القاهرة - فلسطين اليوم
أين اختفى ذلك الحب الكبير الذي جمع الزوجين قبل أعوام عدة؟ أين أصبحت المشاعر الجياشة التي تبادلها الزوجان في ما مضى وكانت ركيزة لبناء عائلة صغيرة؟ ما هي الأسباب التي تجعل الحب يموت فجأة، أو تدريجياً، بعد الزواج؟
هل يمكن أن يموت الحب الكبير فجأة؟ هل يمكن أن تنطفئ المشاعر الجياشة وتختفي لتصبح عدماً؟ كيف يمكن أن تتحول المشاعر الإيجابية إلى مشاعر سلبية، ويحلّ البغض مكان العشق؟ لا شك في أن مشاعر الحب معقدة. ومثلما تولد من دون سبب واضح، فإنها تموت أيضاً من دون تبرير منطقي.
قد لا يعي الزوجان الأسباب الصريحة للبغض والامتعاض والكراهية التي باتت تخيّم على علاقتهما بعد الزواج، لكن لا شك في أن هناك العديد من الأسباب التي أفضت إلى هذه المشاعر السلبية. ثمة أسباب لها علاقة بطباع وشخصية كل واحد من الشريكين، والروتين الملل المسيطر على العلاقة الذي يفضي مع الوقت إلى انفجار العلاقة وتحولها إلى كابوس حقيقي.
المزاجية والتسلط
إذا كان أحد الزوجين مزاجياً، فإن هذه الصفة السلبية تتحكم به وتبطل كل المفاهيم الأخرى، بحيث يتأثر الحب سلباً بهذه المزاجية ويموت شيئاً فشيئاً. بالفعل، تؤدي المزاجية إلى الفشل المحتم في العلاقة العاطفية، لأن التقلبات غير المبررة في التصرفات تقضي لاإرادياً على الحب مهما كان كبيراً.
وإذا رغب الشخص المزاجي في الحفاظ على مؤسسة الزواج، عليه بذل الكثير من الجهود للتخفيف من تلك المزاجية والطبع المتسلط، لأن استمرار الحب في الزواج يحتاج إلى استقرار عاطفي وطمأنينة معنوية.
الفراغ العاطفي
إذا كان أحد الزوجين يعاني من فراغ عاطفي لسبب أو لآخر، وعمد إلى الزواج لمجرّد الانتقام أو سدّ تلك الثغرة العاطفية، فإن الزواج سيكون حتماً محكوماً بالفشل، ويقول حينها الزوجان إن الحب انتهى بينهما، علماً أنه لم يكن يوجد أصلاً أي حب حقيقي.
فالفراغ العاطفي يمكن أن يضلل الشخص ويوهمه بأنه وجد الحب الذي يبحث عنه فور لقائه بأي شخص، فتنمو المشاعر وتكبر، وإنما على أسس غير ثابتة، بحيث تنهار أمام أول عقبة أو تبدّل في ظروف العيش.
الحب الذي ولد إذاً من فراغ عاطفي ليس حباً حقيقياً، بل مجرد حاجة إلى كسر الوحدة والسعي إلى تعزيز الاستقرار العاطفي والإحساس بالأمان.
الملل والروتين
الروتين قاتل... قاتل لكل شيء بما في ذلك الحب الكبير. فالحياة تحتاج إلى التجدد لتبقى نابضة. وما لم يدخل التجدد إلى الحياة الزوجية، يصبح الروتين مهيمناً عليها ليقضي تدريجياً على ركائز الزواج، ويبدأ كل واحد من الطرفين بالبحث عن علاقة عاطفية خارج مؤسسة الزواج بهدف كسر ذلك الملل.
يمكن الحؤول دون سيطرة الروتين على العلاقة الزوجية من خلال استنباط الأفكار الجديدة بشكل دائم لبث الحيوية في الزواج. فلا بد من أخذ الإجازات العائلية، والسفر إلى أماكن جديدة، والقيام بنشاطات جديدة.