جانب من أزمة عرسال

طالبت جريدة السفير اللبنانية بتشكيل لجنة تحقيق عسكرية، تحدد المسؤوليات عما جرى في بلدة عرسال بشمال شرق لبنان والتي سيطر عليها مسلحو جبهة النصرة وداعش لفترة منذ عدة أسابيع.
وتساءلت الصحيفة في تقرير لها اليوم ما هي قصة المجموعة العسكرية التي قررت الفرار من موقعها في لحظة بدء المعركة والالتحاق بـ«جبهة النصرة»، وكيف صادف أن كل المجموعة كانت من لون طائفي معين؟ ولماذا لم يعلن الجيش عن هوية هؤلاء الفارين أم أنه ينتظر من المجموعات المسلحة أن تذيع شريطا كما حدث في حالة أحد العسكريين الفارين سابقا؟
وواصلت طرح تساؤلاتها قائلة وإذا صح أن هناك مجموعة من العسكريين التحقت بالمجموعات التكفيرية، ألا يطرح ذلك أسئلة حول ما يجري داخل المؤسسة العسكرية، وكيفية إعادة تحصين العقيدة الوطنية القتالية وإبعاد العسكريين عن مناخ الانقسام السياسي والمذهبي؟

وقالت يظل السؤال قائما: ألم تقصر القيادة العسكرية في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية العسكريين، خصوصا وأن عشرات الحوادث قد حصلت على مدى ثلاث سنوات .
وأشارت إلى أن هذه الحوادث أظهرت وجود نقاط ضعف، على صعيد خطط وخطوط الدعم والمساندة والإمداد والانتقال والانسحاب، كما على صعيد التموضع والتحصينات والذخائر والسلاح والاستخبار، وكان من البديهي أن ترصد المجموعات التكفيرية نقاط الضعف عند الجيش اللبناني، وبالتالي، أن تحاول الاستفادة منها والتسلل عبرها في حال حدوث مواجهة ما.
وقالت لقد جاءت نصائح من جهات عدة تدعو الجيش إلى إعادة نظر جذرية في كل خطط انتشاره وتموضعه، بحيث ينتقل إلى حالة الانتشار القتالي بدل الانتشار الانتظاري ـ الدفاعي.
وتساءلت الصحيفة لماذا استمر تطويق العسكريين من العاشرة صباحا وحتى الرابعة عصرا، من دون اتخاذ إجراءات فورية لفك الطوق أو تأمين خط انسحاب أو غير ذلك؟ وهل كان هناك من يمني نفسه، حتى آخر لحظة، وبناء على وعود داخلية وخارجية، بتسوية تمنع أي انهيار دراماتيكي؟
لماذا لم يبادر قائد الجيش إلى جمع القيادة العسكرية، في الساعات الأولى، بل ترك الأمور تتدحرج إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه؟.