حاتم بن عرفة

أعلن ديدييه ديشامب المدير الفني لمنتخب فرنسا عن قائمة فريقه لخوض بطولة تتعطش جماهير الديوك اقتناصها وتتحقيق اللقب الغائب عنهم منذ يورو 2000.

قائمة ديشامب جاءت متوازنة ومنطقية في معظمها، حيث كافأ خلالها الثنائي ديميتري باييه صانع ألعاب ويست هام ونجولو كانتي نجم ليستر على اجتهادهما، كما حرص على الاستعانة بشاب مانشستر يونايتد الواعد أنتوني مارسيال.

ربما يمتلك ديشامب فريقا في مخيلته مكون من 11 لاعب سيخوض بهم البطولة ويكونوا قادرين على تقديم مستوى جيد، وأن تكون بعض الغيابات الفرعية غير مؤثرة كما يتصور البعض بتواجد العناصر الأساسية.

ولكن هل تتذكر نهائي آخر يورو فازت به فرنسا منذ 16 عاما؟ حينما عجز أساسيو فرنسا من التسجيل لمدة 90 دقيقة أمام إيطاليا بنهائي يورو 2000 على ملعب فينورد بمدينة روتردام الهولندية، ليأتي البديل سيلفان ويلتورد لقلب الطاولة بتسجيل التعادل، قبل أن يكمل البديل أيضا ديفيد تريزيجيه العودة التاريخية ويمنح فرنسا اللقب بالهدف الثاني في الوقت الإضافي.

والسؤال الأبرز الآن هل قائمة ديشامب كافية للتنافس مع باقي الفرق الكبرى مثل أسبانيا، ألمانيا وإيطاليا وانجلترا؟ هل كان موفقا حينما أبقى على بعض النجوم كمجرد أوراق قيد الانتظار في حالات الطواريء؟

دعونا في النقاط التالية نستعرض أهم الأسباب التي قد تمنع الديوك من الصياح حتى خط النهاية في سباق اليورو: 

استبعاد حاتم بن عرفة

تمتلك فرنسا خيارات هجومية عديدة سواء على الأجنحة بتواجد المتألق أنطوني جريزمان هداف أتليتكو مدريد، أنتوني مارسيال نجم مانشستر يونايتد، كينجسلي كومان، بالإضافة لصانعي اللعب ديميتري باييه ويوهان كاباي.

ولكن هذا لا يبرر الاستغناء عن بن عرفة الموهبة المعروفة للجميع منذ سنوات، واستعاد اكتشاف نفسه من جديد ليقدم موسم تاريخي مع نيس مسجلا 18 هدف.

مستوى بن عرفة أبهر مسئولو نادي برشلونة الأسباني وجعلهم يفاوضونه من أجل التعاقد معه خلال فترة الانتقالات الصيفية القادمة، ولكنه لم يكن كافيا لإقناع ديشامب لاستدعائه على حساب أي من كاباي أو موسى سيسوكو رغم معاناة كل منهما هذا الموسم بهبوط الأخير رفقة نيوكاسل يونايتد لدوري الدرجة الأولى.

وجود بن عرفة كان سيمنح الديوك المزيد من الحلول الفردية بالمهارات الفردية والسرعة الفائقة التي يمتلكها، بالإضافة للقدرة التهديفية الكافية لتغيير مسار أي مباراة إذا نزل بديلا ولكن ديشامب كان له رأي آخر.

التعامل مع أزمة ساخو

بعد أزمة غياب كريم بنزيمة عن صفوف فرنسا بسبب فضيحة الشريط الجنسي، تعرض الديوك لصدمة جديدة بتأكد عدم مشاركة مامادو ساخو مدافع ليفربول بسبب ثبوت تعاطيه للمنشطات.

من المتوقع أن يكون الثنائي الأساسي هما رافائيل فاران ولوران كوسيلني، وكليهما يعاني من الإصابات مما كان يحتم وجود بديل قوي.

المنطق الذي رآه الكثيرون هو تأكد انضمام صامويل أومتيتي مدافع ليون المطلوب من برشلونة، ولكن ديشامب قرر الاستعانة بجيريمي ماثيو الذي يسعى نفس النادي للتخلص منه في أقرب وقت ممكن.

وبدلا من ضم لاعب مؤثر مثل أومتيتي أو عادل رامي المتألق مع اشبيليه، فضل ديشامب ماثيو المتوقع ألا يزيد وجوده عن "كمالة عدد" خاصة لإصاباته المتكررة في الركبة.

غياب شنايدرلين

يعتبر خط الوسط هو المركز الأكثر كثافة باللاعبين المميزين لدى فرنسا، بتواجد بول بوجبا، بلايس ماتويدي، لاسانا ديارا، موسى سيسوكو، نجولو كانتي.

ولكن جميع هؤلاء تقريبا يمتلكون نفس الصفات ونقاط القوى بالاعتماد على الناحية البدنية والالتحامات عند ديارا وكانتي، بالإضافة للقدرات الهجومية المميزة لبول بوجبا وماتويدي.

ورغم عدم ظهور شنايدرلين كثيرا مع مانشستر يونايتد هذا الموسم، إلا أنه نوعية مختلفة من المحاور الدفاعية مؤخرا، لإجادته افتكاك الكرة وإفساد هجمات المنافس.

المواجهات مع فرق تجيد التكتل الدفاعي مثل إيطاليا وألمانيا، يصعب كثيرا على لاعبين من نوعية بوجبا وماتويدي وباييه الاختراق من العمق، مما يجعلك بحاجة للاعب وسط يمتلك رؤية ويجيد التمرير الطويل من خلف المدافعين لاختصار الكثير من المسافات لتسهيل المهمة على الأجنحة والمهاجمين.

والتفسير المنطقي هنا أن ديشامب هنا اعتمد على عنصر تفضيل أهل الثقة على أهل الكفاءة وحاجة فريقه للتنوع، لأنه لم يهتم بهبوط مستوى سيسوكو الشديد واستدعاه على حساب شنايدرلين.

تجاهل لاكازيت وجاميرو

لا يمر أليكساندر لاكازيت بواحد من أفضل مواسمه في الفترة الحالية، حيث سجل 23 هدفا فقط وهو ما يقل عن سجله الموسم الماضي بـ8 أهداف.

ولكن هذا لا يعني عدم وجود مكانا له بتشكيل فرنسا في غياب بنزيمة، وإصرار ديشامب للاعتماد على أندري جينياك الذي يلعب بدوري ضعيف مثل الدوري المكسيكي ويبلغ من العمر 30 عاما.

وحتى ما حققه كيفن جاميرو بتسجيل 28 هدفا مع اشبيليه هذا الموسم، لم يكن كافيا لإقناع ديشامب بقدراته ليضع الكثير من علامات الاستفهام على قرارت المدرب التي قد تكلفه منصبه في حالة أي إخفاق.