جنود يعرضون أسلحة مصادرة من جماعة بوكو حرام

صد الجيش النيجيري السبت هجومًا لجماعة بوكو حرام الإسلامية على مدينة مايدوغوري في شمال شرق البلاد، وذلك بعد بضع ساعات من تنصيب الرئيس الجديد محمد بخاري الذي تعهد التصدي للإسلاميين.

وفي خطاب تنصيبه ظهر الجمعة، وعد الرئيس النيجيري باقامة مركز جديد لقيادة الجيش في مايدوغوري بدلا من ابوجا بهدف تنسيق العمليات ضد بوكو حرام في شكل افضل.

لكن الرد لم يتأخر، فليل الجمعة السبت، أفاق سكان في حي دالا بجنوب مايدوغوري، عاصمة ولاية بورنو، على دوي صواريخ، وفق ما قال احدهم مودو كارومي لفرانس برس.

وأكد سكان آخرون هذه الرواية، لافتين إلى أن مئات من المقاتلين الإسلاميين حاولوا التقدم إلى المدينة التي تضم مئات النيجيريين الذين فروا من منازلهم جراء أعمال العنف في شمال شرق البلاد.

وقال مالام يوسف الذي يقيم في حي دالا إن "الصواريخ كانت تعبر فوق رؤوسنا وتسقط على منازلنا"، لافتا الى اضرار لحقت بمنزله واصابة زوجته.

وسمع مراسل لفرانس برس يقطن في الحي ما بدا أنه نقل لقوات تنتشر عند الاطراف الجنوبية لمايدوغوري لوقف تقدم المتمردين.

وتحدث سكان آخرون عن سقوط صواريخ على منازل من دون أن يعلموا ما إذا كانت أسفرت عن ضحايا.

وأكد ثلاثة مسؤولين أمنيين كبار في مايدوغوري رفضوا كشف هوياتهم أنه تم صد الهجوم، وقال أحدهم "كل شيء تحت السيطرة".

ويخشى المراقبون أن تكون بوكو حرام قادرة السبت على احتلال مايدوغوري التي تستهدف في شكل منتظم، علما بأن هجوما واسع النطاق قد يخلف خسائر بشرية فادحة.

وشكلت هذه المدينة مهدا لبوكو حرام العام 2002 قبل أن تبدأ الجماعة بشن هجمات دامية في 2009.

وتعرض الرئيس النيجيري السابق غودلاك جوناثان للانتقاد لعجزه عن احتواء التمرد الذي خلف منذ العام 2009 اكثر من 15 الف قتيل وتسبب بنزوح مليون ونصف مليون اخرين.

ولم يتمكن الجيش النيجيري من إحراز نجاحات فعلية في مواجهة بوكو حرام الا في شباط/فبراير بفضل مساعدة الدول المجاورة تشاد والكاميرون والنيجر. ويبدو ان الاسلاميين يعيدون تجميع صفوفهم في المناطق النائية من ولاية بورنو وخصوصا على الحدود الكاميرونية.

ويؤكد بخاري الضابط السابق انه يمكن الحاق الهزيمة بالمتمردين وقد جعل من هذا الأمر أولوية لديه.

ورأى يان سان بيار الذي يدير مركز "مودرن سيكيوريتي كونسالتينغا غروب" للأبحاث أن قرار بخاري نقل مركز التنسيق العسكري من ابوجا الى مايدوغوري "حكيم جدا".

وأضاف أن "هذا الامر يظهر مقاربة اكثر براغماتية للتصدي لبوكو حرام".

من جهته، اعتبر المحلل راين كومنيغز أن هذه الخطوة "رمزية"، وقال "اعتقد ان بخاري يحاول تصحيح الانطباع أن شمال شرق نيجيريا قليل الأهمية بالنسبة الى الدولة النيجيرية وان الامن في هذه المنطقة لن يكون أولوية للنظام في ابوجا".

ولفت سان بيار الى ان قيادة العمليات من مكان يجاور الأحداث قد تحسن أيضا التنسيق الاقليمي، فرغم تشكيل تحالف ضد بوكو حرام فان مختلف الدول المكونة له تحركت حتى الآن في شكل مستقل تماما.

وفي خطابه الجمعة، اكتفى بخاري بتوجيه الشكر إلى جيرانه "لاستخدامهم قواتهم المسلحة بهدف محاربة بوكو حرام في نيجيريا"، من دون أن يوضح ما اذا كان يرغب في استمرار هذا التعاون العسكري.

وكان البرلمان التشادي صوت قبل عشرة ايام على تمديد التدخل العسكري.

ويرى المراقبون أنه لابد من تعاون اقليمي للتغلب على بوكو حرام التي طرد مقاتلوها من المدن في اتجاه المناطق الحدودية.