هبوط لأسعار النفط لتزايد المخاوف من وضع الاقتصاد رغم قرار "أوبك بلس

تراجعت أسعار النفط الثلاثاء، رغم الإعلان عن تمديد اتفاق تخفيض إنتاج النفط لمدة 9 أشهر، من جانب "أوبك بلس"، مع اعتماد وثيقة تعاون بين أعضاء "أوبك" وكبار المنتجين المستقلين، حيث سيطرت المخاوف على المتعاملين، نتيجة ضعف الاقتصاد العالمي والتطورات التي يشهدها فيما يخص الحرب التجارية الأميركية الصينية، وإعلان واشنطن أمس دراسة فرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي.

هبوط الخام الأميركي

وتراجع خام برنت في الساعة 18:00 بتوقيت غرينتش، 2.63 في المائة عند 63.36 دولار للبرميل، بعد بلوغه 62.64 دولار في وقت سابق من الجلسة. وبلغ خام تكساس الوسيط، 57.14 دولار بنسبة تراجع بلغت 3.26 في المائة، غير أن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، قال في هذا الصدد، إنه يزداد تفاؤلًا حيال الاقتصاد العالمي بعد اجتماع زعماء العالم في قمة العشرين مطلع الأسبوع.

وأضاف في اجتماع أوبك بفيينا يوم الاثنين، "الاقتصاد العالمي في النصف الثاني من العام يبدو اليوم أفضل كثيرًا مما كان يبدو قبل أسبوع بسبب الاتفاق الذي توصل إليه الرئيس ترمب والرئيس الصيني شي والهدنة التي توصلا إليها في تجارتهما واستئناف مفاوضات التجارة الجادة".

وأضحت المخاوف بشأن ضعف الطلب العالمي نتيجة الحروب التجارية، تحديًا جديدًا تواجهه منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" التي تضم 14 عضوا، وحلفاؤها من المستقلين.

توقعات ضبط السوق

ويعزز اتفاق أوبك بلس من وضعها في ضبط السوق، من خلال استمرار خفض إمدادات النفط، الذي بدأ منذ عام 2017، لمنع انخفاض الأسعار في ظل تنامي المنافسة مع الولايات المتحدة، التي تجاوزت روسيا والسعودية لتصبح أكبر منتج للخام في العالم.

أقرأ أيضًا : 

ارتفاع أسعار النفط مجددًا لرابع جلسة على التوالي

وجاء الاتفاق الثلاثاء، من حلفاء أوبك، وأبرزهم روسيا، بعد يوم واحد من إجماع أعضاء المنظمة على استمرار اتفاق أوبك لتخفيض إنتاج النفط لمدة 9 أشهر. وكان يحتاج هذا القرار إلى موافقة الدول النفطية الحليفة من خارج المنظمة، وهو ما أقر أمس، ويأتي تمديد اتفاق "أوبك+"، بعد أن قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم السبت "إنه اتفق مع السعودية على تمديد الاتفاق والاستمرار في خفض الإنتاج 1.2 مليون برميل يوميا، بما يعادل 1.2 في المائة من الطلب العالمي".

وارتفع خام القياس العالمي برنت أكثر من 25 في المائة منذ بداية العام الجاري بعد أن شددت واشنطن العقوبات على فنزويلا وإيران عضوي أوبك، مما تسبب في انخفاض صادراتهما النفطية، ومن المرجح أن يتسبب تمديد اتفاق الإنتاج في إغضاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي طالب السعودية، أكبر منتج في أوبك، بضخ مزيد من إمدادات النفط والمساعدة في خفض أسعار الوقود. وقد تؤدي قفرة في أسعار النفط إلى ارتفاع أسعار البنزين، وهي قضية محورية لترمب الذي يسعى للفوز بإعادة انتخابه العام المقبل.

تباطؤ الاقتصاد العالمي

وأظهر استطلاع أجرته "رويترز" لآراء المحللين أن أسعار النفط ربما تواجه ضغوطًا من تباطؤ الاقتصاد العالمي الذي يقلص الطلب في حين يغرق النفط الأميركي السوق، والسعودية لديها طاقة إنتاجية فائضة لا تقل عن 2.3 مليون برميل يوميًا، وفقا للفالح الذي قال إن المملكة لن تدع العملاء يعانون من نقص في إمدادات النفط، وفقا للموقع الإلكتروني لقناة "العربية".

وأضاف وزير الطاقة السعودي أنه ستتم إدارة المعروض من خلال ضمان عدم إغراق الأسواق أو إحداث نقص، وأعلن الفالح أن الاستهلاك المحلي من النفط في السعودية هذا العام سيكون أقل من 2018، مشيرًا إلى أن الاقتصاد العالمي في النصف الثاني من السنة يبدو أفضل مما كان يبدو عليه قبل أسبوع.

ميثاق للتعاون

وقع مندوبون عن الدول المصدرة للنفط "أوبك" الثلاثاء، "ميثاق تعاون" جديدًا مع كبار المنتجين الآخرين بينهم روسيا يهدف إلى إقامة "تعاون دائم" لا بد منه في مواجهة طفرة العرض الأميركي للخام.

ووقعت الوثيقة خلال حفل قصير في مستهل اجتماع في مقر أوبك في فيينا بحضور ممثلي الدول الـ14 الأعضاء في أوبك والدول العشر التي تحالفت معها منذ 2016 من أجل تنسيق مستوى الإنتاج والتأثير على أسعار النفط. وتمت الموافقة بالإجماع برفع الأيدي على الوثيقة التي وصفتها السعودية بأنها "تاريخية".

روسيا ترفع إنتاج نفط يونيو

أفادت وزارة الطاقة الروسية أمس، بأن إنتاج النفط اليومي ارتفع إلى 11.15 مليون برميل يوميا في يونيو /حزيران من 11.11 مليون برميل يوميا في مايو /أيار، ليظل أقل من الكمية المنصوص عليها في اتفاق خفض الإنتاج العالمي، وتتفق بيانات إنتاج يونيو/ حزيران مع ما ذكرته مصادر في القطاع لـ"رويترز" يوم الاثنين.

وتأثر إنتاج النفط الروسي باكتشاف خام ملوث في شبكة خطوط الأنابيب دروجبا الروسية في أبريل /نيسان، مما أدى لتعليق الصادرات من خلال الشبكة التي تمد أوروبا ودولًا أخرى.

وقالت وكالة الإعلام الروسية إن شركة ترانسنفت التي تحتكر خطوط الأنابيب الروسية قالت الاثنين إنها استأنفت الإمدادات بالكامل عبر دروجبا.

ورفع منتجا النفط الروسيان الكبيران روسنفت ولوك أويل الإنتاج الشهر الماضي، بينما زاد الإنتاج أيضًا في المشروعات التي تديرها شركات أجنبية كبيرة بموجب اتفاقات مشاركة في الإنتاج 11.2 في المائة في مايو/ آيار.