الاحتفال بيوم البيئة العربي

احتفلت الدول العربية اليوم الثلاثاء بيوم البيئة العربي تحت شعار "نحو تقنية خضراء لتحقيق تنمية مستدامة". 

ويحتفل العالم العربية في الـ14 من شهر تشرين الأول/أكتوبر من كل عام بيوم البيئة العربي، وهو اليوم الذي اجتمع فيه وزراء البيئة العرب في العاصمة التونسية عام1986، وذلك بعد أن أصدر مجلس جامعة الدول العربية في 22/9/1986 القرار رقم 4738 والذي نص على تأسيس مجلس الوزراء العرب المسئولين عن شؤون البيئة.

ويهدف قرار المجلس إلى تنمية التعاون العربي في مجالات شؤون البيئة وتحديد المشكلات البيئية الرئيسية في الوطن العربي، وأولويات العمل اللازمة لمواجهتها ودراسة العلاقات المتشابكة بين البيئة والتنمية وخاصة ما يتطلب تناولها بٌعداً إقليمياً.

وللاحتفال بهذا اليوم عادةً يتم اختيار شعاراً خاصاً وموضوعاً يكون موضوع جائزة مجلس الوزراء العرب المسئولين عن شئون البيئة.

وأعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء العرب المسئولين عن شئون البيئة في وقت سابق عن جائزتها للعام 2014 وموضوعها /نحو تقنية خضراء لتحقيق تنمية مستدامة في مجال مكافحة تلوث الهواء/.

وتبلغ قيمة الجائزة الأولي 10 آلاف دولار والثانية قيمتها 7 آلاف دولار والثالثة قيمتها 3 آلاف دولار والتقدم للجائزة مكفول لأي فرد أو مجموعة من الأفراد أو مؤسسة عربية تعمل بالعمل التطوعي من الدول العربية الاعضاء بجامعة الدول العربية.

وستعلن الأمانة العامة أسماء الفائزين خلال اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس الوزراء العرب المسئولين عن شئون البيئة والذي يعقد في نوفمبر المقبل.

وجاء اختيار المجلس الوزاري العربي لشؤون البيئة لموضوع جائزته في إطار جهود المجلس في الدعم المنطقي لتطور عمليات دفع الاقتصاد الأخضر عربيا الى الأمام بغية صياغة مستقبل عربي أكثر استدامة.

وتجري الاستعدادات في القاهرة لعقد اجتماعات المجلس الوزاري البيئي العربي الذي سيُعقد بمقر الجامعة العربية في نوفمبر المقبل، لبحث التعاون العربي في مجال البيئة.

وسيناقش الاجتماع سبل التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات في مجال البيئة والحد من ظاهرة التصحر والتغيير المناخي جراء الاحتباس الحراري.. بالإضافة للاستثمار الأمثل للموارد الطبيعية، ومصادر المياه بين دول المنبع وزيادة الربوع الخضراء.

وبهذه المناسبة أكد وزير البيئة والمياه في دولة الإمارات العربية المتحدة الدكتور راشد أحمد بن فهد أن التقنيات الحديثة تلعب دورا مهما في تحقيق التنمية المستدامة على المستويات الوطنية والدولية.. موضحا أن هذا الدور بدأ يتعاظم في ظل تزايد الضغوط والتحديات التي تواجهها البيئة في عالم اليوم.

وقال بن فهد في بيان له نشر في دبي إن الاحتفال بهذه المناسبة تحت الشعار نفسه للسنة الثانية على التوالي يؤكد الدور الذي تلعبه التقنيات الحديثة وأن حجم الضغوط والتحديات والسرعة التي تتطور بها القضايا البيئية تجعل الحلول القائمة على التقنية والمعرفة والابتكار السبيل الأمثل للتخفيف منها والسيطرة على التأثيرات السلبية المصاحبة لها.

وأشار الوزير الإماراتي إلى أن بلاده قد حصدت وما زالت تحصد، ثمار توظيفها الملائم للتقنيات الخضراء في مجالات الطاقة والمياه والنقل والبيئة الحضرية والتنوع البيولوجي، وغيرها.

بدورها أكدت وزيرة الدولة لشؤون البيئة السورية الدكتورة نظيرة سركيس أمس بالمناسبة نفسها في دمشق، إلتزام بلادها بتنفيذ المواثيق والعهود القومية والإقليمية التي من شأنها تحقيق التكامل في الجهود العربية الرامية للحفاظ على البيئة بمكوناتها المختلفة من خلال بناء الإنسان وتنمية وعيه وسلوكه البيئي ليسهم بشكل فاعل في تحقيق مستقبل بيئي منشود للأجيال القادمة.

