يعتبر "الكاراكو العاصمي" من الألبسة التقليديّة المهمة لدى المرأة الجزائريّة، كونه عبارة عن قطعة مستوحاة من أصالة الموروث التقليدي الوطني من أجل توريثه للأجيال المقبلة، وعليه فإن "الكاراكو" أصبح يُنافس القفطان المغربي، بعد أنّ أُدخلت عليه بعض الحرفيات التفصيلات الحديثة والتي تتماشى وسوق الألبسة العصريّة، وأمام الموديلات الجديدة والألوان المختلفة، تم إعادة نشاط ترويج "الكاراكو" في المحلات الفاخرة في المدن الجزائريّة المختلفة، بعد أن دخل هذا اللباس منذ أعوام إلى متحف الألبسة التراثية القديمة، إلا أنّ تشبث المرأة بهذا اللباس أعطى له روح أخرى وبلمسة مُغايرة للقفطان المغربي، والذي اقتحم هو الآخر الصالونات الوطنية. ويتكون "الكاراكو العاصمي" من صدرية مصنوعة من قماش القطيفة ذات النوعيّة الجيّدة، وينسج عن طريق الصناعة اليدوية الحُرة المُستوحاة من التراث وممزوجة بالموديلات العصريّة، وهذا ما أكدته إحدى الحرفيات والتي مازالت تحتفظ في واجهة محلها بـ"كاركو عاصمي" عمره 100 عامًا، مطرزًا بخيوط ذهبيّة ومصنوعًا من القطيفة الكلاسيكيّة. وتتحدث الحرفيّة خديجة عن التنوع في صناعة "الكاراكو العاصمي"، موضحةً أن هناك المُخصّر، ومنه الطويل الذي يشبه الشدة التلمسانية، ومنه بالأكمام الطويلة أو القصيرة وغيرها وما يميز هذه الموديلات عن بعضها لا تتوقف فقط في الألوان، لكن في الحقيقة، حتى الاختلاف يظهر في الغرز المستعملة والخيوط أيضًا، إما بالمجبود أو بالفتلة، وحتى بعض تفصيلات الرسم التي تختلف هي الأخرى وتعبر كل واحدة عن معاني معينة، كما يكمن الاختلاف في نوعية "الكاراكو" الخاص بالأفراح والموجه لتصديرة العروس الجزائريّة. وأشارت إلى أنّ من بعض الحرفيات أنّ عودة "الكاراكو العاصمي" إلى سوق الألبسة العصريّة أزاح مكانة القفطان، والذي كان من أفضل الألبسة الأكثر طلبًا في الأعراس والحفلات المتنوعة.