المنتخب الوطني الفلسطيني

انتزع المنتخب الوطني الفلسطيني لكرة القدم، نقطة ثمينة من ضيفه الأبيض الإماراتي، إثر تعادلهما السلبي دون أهداف، في اللقاء التاريخي والجماهيري الذي جمعهما على إستاد الشهيد فيصل الحسيني في القدس المحتلة، أمس الثلاثاء، بحضور أكثر من 15 ألف متفرج، في إطار الجولة الرابعة من التصفيات الآسيوية المزدوجة.

وأقيم اللقاء بحضور رئيس اتحاد الكرة الفلسطيني اللواء جبريل الرجوب، ورئيس الاتحاد الإماراتي لكرة القدم يوسف السركال، ولفيف كبير من الشخصيات الرياضية.

ورفع الفدائي رصيده إلى 4 نقاط في المركز الثالث، فيما تراجع الإمارات إلى المركز الثاني برصيد 7 نقاط، فيما تصدر المنتخب السعودي المجموعة برصيد 9 نقاط بعد تغلبه أمس أيضًا على ماليزيا بهدفين لهدف، وتعتبر النقطة مكسبًا للفدائي، خصوصًا أنه واجه ثالث آسيا، وأحد أفضل المنتخبات الآسيوية الآن.   

وقدّم "الفدائي" شوطًا أول مخيبًا للآمال، في ظل غياب الدور الواضح لمنطقة المناورة، وأيضا غياب التحرك الواضح لظهيري الجنب عبد الله جابر في المحور الأيسر والكسيس في المحور الأيمن، حيث غابت الخطورة بشكل كبير طوال الشوط الأول.

وفي الشوط الثاني تحسن الأداء نوعا ما بعد التغييرات التي أجراها الجهاز، خصوصًا دخول الثنائي تامر صيام ومحمود عيد، إلا أن التسرع على فترات كثيرة أثر على اللمسة الأخيرة التي غابت عن الفدائي في هذا الشوط.

واستهل الفدائي اللقاء بمحاولة الضغط المبكر على المباراة وعلى المنتخب الإماراتي، ووضح من خلال ذلك وجود إرباك وهفوات من جانب الإماراتيين الذين حاولوا تهدئة اللعب.

ومع الدقيقة الخامسة كانت أولى الفرص للفدائي من هجمة خاطفة قادها "ماتياس حذوة" وحولها عرضية إلى "الكسيس" القادم من المحور الأيمن، اطلقها قوية خارج الخشبات في اول تهديد على مرمى الأبيض الاماراتي.

في المقابل حاول المنتخب الاماراتي تهدئة اللعب والاعتماد على مهارة نجومه عمر عبد الرحمن "عموري" وأحمد مبخوت وأحمد خليل، والتمرير القصير.

ومع الدقيقة 11 كان اول تهديد اماراتي من كرة ثابتة، عبر ضربة ركنية رفعها عامر عبد الرحمن، قابلها قلب الدفاع مهند سليم برأسه لحظة الخروج الخاطئ للحارس توفيق علي. وعاد الفدائي وأمام هدير الجماهير، وسرع من الأداء، ومرر "بابلو برافو" كرة طولية إلى سامح مراعبة الذي أطلقها رائعة علت العارضة بقليل.

محاولة الفدائي للضغط على الإمارات قابلها انتشار وتحرك رائع من جانب الأبيض بفعل الإبداع الكروي للنجم العموري وحبيب الفردان في منطقة وسط الميدان، مع مساندة من امير عبد الرحمن من المحور الأيمن وهي الجبهة النشطة للاماراتيين، لإيصال الكرة لثنائي الهجوم مبخوت وأحمد خليل.

وفي ربع الساعة الأخير من الشوط الأول دانت الأفضلية لصالح الأبيض بفعل الانتشار الجيد للاعبي الوسط والتحركات الواعية لنجوم الفريق، خصوصًا المبدع العموري المتحرك في كل زوايا الملعب، وفي المقابل غاب دور وسط فلسطين بشكل لافت للنظر بتراجعه الواضح لدعم المدافعين، ما أعطى الفرصة للإمارات للتقدم، فأطلق احمد خليل قائد الأبيض تسديدتين التقطهما الحارس علي، فيما مرت الثالثة في الخارج، لينتهي هذا الشوط بالتعادل السلبي.

وتحسن أداء الفدائي بشكل ملحوظ نوعا ما، وكان هناك نوع من التحرر من قبل اللاعبين، لاسيما لاعبي الوسط بابلو برافو وماتياس حذوة، لكن عاب اللاعبين التسرع في إرسال الكرات من الخلف للأمام، وإن يحسب لهم محاولاتهم أمام منتخب قوي يلعب كرة قدم حقيقية ويملك العديد من النجوم المعروفين في مقدمتهم النجم عمر عبد الرحمن رجل المباراة الأول.

وفي الدقيقة 63 أجرى الجهاز الفني للمنتخب تغييره الأول بدخول اللاعب تامر صيام مكان جاكا حبيشة، في محاولة من الجهاز الفني لتحسين القدرات الهجومية، في المقابل رد الإمارات بتغيير أول بدخول محمد الراقي وخروج حبيب الفردان لتعزيز منطقة وسط الميدان.

وفي الدقيقة 72 دفع الفدائي بورقته الثانية عبر دخول اللاعب محمود عيد مكان سامح مراعبة لتعزيز الهجوم، وبالفعل بدأت تظهر خطورة الفدائي وأطلق عيد تسديدة زاحفة بين يديي الحارس علي الخصيف.

وفي الدقيقة 75 كانت أخطر فرص الأبيض الإماراتي في الشوط الثاني من كرة ثابتة لعبها عامر عبد الرحمن داخل الصندوق ومرت من قبل الجميع بمن فيهم المهاجم أحمد مبخوت، وتبعه أحمد خليل بإهدار هدف غريب وشبه محقق من ضربة رأس وهو في مواجهة للمرمى مستثمرًا كرة ناضجة من العموري.

وكثف الأبيض الإماراتي من هجماته في آخر عشر دقائق بحثا عن الهدف أول، وبدأ دور توفيق علي، فتصدى لكرة مبخوث الصاروخية من حدود المنطقة، ثم كرة محمد سليم.

وأمام الضغط الأبيض، أجرى الفدائي تغييره الثالث في آخر سبع دقائق بدخول خضر أبو حماد مكان بابلو برافو في محاولة من الجهاز الفني لوقف اندفاع الأبيض الهجومي، لكن الأبيض استمر في محاولاته لينتهي اللقاء بالتعادل السلبي.