اللوبي اليهودي

ساهم الإعلام الذي يمتكلة اللوبي اليهودي في بريطانيا بقيادة إمبراطور الإعلام ببريطانيا "ميردوخ" في فوز حزب المحافظين في انتخابات مجلس العموم على منافسة التقليدي حزب العمال.

وأظهرت دراسة نشرتها جريدة "الجارديان" البريطانية أن 95% من صحافة التابلويد في بريطانيا، كانت طوال الفترة الماضية معادية لحزب العمال، وهي الصحافة التي تعتبر مؤثرة في الشارع وواسعة الانتشار، ومن بينها جريدة "الصن" التي تعتبر الأوسع انتشاراً في بريطانيا على الإطلاق، إضافة إلى جريدة "ديلي ميل" التي توزع يومياً أكثر من 1.6 مليون نسخة.

وبحسب الدراسة فإن الصحافة البريطانية انشغلت طوال الفترة الماضية بــ" تشويه زعيم حزب العمال مشيرة إلى أن صحف التابلويد شنت خلال الفترة الماضية أوسع حملة مضادة لحزب العمال منذ العام 1992، وهو ما يفسر لماذا مني الحزب بأسوأ خسارة منذ العام 1987، أي منذ 28 عاماً.

تقول الدراسة البحثية التي قامت عليها مؤسسة متخصصة تدعى (Media Standards Trust) : إن 95% من كتاب الأعمدة في الصحف المملوكة لروبرت ميردوخ كانوا معادين لحزب العمال، مقارنة مع 79% فقط منهم في العام 1992، وهو ما يكشف حجم الحملة التي تعرض لها حزب العمال وزعيمهم إيد ميليباند، وأدت إلى خسارتهم في الانتخابات.

ويعتبر ميردوخ إمبراطور الإعلام في بريطانيا، حيث يمتلك مجموعة من الصحف من بينها جريدة "الصن" الأوسع انتشاراً في البلاد، وهو أحد رموز اليمين البريطاني المقربين من اللوبي الصهيوني، والمتعاطفين مع إسرائيل.

وخلصت الدراسة إلى أن 77% من الصحف في بريطانيا وقفت طوال الفترة الماضية ضد حزب العمال وميلباند، وهو ما يعني أن نفوذ اللوبي الصهيوني واليمين امتد إلى مختلف الصحف في بريطانيا بما فيها جريدة "إندبندنت" المحسوبة تقليديا على اليسار، التي تورطت أكثر من مرة في الترويج للمحافظين ضد العمال خلال الأيام الأخيرة التي سبقت الانتخابات، والتي شهدت سخونة بالغة في المنافسة بين الحزبين.

ويري مراقبون أن دعم اللوبي اليهودي للمحافظين جاء بعد تعهد العديد من نواب حزب العمال بالعمل على الاعتراف رسميا بدولة فلسطين، في حال تمكنوا من الوصول إلى الحكم في انتخابات 2015، وهو ما أدى إلى استنفار اللوبي الصهيوني في بريطانيا ضدهم، لينتهي الأمر بالحزب إلى أسوأ خسارة منذ عقود.

واستحوذ حزب المحافظين (يمين) على 326 مقعداً في مجلس العموم البريطاني من أصل 650 مقعداً، أي أنه تمكن من شغل نصف مقاعد البرلمان، بما يمكنه من تشكيل الحكومة المقبلة دون الحاجة إلى التحالف مع أي من الأحزاب، وهو ما يعني أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون سيستمر في منصبه لخمس سنوات مقبلة.

وحصل حزب العمال على 230 مقعداً –بحسب النتائج الأولية- ليفقد بذلك 25 مقعداً كانت بحوزته خلال السنوات الخمس الماضية، فيما سجل حزب الديمقراطيين الأحرار انهياراً شبه كامل في الانتخابات بعد أن فقد 47 مقعداً وفاز بثمانية فقط.