أنصار داعش يرفعون الأعلام على مقرات الحكومة العراقية في الموصل

 أحرق تنظيم "داعش" فتاة مسيحية (12 عاما) حتى الموت، في منزلها في الموصل شمال العراق بينما استخدمت الفتاة كلماتها الأخيرة لحث عائلتها على الغفران لمن قتلوها. وكشفت والدة الفتاة عن حديث ابنتها أثناء وفاتها عن الحكم الوحشي لـ"داعش" في المدينة العراقية والقمع الذي تعرض له المسيحيون في المنطقة. وجاء المسلحون لمطالبة والدة الفتاة بالضرائب الدينية التي يدفعها كل فرد من غير المسلمين في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، ولكن عندما تأخرت الأم في الدفع أحرق المتطرفون منزل العائلة، وروت الأم كيف جاء متطرفو داعش الأجانب إلى المنزل للمطالبة بالجزية وهي الضريبة الدينية المفروضة على غير المسلمين.

وقالت جاكلين إسحاق وهي ناشطة حقوق الإنسان  إن "المقاتلين الأجانب جاؤوا إلى منزلي وقالوا لي أمامك خياران، إما أن ترحلي الأن أو تدفعي الجزية، وقلت لهم سوف أدفع ولكن امنحنوني بضع ثوانٍ لأن ابنتي في الحمام"، لكنهم قالوا: "ليس لديك بضع ثوان، وأشعلوا المنزل". وتمكنت الأم وطفلها من الهرب من المنزل المحترق إلا أن ابنتها عانت من الحروق الشديدة وتوفيت لاحقا في المستشفى، وأضافت السيدة إسحاق " لقد توفيت ابنتي بين ذراعي وكانت أخر كلماتها: اغفري لهم".

ويعتبر القتل الوحشي للفتاة المسيحية ضمن عمليات إعدام "داعش" المروعة التي نفذت في الموصل هذا الأسبوع، في ظل استمرار فقدان التنظيم لأراضٍ واسعة في العراق، حيث ذكرت وكالة أنباء محلية في وقت سابق الخميس أن "داعش" أعدم 25 شخصا في الموصل عن طريق وضعهم في حوض من حمض "النيتريك" حتى تحللت أعضاؤهم. كما اتُهم أكثر من 12 شبلا بالتجسس على "داعش" لصالح قوات الأمن العراقية الحكومية. وجاءت عمليات الإعدام في الموصل في أعقاب عدد من التفجيرات في العاصمة العراقية بغداد حيث تأمل داعش في الانتعاش من خسائرها في ساحة المعركة في العراق.

وأوضح متحدث باسم الجيش الأميركي هذا الأسبوع أن التنظيم المتطرف يواصل فقدان السيطرة على الأراضي في مختلف أنحاء العراق وسوريا بما في ذلك حوالي نصف ما كان يمتلك التنظيم في العراق.

 وقدرت وزارة الدفاع الأميركية سابقا أن مقاتلي "داعش" فقدوا السيطرة على نحو 40% من الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها في العراق و10% من الأراضي التي احتلوها في سورية. وأفاد المتحدث باسم وزارة الدفاع بيتر كوك أن هذه الإحصاءات ارتفعت في الأسابيع الأخيرة. وأضاف أن " الإحصاءات حاليا في العراق حوالي 45% من الأراضي التي كانوا يحتلونها وتمت استعادتها، وتتراوح النسبة في سورية من 16 إلى 20%".

واقتحم "داعش" أجزاء كبيرة من العراق وسورية أوائل عام 2014 في مقابل مقاومة بسيطة من قوات الأمن العراقية واستغلال الفوضى في سورية التي مزقتها الحرب، وقادت الولايات المتحدة منذ أغسطس/آب 2014 تحالفا دوليا للقتال ضد "داعش" باستخدام مزيج من الضربات الجوية وتدريب وتجهيز الشركاء المحليين، وفقد "داعش" حتى الآن السيطرة على الرمادي وهيت في العراق لكنها لا تزال تسيطر على مدن مهمة أخرى بما في ذلك الموصل والفلوجة، وفي سورية لا زال التنظيم يسيطر على الرقة عاصمة خلافته المزعومة.