الروبوتات

أطلق العديد من العلماء تحذير "الروبوتات قادمة"، في ظل توسع الكثير من الشركات والمؤسسات في استخدام الأجهزة الآلية للقيام بوظائف طالما كانت حكرًا على الإنسان، فإذا كنت مثلاً من متابعي بطولة كأس القارات، المقامة حاليًا في روسيا، فستلاحظ ما تشهده مباريات البطولة من استخدامٍ متزايد لتقنية الفيديو، لحسم القرارات المتعلقة بالمواقف المثيرة للجدل خلال المباريات، وهو ما يأتي على حساب دور الحكم بطبيعة الحال. كما أن من بين النذر المخيفة التي تشير إلى "الطوفان الآلي المقبل"، ما أعلنه خبراء اقتصاديون في بنك إنجلترا، العام الماضي، من أن 80 مليون وظيفة في الولايات المتحدة، و15 مليون وظيفة في المملكة المتحدة، قد تُسند في المستقبل إلى "روبوتات" وليس إلى بشر.

وبطبيعة الحال، ثمة وظائف معرضة للخطر أكثر من غيرها، وفق ما تؤكده دراسة أجرتها جامعة "أوكسفورد" البريطانية، وتناولت أكثر من 700 وظيفة ومصيرها في المستقبل. وخلصت الدراسة إلى أن أصحاب المهن الأكثر عرضة لـ"غزو الروبوتات" هم حكام المباريات الرياضية، والعاملون في مجال التسويق عبر الهاتف، وكذلك المسؤولون عن تقدير الضرائب المستحقة على الشركات والأفراد. ولكن دراسة أخرى كانت أكثر تحديدًا، إذ أشارت إلى أن خطر تحول مهنة مثل التسويق عبر الهاتف إلى مهمة يقوم بها "إنسان آلي" يصل إلى 99%، بينما تبلغ النسبة 97% في ما يتعلق بمجال تحصيل النقود من الزبائن في المتاجر، و89% بالنسبة لقيادة سيارات الأجرة، و81% فيما يتصل بطهي الطعام في محلات تقديم الوجبات السريعة.

وعلى الجانب الآخر، تشير التقديرات التي أوردتها صحيفة "غارديان" البريطانية، إلى أن هناك مهنيين وأشخاصًا لا يهددهم هذا الخطر كثيرًا، والأمر هنا يتعلق بالعاملين في مجال الصحة النفسية، والعلاج من إدمان المخدرات، وكذلك بخبراء التغذية، بجانب الأطباء والجراحين، فضلاً عن رجال الدين.