فتيات سعوديات يبعن الكبدة

تنشط فتيات في شهر رمضان في بيع الكبدة من «كشك» صغير في منطقة جدة التاريخية، ويبدو أن المشهد بات معتادا إذ سجلت فتيات منذ وقت مبكر وفي مواسم عدة أسماءهن لحجز مواقع لبيع المأكولات المحلية في مهرجانات المنطقة التاريخية، وساعدت الكثافة التي تشهدها منطقة جدة التاريخية في مهرجانها «رمضاننا كدا»، الفتيات في سوقهن.

وتشير إحصاءات رسمية إلى أن أعدادا ضخمة حضرت المهرجان، حتى إن إدارة المهرجان أكدت حضور أكثر من 23 ألفا في يوم الافتتاح، رغم حرارة الأجواء التي تشهدها عروس البحر الأحمر وارتفاع الرطوبة.

وتراهن الفتيات على جودة منتوجاتهن أمام المنافسين التقليديين (الرجال)، فيما تؤكد إحداهن أن الزبائن يفضلون الشراء من المرأة كون الاعتقاد السائد بأن المرأة تطبخ أفضل من الرجل، مع ميلها لترجيح الرواية.

في المقابل، يرى مالك «كشك» لطهي الكبدة في منطقة البلد عبدالرحمن منصور ذو الخمسين ربيعا لـ«عكاظ» أنه يعمل في إعداد الكبدة في رمضان منذ عقد من الزمن، ويعمل على إعدادها وبيعها بنفسه طوال ليالي الشهر الفضيل، «وهذا الأمر بات يجري في دمي كالهواية التي لا أرى بأني سأقضي رمضاني دونها».

ويشير عبدالرحمن إلى أن العشر الأواخر من شهر رمضان يكثر فيها عدد المتسوقين ويزداد فيها الإقبال على أكل الكبدة، وتكثر فيها زبائنه وتعد تلك الفترة الذهبية والذروة ومع انتهاء رمضان ولياليه تختفي أكشاك الكبدة الموقتة، التي لا يعمل أصحابها إلا في موسمه.
من جهته، أشار البراء محمد (أحد زوار منطقة البلد التاريخية) إلى أن زيارة منطقة البلد والمواقع التاريخية في جدة تعد ذات طابع مختلف فلا تخلو من المتعة والتسلية وفي رمضان تحديدا تزيد هذه المتعة، إذ تبدو كخليط من الحنين للذكريات التي ترسم في الأذهان لحظات الزمن الجميل وبقاياه المعتقة وروحانية ليالي هذا الشهر الفضيل، في ظل توافد أعداد كبيرة من جنسيات مختلفة لمشاهدة الآثار الباقية من تاريخ جدة القديمة والتعرف على الطقوس المصاحبة لرمضان في هذه المنطقة التي لا تجود فيما سواها.

وتنتصر سارة آل عبدالرحيم للفتيات العاملات في بيع الكبدة، لتؤكد حرصها على الشراء من «كشك الفتيات» كونها أكثر خبرة ودارية في مجال الطبخ، «هن يتفوقن على الرجال، ومن الطبيعي أن اختار كشكهن»، مشيرة إلى أنها تزور المنطقة التاريخية مرة واحدة في رمضان، مع كامل أسرتها حتى يستحضروا ماضي المدينة التي يحبون.