ساراندون ونيك نولتى، الذي ترشح لجائزة الأوسكار لأفضل سيناريو وأفضل ممثلة.

في عام ١٩٩٥، كتب سيناريو فيلم «بيبي» وأخرجه مع كريس نونان الذي حصد سبعة ترشيحات لجوائز الأوسكار شملت أفضل فيلم وأفضل سيناريو. في عام ٢٠٠٦، أنتج أول فيلم رسوم متحركة «الأقدام السعيدة» الذي لقي نجاحا باهرا مع الجمهور وفاز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم رسوم متحركة. كما قام بإخراج جزء ثان منه عام ٢٠١١.
في عام ٢٠١٥ وبعد ٣٠ عاما من إخراج آخر فيلم «ماكس المجنون»، حقق الجزء الأخير منه نجاحا مبهرا في قاعات السينما. وما زال يلقى صدى في الصحافة والمهرجانات. إذ رشح عشر مرات لجوائز الأوسكار في عام ٢٠١٦ لاسيما كأفضل فيلم وأفضل مخرج ونال تسع جوائز في حفل توزيع جوائز اختيار النقاد بما في ذلك جائزة لأفضل مخرج.

أعلن مهرجان كان تعيين المخرجة اليابانية ناومى كاواس رئيسة لجنة تحكيم فئة سينيفونداسيون والأفلام القصيرة في الدورة ٦٩.
بدأ مشوار ناومى كاواس المهنى في عام ١٩٩٧ عندما كان عمرها ٢٧ سنة فكانت أصغر فائزة بالكاميرا الذهبية، وفى عام ٢٠١٣ اختيرت عضوة في لجنة تحكيم الأفلام الطويلة إلى جانب ستيفن سبيلبرغ.

تستخدم ناومى كاواس في أفلامها ميزانيات محدودة وتفضل الممثلين غير المحترفين، حصلت عام ٢٠٠٧ على الجائزة الكبرى في «كان» عن فيلمها «غابة الصباح».
صرحت كاواس بعد الإعلان عن تعيينها: «تثرى الأفلام الحياة وتفتح عوالمها آفاقا جديدة. لقد انقضى منذ أكثر من ١٠٠ عام من وجود السينما ولا تزال إمكاناتها تنمو. إنها وسيلة استثنائية لتجسيد تنوع العالم الثقافى وكل قصة هي حياة موازية تثير إعجاب الجمهور، كما أن الأفلام القصيرة مهمة صعبة للغاية تنطوى على نقل قصة في وقت قصير جدا وإتاحة عدد لا يحصى من الإمكانيات الجديدة. وتخفى الأفلام التي أخرجها بعض الطلبة اكتشافات بارعة، وهذا ما يجعلنى أتطلع إلى مساهمتى في لجنة التحكيم بفارغ الصبر. ستكون مغامرة كبيرة».

سيتم افتتاح الدورة ٦٩ لمهرجان كان السينمائى الدولى مع فيلم وودى آلن الجديد «المقهى الاجتماعي» الذي سيتم عرضه يوم الأربعاء ١١ مايو في مسرح «جراند لوميير» بقصر المهرجانات، في الاختيارات الرسمية خارج المنافسة. وهو رقم قياسى للمخرج النيويوركى الذي كان قد افتتح المهرجان في عام ٢٠٠٢ مع فيلم «نهاية هوليوودية» وفى عام ٢٠١١ مع فيلم «منتصف الليل في باريس».
يحكى الفيلم قصة شاب ذهب إلى هوليوود في الثلاثينيات على أمل العمل في مجال السينما ولكنه يقع في الحب.

سيقوم المخرج الأمريكى وليام فريدكن بإعطاء درس السينما في الدورة ٦٩ بمهرجان كان السينمائى، ليحل في المكان الذي سبقه إليه مارتن سكورسيزى ونانى موريتى ووونغ كار واى وكوينتن تارانتينو وماركو بيلوشيو وفيليب كوفمان وجاك أوديار الذين قدموا الدرس على خشبة المسرح في قاعة بونويل بقصر المهرجانات.
وليام فريدكن واحد من الشخصيات الرائدة في السينما الأمريكية ونشر مؤخرا كتاب «وصلة فريدركين: مذكرات» والذي يتحدث فيه عن نفسه بكل حماس وصدق. كما لعب دورا كبيرا في إحياء السينما الأمريكية في بداية السبعينيات من خلال فيلم «وصلة فرنسية» و«طارد الأرواح» اللذان حققا نجاحا كبيرا. كما فاز بجائزة الأوسكار لأفضل مخرج في عام ١٩٧٢ وعدة جوائز عبر جميع أنحاء العالم.

وصرح فريدكن قائلا عند قبوله الدعوة: «إنه لشرف كبير لى أن أشرك أفكارى وخواطرى مع الجمهور في مهرجان كان، وطن السينما العالمية». و«أعتقد أننا في عصر يمثل تحديا كبيرا لمستقبل السينما عبر جميع أنحاء المعمورة، فهناك تغييرات كبيرة للغاية في الإنتاج والتشغيل تتجاوز ما عرفته طوال خمسين عامًا».