التعلم أثناء المشي

كشف استطلاع أجراه محاضر سويدي بين طلابه تفضيل الطلاب للحلقات الدراسية والمناقشات أثناء المشي لأنهم يتعلمون منها بشكل أفضل ويكون تواصلهم أكثر فاعلية. ويتفق ذلك مع نتاج دراسة حديثة أخرى أجراها باحثون من جامعة ستانفورد أظهرت أن المشي يعزّز قدرات الإبداع والتعلّم.

وكان البروفيسور أوليه بالتر من المعهد الملكي للتكنولوجيا في ستوكهولم قد بدأ في اصطحاب 10 من طلابه للمشي في حديقة قرب الحرم الجامعي، ولاحظ على الفور تحسّناً في مستوى الحديث والمناقشات عندما يكونون في الهواء الطلق.

وجد بالتر أن الطلاب يتمكنون من التعبير عن أفكارهم بشأن موضوعات الحلقات الدراسية في الهواء الطلق بشكل أفضل من تعبيرهم داخل قاعات الدراسة، وأن هذا التحسن يزداد عندما يتم تقسيمهم إلى مجموعات صغيرة.

بحسب صحيفة "نيوز ستانفورد" أجرى بالتر مسحاً بين 23 طالباً لقياس مستوى التلقي أثناء المشي ومقارنته بمثيله داخل قاعات الدراسة، وعرض نتائج بحثه في مؤتمر الإلهام التربوي الذي عقد مؤخراً في معهد لوند للتكنولوجيا بالسويد.

أفادت النتائج بأن 17 من أصل 23 طالباً يعتقدون أنهم يتواصلون مع غيرهم من الطلاب أثناء النقاشات التي تجري وهم يمشون بشكل أفضل من التواصل أثناء جلوسهم في قاعات الدراسة. وقال اثنان فقط من الطلاب إن التواصل أثناء المشي أسوأ.

وقال 12 من أصل 23 طالباً إن نوعية التعلّم أفضل أثناء المشي، بينما قال واحد فقط إنها أسوأ مفضلاً الجلوس.

وأكد 19 طالباً من أصل 23 رغبتهم في تقديم المعهد خيار الحلقات الدراسية أثناء المشي، بينما رفض اثنان من الطلاب هذا الخيار. ووصف 14 طالباً الحلقات الدراسية أثناء المشي بأنها "مريحة"، واعتبر 9 طلاب أنها أكثر انفتاحاً، و7 طلاب أنها أكثر إنتاجية وأكثر فائدة للصحة.

ورداً عل سؤال حول أسوأ جوانب الحلقات الدراسية أثناء المشي قال 6 طلاب من أصل 23 إنها أصعب من حيث التواصل مع جميع الزملاء، وأشار 4 طلاب إلى إمكانية خروج المناقشات عن الموضوع.

لفت البروفيسور بالتر إلى دور الطقس في إعاقة مثل هذه النوعية من الحلقات الدراسية أثناء المشي في الهواء الطلق، واقترح أن تكون مجرد خيار بديل لطريقة إقامة الحلقات الدراسية نظراً لفوائدها للصحة وللعملية التعليمية.

وكانت الدراسة التي أجريت في جامعة ستانفورد قد أجرت اختبارات علمية لقياس مستوى تحصيل الطلاب أثناء المشي سواء داخل أماكن مغلقة أو في الهواء الطلق ومقارنتها بمستوى تحصيلهم أثناء الجلوس ووجدت زيادة في قدرات التحصيل أثناء المشي بغض النظر عن مكانه، وأن النتيجة نفسها تحقق حتى أثناء المشي على أجهزة المشي في صالة الألعاب الرياضية (الجيم).