تنظيم "داعش"

أعلنت روسيا أنها تأمل في أن يتم استخدام خبرة عملية تحرير مدينة حلب السورية في معركة تحرير الموصل التي تخوضها القوات العراقية بالتعاون مع التحالف الدولي ضد "داعش".

وجاء في بيان صدر عن ممثلية روسيا لدى الأمم المتحدة، تعليقا على التطورات الأخيرة في الموصل: "نعيد إلى الاذهان أن مبادرة أتاحت إنقاذ حياة أشخاص كثيرين تم تنفيذها في شرق حلب، حيث جرت إقامة ممر خاص لإخراج جميع المسلحين (من شرق حلب)، بما في ذلك أولئك الذين ينتمون لتنظيمات إرهابية".

وشدد البيان على أن هذه الخطوة سمحت بـ"بالتقليل من ضرورة استخدام القوة العسكرية لتحرير هذا الجزء من المدينة"، موضحا أن هذه الإجراءات كان الغرض منها "إنقاذ السكان المدنيين".

وأعربت الممثلية الروسية عن أملها في أن "يتم اعتماد هذا الأسلوب الدقيق والحذر والمسؤول خلال العمليات اللاحقة للتحالف في الموصل".

وأكد البيان على أن الجانب الروسي سيقوم بـ"متابعة دقيقة للعملية في الموصل" وسيتخذ خطوات لاحقة "بما في ذلك على منصة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".  

وأعربت الممثلية الروسية لدى الأمم المتحدة عن قلقها العميق من التقارير التي تحدثت عن حالات متعددة لمقتل المدنيين جراء ضربات التحالف الدولي ضد "داعش" بقيادة الولايات المتحدة، لافتة في بيانها، بوجه الخصوص، إلى الحادث الذي وقع في الموصل يوم 17 من الشهر الجاري، "عندما أسفرت غارات مستمرة خلال عدة ساعات عن قتل، وفقا لمعطيات مختلفة، أكثر من 200 مدني".

هذه الخسائر البشرية الضخمة كان بامكان التحالف، برأي موسكو، تجنبها، "لا سيما أنه يمتلك أسلحة عالية الدقة ومعدات عسكرية متطورة".

كما أشار الجانب الروسي إلى أن الإعلام الغربي يتحدث عن التطورات في الموصل "بهدوء يثير الاندهاش" لا سيما مقارنة "بالهيستيريا التي تمت إثارتها حول تحرير شرق حلب أواخر العام الماضي".

ودعت الممثلية إلى "التخلي عن المعايير المزدوجة والقيام بتغطية موضوعية للأحداث في الموصل".  

ويأتي هذا البيان على خلفية ورود تقارير متعددة تستند إلى مصادر عسكرية وسياسية وإدارية في العراق، بالإضافة إلى شهود عيان محليين، تحدثت عن مقتل من 120 إلى حوالي 260 مدنيا جراء غارات جوية على منطقة سكنية في حي الموصل الجديدة غرب المدينة يوم 17/03/2017.

واعتبرت معظم المصادر المحلية أن الضربات نفذت من قبل القوات الجوية التابعة للتحالف الدولي ضد "داعش" بقيادة الولايات المتحدة، حيث اعترف التحالف لاحقا بأنه شن، وبطلب من القوات العراقية، غارات على هذه المنطقة في اليوم المذكور، مشيرا إلى أن تحقيقا تم فتحه في هذا الحادث، لكن من دون أن يؤكد مقتل المدنيين.

يذكر أن الجيش العراقي يشن، منذ 17/10/2016، عملية "قادمون يا نينوى" مدعوما بقوات "البيشمركة" الكردية ووحدات "الحشد الشعبي" و"الحشد العشائري" وطيران التحالف الدولي، بهدف تحرير الموصل من سيطرة تنظيم "داعش".

وبعد استعادتها الجانب الشرقي من مدينة الموصل، بدأت القوات العراقية في 19/02/2017 عمليات اقتحام الجانب الغربي للمدينة، الذي يمثل المعقل الرئيس للتنظيم، وذلك وسط أنباء عن خسائر بشرية فادحة بين السكان المحليين.