سعيد البوزيدي

اعتبر سعيد البوزيدي، مدرب جمعية سلا لكرة السلة، أن عام 2017 كان مثاليا بالنسبة إلى فريق "القراصنة" بعدما توّجوا بلقبي الدوري والكأس المحليين، ولقب بطولة أفريقيا فضلا عن نهائي البطولة العربية وأضاف سعيد البوزيدي، خلال مقابلة خاصة له مع "المغرب اليوم"، أن العام المنقضي "كان ممتازا فهزيمتنا في نهائي البطولة العربية التي نظّمتها جمعية سلا جاء في الثواني الأخيرة من المباراة، لكن يمكننا اعتبار نيلنا للقب الأفريقي أفضل تعويض عن ضياع اللقب العربي، وهو لقب غال جدا، أتمنى أن يحافظ الفريق على النسق ذاته، خاصة أننا تلقينا تهنئة مولوية سامية، من عاهل المغرب ستكون أكبر محفز لنا في السنة الجديدة للحفاظ على المكتسبات والدفاع عن لقبنا الأفريقي والعمل على التتويج بالبطولة العربية".

وأشاد ربان قراصنة الرقراق، بالدور الكبير الذي لعبه الأجانب في إحراز اللقب القاري لا سيما اللاعب الأميركي واين أرنولد المتألق خلال المنافسات القارية، معتبرا أن جمعية سلا عثرت أخيرا على محترف من الطراز العالي، مضيفا: "أعتقد لو أن اللاعب الأميركي التحق بنا أسبوعين فقط قبل البطولة العربية لأمال الكفة لصالح الفريق السلاوي ولفزنا باللقب الذي ضاع في آخر ثوانٍ مباراة النهاية أمام هومنتمن اللبناني، ولكن مع الأسف ذلك لم يحدث، غير أن أرنولد انضم للمجموعة بعد البطولة العربية وخاض عدة معسكرات مع المجموعة وتمكن من التأقلم مع العناصر السلاوية، ورفع منسوب لياقته البدنية وأعطى إضافة مهمة للمجموعة خلال البطولة الأفريقية التي احتضنتها رادس التونسية".
وتحدث البوزيدي عن الجيل الذهبي الذي يدربه منذ أعوام، مشددا على أن الفريق قادر على صناعة جيل جديد، وزاد: "جمعية سلا بإمكانه أن يصنع جيلا جديدا من اللاعبين الجيدين، لأن اللاعبين الحاليين لم يكونوا نجوما في أنديتهم قبل مجيئهم للفريق، كانوا لاعبين جيدين، واستطاع الفريق أن يكسبهم المستوى الدولي من خلال المشاركات المكثفة في الدوريات الدولية والقارية والودية أيضا كدوري الحريري بلبنان ودوري سلا الدولي، ومجوعة أخرى من المنافسات خلال العشر أعوام الأخيرة، فاللاعبون استفادوا من جمعية سلا والأخير استفاد منهم أيضا لذلك فجمعية سلا قادر على خلق جيل جديد من اللاعبين الدوليين، لكن علينا أن نعمق العمل على مستوى الفئات الصغرى، ودفعهم للمشاركات الدولية والعربية والمغاربة، منذ الصغر حتى يكسب اللاعبون التجربة مبكرا، وهذا هو المخطط والاتجاه الذي يسير فيه جمعية سلا".

وانتقد البوزيدي الظروف الحالية، التي يمرّ منها المنتخب الوطني في ظل الخلافات والمشاكل بين الاتحاد المغربي للسلة وبعض الأندية ووزارة الشباب والرياضية، مضيفا أنه في ظل استمرار هذه المشاكل لا يمكن للمنتخب الوطني أن يقدم أداء جيدا ويحرز نتائج كبيرة، مشددا على ضرورة حل جميع الأزمات قبل عودته لتدريب أسود الأطلس لكرة السلة، قائلا: "إذ استمر الوضع على ما هو عليه، فلن أعود للمنتخب الوطني مرة أخرى، لا يمكنني العمل وسط المشاكل وقلة التحضير والتخبط الذي يحاصر رياضة المثقفين في الوقت الراهن، كنت قدمت استقالتي بعد العودة من أنغولا بسبب الطريقة التي حضر بها المنتخب للتصفيات والعراقيل التي واجهتنا، والتي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يعيشها المنتخب الوطني، وهي مشاكل لا توجد حتى في الأندية، تحملنا ما يكفي ومنذ أعوام، وحان وقت التعبير عن رفضنا لما يقع اليوم في كرة السلة، ورغم ذلك حققنا نتائج جيدة، أعتقد بأن هؤلاء لا تهمهم كرة السلة الوطنية، لأن الأزمة طالت جدا، ولا يمكننا الاستمرار أكثر في هذا العبث، فمن الأفضل بالنسبة إليّ أن أجلس مع أولادي على أن أتحمل الضغوطات وشد الأعصاب التي تواكب مشاركتنا في كل مناسبة رسمية مع المنتخب، أنا رهن إشارة الراية الوطنية بشرط تحسين الظروف ولو في حدها الأدنى، حتى نضمن تحضيرا في المستوى وسفرا عاديا مثل باقي المنتخبات الأفريقية".

كما عرج البوزيدي للحديث عن شقيقه الأصغر الذي يشغل مديرا فنيا لجمعية سلا لكرة القدم، قائلا: "أسرة البوزيدي رياضية بامتياز، فشقيقي عبدالصمد لعب كرة القدم في مستوى عالي، وكنت أتمنى أن يدخل عالم التدريب مباشرة بعد اعتزاله الميدان لكنه تأخر قليلا، لكن الخير في ما اختاره الله، وأتمنى أن يكون مساره في التدريب أفضل من مساري الشخصي، فأنا قبل 10 أعوام لم يكن يراهن عليّ أحد أن أقود جمعية سلا للتتويج ببطولة أفريقيا للأندية البطلة، عليه بالاجتهاد والإخلاص في عمله وسيصل إلى أهدافه حتما".