مستوطنون يهود يقتحمون المسجد الأقصى

جدّدت مجموعات من المستوطنين اليهود، الخميس، اقتحامها للمسجد الأقصى المبارك، بمجموعات كبيرة من باب المغاربة، ترافقها وتحرسها قوة معززة من عناصر الوحدات الخاصة في شرطة الاحتلال.

وتصدى المصلون لاقتحامات المستوطنين الاستفزازية في الأقصى بهتافات التكبير الاحتجاجية، و دعا الحراك الشبابي المقدسي عبر مواقع التواصل الاجتماعي للمشاركة في اعتصامٍ احتجاجي قبل ظهر الخميس، أمام مبنى محكمة الاحتلال المركزية في شارع صلاح الدين وسط القدس المحتلة احتجاجًا على استئناف مخابرات الاحتلال على قرار محكمة الصلح بالإفراج عن كافة موظفي وحراس المسجد الأقصى الذين تم اعتقالهم أول أمس من المسجد الأقصى بسبب اعتراضهم أحد المستوطنين لرفعه علم الاحتلال في المسجد المبارك.
ودعت جماعات يهودية لتنفيذ مسيرة ووقفات احتجاجية عند أبواب المسجد الأقصى الأحد المقبل، لرفع أعلام دولة الاحتلال أمامها، ومن ثم تنفيذ اقتحام جماعي للأقصى، وخلال الاقتحام ستتم محاولات إدخال العلم 'الإسرائيلي' إلى المسجد الأقصى المبارك، وذلك على خلفية إحباط حراس الأقصى والمُصلين محاولة يهودي فرنسي رفع علم دولة الاحتلال داخل المسجد الأقصى أول أمس.

وناشد "اتحاد منظمات وجماعات الهيكل المزعوم" المستوطنين اليهود بتنفيذ اقتحامات جماعية للمسجد الأقصى المبارك، الأحد، وشرعت مجموعات يهودية بنشر دعوات لها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تحثّ فيه المستوطنين على المشاركة في عمليات اقتحام جماعي للمسجد الأقصى الأحد، تحت عنوان "عودة كلّ اليهود إلى جبل الهيكل".

من جهتها دعت هيئات فلسطينية إلى شد الرباط إلى المسجد الأقصى المبارك والنفير المقدّس الجمعة، لصد الاقتحامات التي ستبدأ منذ الساعة السابعة والنصف صباحًا وتستمر حتى الثالثة ظهرًا ضمن فترتين.

يذكر أن الأحد الماضي شهد اعتداءات خطيرة ضد المسجد الأقصى والمصلين والمعتكفين، حيث تعرّض العديد منهم للضرب والاعتقال والاختناق من قبل قوات الاحتلال ووسائلها القمعية.

واستأنف المستوطنون المتطرفون الاثنين الماضي، اقتحامهم لباحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة، بالتزامن مع تضييق الخناق على طلاب وطالبات مصاطب العلم.

وأفاد مدير الإعلام في مؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود أبو العطا بأن نحو 20 مستوطنًا اقتحموا منذ ساعات الصباح المسجد الأقصى، وتجولوا في أنحاء متفرقة من باحاته.
وأوضح أن المئات من طلاب العلم ومدارس القدس تواجدوا منذ الصباح الباكر في ساحات الأقصى، والذين تصدوا لاقتحام المستوطنين بالتكبير والتهليل.

وأشار إلى أن شرطة الاحتلال واصلت تضييقاتها على الطلاب وكافة الوافدين إلى الأقصى، واحتجزت بطاقاتهم الشخصية، مبينًا أن الاحتلال يقوم بعملية ملاحقة وتفتيش لحقائب الطلاب وحاجياتهم داخل المسجد، ويفتش هوياتهم.

ولفت إلى أن اليومين الأخيرين شهدا تواجدًا ملحوظًا لعدد من ضباط الاحتلال في المسجد الأقصى، حيث قاموا بجولة في قبة الصخرة المشرفة، دون معرفة سبب تواجدهم.
وبين أن الاحتلال يُضيق الخناق على الطلاب، وخاصة النساء بهدف تخويفهم وترهيبهم، وتقليل التواصل مع المسجد الأقصى، معتبرًا أن هذه سياسة باطلة يجب مواجهتها بمزيد من التواصل وشد الرحال للأقصى.

وأضاف أبو العطا أن الأيام الأخيرة شهدت ضغطًا وحراكًا شعبيًا تضامنًا مع طلاب العلم وما يتعرضون له، كما أن هناك مساع من قبل دائرة الأوقاف الإسلامية للتصدي لهذه السياسة الاحتلالية، وتقليل التضييق على الأقصى والطلاب.

وأكد وزير الأوقاف والشؤون الدينية يوسف ادعيس بأن ما أقدمت عليه قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح الخميس من اعتداء همجي على المرابطين والحراس في المسجد الأقصى ما هو إلا انتهاك لقدسية المسجد الأقصى واعتداء صارخ على مشاعر المسلمين الذين ينظرون بألم للتطورات الأخيرة والانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها من قبل قطعان المستوطنين الذين تكررت دعوات اقتحامهم للمسجد مرات كثيرة خلال الأيام الماضية .

وأضاف ادعيس أن على الاحتلال صد الهجمات من قبل المستوطنين على المسجد الأقصى، لا أن يهاجم حراسه وسدنته ومرابطيه، وأن لا يمارس هو الاقتحامات الخطيرة بدلالاتها السياسية والأمنية.

وطالب ادعيس علماء الأمة بالانتباه لما يجري في الأقصى من انتهاكات واعتداءات ممنهجة يمارسها الاحتلال في ظل الأحوال التي يعاني منها العالمين الإسلامي والعربي، والعمل بشكل جدي لوضع حد لهذه الممارسات التي تنذر بعواقب خطيرة على المستوى الفلسطيني والعربي والإسلامي.

كما ناشد ادعيس مؤسسات المجتمع الدولي صاحبة العلاقة بحماية الأماكن الدينية والثقافية والحضارية والتدخل لحماية المسجد الأقصى الذي يعتبر درة هذه الأماكن في فلسطين المحتلة.