وقالت الوزيرة السورية إن مناسبة يوم البيئة العربي تأتي هذا العام في ظل مزيد من الانتهاكات والتجاوزات التي تطال المكونات والموارد الطبيعية نتيجة الممارسات التخريبية من قطع الأشجار الحراجية بشكل جائر وحرق الغابات.

ودعت سركيس إلى إعادة التوازن للأنظمة البيئية التي أصابها الخلل نتيجة العدوان المستمر عليها، وتحمل المسؤولية الجماعية نحو قضايا البيئة وتدعيم مبدأ العمل التطوعي والمشترك لتدارك الانتهاكات التي من شانها إعاقة العمل البيئي والوصول إلى بيئة آمنة على المستوى الوطني والعالمي.

من جهته أشار وزير البيئة العراقى الدكتور قتيبة الجبورى، الذي يزور القاهر حاليا إلى أن مصر أصبحت لها مكانتها وخبراتها المعروفة فى المجال البيئي.. مؤكدا السعي للتعرف على التجربة المصرية والآليات التي ساهمت في نجاحها، ونقل هذه التجارب إلى العراق من خلال إرسال وفود وعقد اجتماعات وورش عمل وتنمية القدرات وتوفير فرص للدراسة في الجوانب العلمية وإعداد البحوث في المجال البيئي.

واستعرض الوزير العراقي مع نظيره المصري الدكتور خالد فهمي سبل التعاون المشترك من خلال مد وتفعيل بروتوكول التعاون الفني الذي تم توقيعه عام 2012 ببغداد، حيث أكد فهمى على أن هناك مجموعة فنية مشكلة من الجانبين لتحديث هذا البروتوكول الموقع لتكون المسودة النهائية جاهزة خلال أيام، تمهيداً لتوقيعه فى جدة بالمملكة العربية السعودية في نوفمبر المقبل خلال انعقاد مجلس وزراء البيئة العرب.

وفي الأردن أطلق مركز شباب راسون اليوم فعالياته البيئية بهذه المناسبة بمشاركة اعضاء المركز والمجتمع المحلي، واشتملت الفعاليات على محاضرات تجاه القضايا البيئية وأعمال تطوعية إضافة الى تنظيم مسابقة بيئية لتعزيز الوعي البيئي لدى أعضاء المركز.

ويمر يوم البيئة العربي لهذا العام في ظل استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الاستيلاء على المصادر الطبيعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتدمير التنوع الحيوي وبناء جدار الفصل العنصري الذي عزل مصادر المياه عن التجمعات السكنية وجرف الأراضي الزراعية ودمر الحياة البرية بالإضافة للمشاكل البيئة التي تعاني منها فلسطين من نقص المياه العذبة والتصحر وتغير المناخ والتلوث.

ودعت سلطة جودة البيئة في فلسطين اليوم، العالم العربي وخبراء البيئة العرب إلى زيارة الأراضي الفلسطينية للاستفادة من خبراتهم في مجال حماية البيئة والإطلاع على جرائم الاحتلال الإسرائيلي وخاصة في قطاع غزة.

ويشير خبراء البيئة إلى أن التقنية الخضراء هي التي تهدف في المقام الاول الى تحقيق التنمية المستدامة عن طريق تصميم وإبداع التقنيات الحديثة التي تحافظ على البيئة ومصادرها الطبيعية وتقلل من تدخلات البشر السلبية بهدف خفض الملوثات البيئية سواء كان ذلك في المياه أو على اليابسة أو في الهواء.

وتتعدد مظاهر الاختلالات البيئية في بلداننا العربية، و التي تتمثل في تلوث المصادر المائية عن طريق الإفراط في استعمال الأسمدة والمبيدات وتوجيه مجاري الصرف الصحي بالمدن ونفاياتها الكيماوية نحو الأنهار أو نحو مناطق فلاحية، وتلوث البحار والمحيطات، وزيادة حرارة الأرض وتغير المناخ.

كما تشمل أيضا مشاكل النفايات بكل أنواعها، سواء النفايات المنزلية أو السامة أو المشعة، واجتثاث الغابات وانجراف التربة، ومشاكل التصحر وتزايد حدة الجفاف،و إفقار التنوع البيولوجي فوق الأراضي العربية، وصعوبة التحكم في تزايد السكان المهول خاصة في داخل المدن العربية.

ويؤكد الخبراء العرب أهمية البيئة من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتي هي شرط من شروط دمج الابعاد الثلاثة للتنمية المستدامة من خلال نهج متكامل ومتماسك ومنظم واعتبار البيئة جزء لا يتجزأ من جميع الاهداف الانمائية المستدامة، حيث أن المشاكل البيئية لا تعرف الحدود السياسية وانعكاساتها السلبية على الصحة ولا تفرق بين المستويات الاجتماعية.